رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناقد: في هذا الزمن يتم دهس الناقد «عديم الشلة»

أبو السعود الخياري
أبو السعود الخياري

قال الناقد الدكتور محمد أبوالسعود الخياري: منحني العزل الإجباري الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، فرصة كتابة مجموعة من المقالات المطولة عن علاقة الطب بالرواية من وحي دور الجيش الأبيض العظيم في مواجهة الوباء تحت عنوان "المعطف الأبيض من سحر الرواية إلى مواجهة الوباء" مستعرضا فيها تاريخ العلاقة بينهما عبر عدة مبدعين مصريين بدءا بمصطفى محمود، وانتهاء بأحمد سمير سعد مرورا بيوسف إدريس وغيرهم.

وأضاف أبو السعود في تصريحات لـ"الدستور" أتاح لي العزل فرصة استئناف دراستي عن علاقة الرواية بالثورة وأرجو أن ترى النور قريبا بإذن الله، كما كتبت عملين متفاوتين في أدب الطفل أحدهما قصة قصيرة والآخر قصة مطولة تتوجه إلى مخاطبة وجدان الطفل من خلال أنسنة القيم وإيقاظ مخيلته بالدهشة.

وأشار الخياري إلى أن أكثر ما يؤرقني في الوضع الثقافي الحالي مشكلتان مأزق النقد وأفقه المسدود؛ إذ يتخبط النقد ونحن معه في واقعه العشوائي بامتياز، ويدهس الناقد عديم الشلة ويمهد للناقد العلاقاتي، كما أن الصفحات الأدبية لا تعنى باكتشاف أو تقديم نقاد جدد.. فضلا عن ظاهرة الناقد الصياد الذي يتعمد الكتابة عن رواية جوائز أو أديب معروف ليعبر نصه إلى النشر من خلالهما.

واوضح أن المشكلة الثانية هي أزمة الشعر تحديدا قصيدة النثر؛ لأن كبرياء الشعراء يمنعهم من الاعتراف بوجودهم في مأزق أو أزمة وجود هذه أو تقبل أي حديث حول عزلة الشعر غير المسبوقة، ويبدو الشعر أمامي مثل البرنس الذي عمد إلى مبادلة البسبوسة بالنياشين!

لافتا إلى أنه لعل أكبر دليل على حالة الاغتراب التي وصلت إليها قصيدة النثر هو توقف الذائقة العامة عن الاستشهاد بالشعر منذ بيت أمل دنقل في قصيدته السياسية (لا تصالح)، هل يعرف الناس بيتا واحدا من الشعر منذ لا تصالح، في حين يردد الناس بشكل يومي أبيات شوقي وحافظ والمتنبي وما الشعر إن فقد التلقي!

ويري أبوالسعود أنني أتحدى أن يعرف المثقف العادي ولا أقول رجل الشارع بيتا واحدا لأحد من أعلام قصيدة النثر أو الشعر الحر أتحدث عن قامات مثل حسن طلب وحلمي سالم وعبدالمنعم رمضان، هل يوجد بيت واحد يردده الوجدان المصري لأحدهم؟ أكرر إن الشعراء يكابرون ولا يعترفون بوجودهم خارج نطاق التلقي سواء الثقافي أو الشعبي.

وأما عن تأثير كورونا علي الوضع الثقافي، فأكد أنها أحدثت هذه الفترة التاريخية آثارا إيجابية على الإبداع وكانت فرصة للتأمل وإنجاز المشروعات المؤجلة والاقتراب من الأهل والنفس، ولا شك أن الجميع قد أعاد النظر في علاقته بالحياة وبالإبداع أيضا.