رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يمكن أن يؤدي انتشار «الأبراص» لموجة جديدة من كورونا؟

حيوان البرص
حيوان البرص

ساهمت حرارة الجو في الانتشار الذي لوحظ مؤخرًا لظهور الأبراص بالمنازل، والتي تسببت بدورها في إزعاج الأهالي خاصة مع انتقالها السريع من مكان إلى آخر، فأثار هذا الانتشار تخوفُات لدى كثيرين من كون هذه الأبراص قد تتسبب في خطر آخر قادم، في الوقت الذي مازالت جائحة "كورونا" ماثلة في الكثير من بلدان العالم.

في هذا التقرير نرصد أسباب انتشار الأبراص في هذه الفترة، ومدى خطورتها، وكيفية مواجهتها.

والبرص من الحيوانات الزاحفة الصغيرة التي تنتمي لرتبة الحرشفيات ويسمى باسم الوزغة وأبوبريص، ويوجد منه أنواع مختلفة كما ينتشر في المناطق الدافئة، ويتمتع بجلد رقيق ومرقط تختلف ألوانه بين الأحمر والأخضر والبني الفاتح والداكن.

ويعد البرص ضيفًا ثقيلًا على المنزل، وأي مكان يتواجد به، وقد أمر الله بقتله وأطلق عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الفويسقة فهو ضمن الخمس الفواسق التي تقتل في الحل والحرم وعن أبو هريرة “من قتل وزغًا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك” (صحيح مسلم).

وعن طبيعة حيوان البرص يوضح الدكتور محمد طه النمس أستاذ كلية العلوم جامعة القاهرة أنه أحد أنواع الزواحف التي تعد من الأعداء الطبيعية للحشرات، كما أنه يتغذى على الحشرات حية وليست ميتة، وبالتالي فيعد البرص واحدًا من الزواحف التي تحدث اتزانًا بالطبيعة.

أما تواجد البرص فيقول النمس إنها تتواجد بالمناطق القريبة من الضوء، وذلك نظرًا للحاسة التي وهبها إياها الخالق التي بها تستشعر أن الحشرات، "مصدر غذائها" تتواجد قريبًا من مصادر الضوء.


ناقل للميكروبات

أكد كذلك أستاذ كلية العلوم أن الأبراص غير ضارة لا تبخ سمومًا، ولا تعض فهي تملك فكين دون أسنان، وذلك على الرغم من مظهرها الذي يثير اشمئزاز كثيرين لكونه غير محبب، أما عن الضرر الذي من الممكن أن تتسبب فيه، هو إمكانية تلويث الطعام حال مرورها عليه أو تبرزها عليه، وهذا البراز ناتج عن تناولها للحشرات الحية التي تتعلق بها الجراثيم، وبالتالي يأكل الإنسان الطعام الذي تبرز عليه البرص متأثرًا بالجراثيم التي كانت بجسم الحشرات، فيصاب بإسهال وأضرار بالمعدة.

كذلك أوضحت الدكتورة أماني مختار أستاذ الطب الوقائي، أن الأبراص المنتشرة في مصر تعرف باسم "geckos"، وهي ليست ضارة وفقًا للأبحاث التي أجريت عليها، ولكنها أوضحت أن البعض منها قد يحمل بكتيريا تعرف باسم "السالمونيلا"، والتي يمكن أن تنقلها عبر اللعاب أو البراز إذا لمست الطعام أو الشراب فالشخص إذا أكل أو شرب من ذلك الطعام فهو معرض للإصابة بتسمم السالمونيلا.

كما أكدت أماني أن هناك أحد نتائج البحوث التي أجريت بإندونيسيا وجد بها أن بعض الأبراص قد تحمل نوعا من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وهي نوع خطير، فإذا أكل الشخص أو شرب من طعام ملوث بتلك البكتيريا فستنتقل إليه، ولن تؤثر به المضادات الحيوية، كما يمكن لهذه الأبراص أن تقفز في وجه أو يد من ضربها، محدثه به خدوشًا (تعض الشخص) خطيرة تجب معالجتها سريعًا، مؤكدة في ختام حديثها أن معظم الأبحاث اتفقت على أن الأبراص غير ضارة ولعابها ليس ساما كما لم يثبت أن جلدها قد يسبب ضرر.

مكافحة الأبراص

وعن طريقة القضاء على البرص أكد النمس أن رش مبيد بشكل مباشر على جسم البرص يقضي عليه في الحال، وهناك طريقة أخرى تعتمد عليها بعض شركات المكافحة، تتركز في خلط معجون من الجبنة المثلثات مع كميات من المبيد المخصص للزواحف، ووضعهما في مسار البرص باتجاه مصدر للضوء، مما يجعل رائحة الجبنة تجذب البرص نحوها فيتناولها ويموت، وهناك طريقة أخرى هي طريقة وضع اللاصق بالمكان الذي من المتوقع مرور البرص عليه فبالتالي يمر عليه ويلتصق به فيموت.