رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لن تهتم بتحرك رام الله .. ماذا يعني لإسرائيل الاعتراف الدولي بـ "دولة فلسطينية"؟

الضفة الغربية
الضفة الغربية

عندما تتحدث إسرائيل عن خطوة مصيرية، فإن لديها تصور حقيقي عما سيحدث في اليوم التالي، وبذات قدر استعدادها للخطوة المرتقبة، تكون خططها جاهزة لكل النتائج، وهو المبدأ الذي يتحدث عنه نتنياهو دائماً قائلاً :" نحن مستعدون لأي سيناريو".

عندما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مخطط ضم الضفة وغور الأردن، فكان هناك استعدادات إسرائيلية لكل التداعيات على الأرض، وأهمها نشوب انتفاضة ثالثة في الضفة أو حتى مواجهة مع حماس في قطاع غزة، وعلى الصعيد الدولي هناك مؤشرات لمواقف دولية حادة مثل عقوبات أو مقاطعة أو التأثير على التقارب الإسرائيلي مع الدول العربية والخليجية.

أحدى النتائج المرتقبة، والتي تشغل القيادات والمراقبون في تل أبيب هو "الاعتراف الدولي من بعض الدول بدولة فلسطينينة"، وهو الذي ربما أكثر خطورة على إسرائيل من أي انتفاضة أو حرب.

إسرائيل لن تهتم بإعلان السلطة الفلسطينية عن دولتها

قبل أسابيع، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بأن الفلسطينيين سيتخذون خطوات لإقامة دولة فلسطينية إذا ما بسطت إسرائيل سيادتها على مناطق الضفة الغربية وغور الأردن.. فكيف ترى إسرائيل هذه الخطوة؟

كانت الصياغة مراوغة وملتوية، وقد سبق لياسرعرفات أن أعلن إقامة الدولة الفلسطينية في 1988، وفي كل مرة الخطوة الفسطينية ليست ما يقلق إسرائيل.

فإذا تحركت السلطة لتعلن دولتها من جانبها، فلن تشكل هذه الخطوة خطورة على إسرائيل، على العكس، فإن خطوة أحادية الجانب من الفلسطينيين للإعلان عن دولتهم المستقلة، تضعهم في وضع خرق لخطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام. هذا بالتأكيد سيعفي "إسرائيل" من الأجزاء الإشكالية في الخطة، والتي هي تسليم أرض بديلة في النقب للفلسطينيين ونقل قرى عربية إلى منطقة السلطة الفلسطينية.
قلق إسرائيل من الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية

في عام 2012 بدأت حملة "رفع مستوى" السلطة الفلسطينية في الساحة الدولية وهذا كان يشكل بعض القلق لإسرائيل، بحيث باتت محافل عديدة في العالم ترى فيها "دولة". مثلاً، إن محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، تعترف بالفلسطينيين كدولة، ومن هنا ينشأ تهديد الفسطينيين الدائم: "سنتوجه إلى محكمة لاهاي"، في نفس العام، اتخذت الأمم المتحدة قراراً مبدئياً برفع مستوى مكانة السلطة الفلسطينية من "مراقب" ليس دولة، إلى دولة ليست عضواً.

في المحافل العالمية، تعتبر السلطة الفلسطينية هذا انتصاراً، وليس واضحاً بعد كيف سيضر هذا بإسرائيل عملياً على الأرض، دول عديدة في العالم اعترفت بالسلطة الفلسطينية كدولة بطرق ملتوية. وليس واضحاً دوماً ما الذي يقصدونه عندما يقولون "اعترافاً"، لكن التطور الذي سيشكل تهديداً إسرائيل هو الاعتراف أمريكي بدولة فلسطينية.

فقبل أيام، صنفت الإدارة الأمريكية، السلطة الفلسطينية بأنها "دولة"، وأدرجتها على قائمة الدول التي يتم فحص معايير إدارة الأموال فيها، كأي دولة في العالم.

وفقاً لصحيفة "معاريف" العبرية، فإن هناك حالة من القلق في أوساط المسؤولين الإسرائيليين عقب هذا التصنيف، حيث رأت الصحيفة أن مجرد ظهور السلطة سواء بتعريفها كدولة أو حكومة، بين الدول الأخرى على القائمة يشكل سابقة وحالة قلق في إسرائيل، معتبرةً ما يجري بأنه تشديد للهجة المناهضة لتل أبيب، عشية اقتراب موعد تنفيذ عملية الضم.

وحسب الصحيفة، فإنه يتم تحديث هذه القائمة ونشرها في الولايات المتحدة كل عام وفقًا لطلب الكونجرس، ويشمل تصنيف الشفافية في إدارة الشؤون المالية لـ 141 دولة في العالم تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة.

الخطوة الأمريكية ستكون بمثابة اعتراف رسمي عالمي، وسيكون من السهل لاحقاً على أي دولة الاعتراف بالسلطة كدولة فلسطينية وهو ما تعتبره إسرائيل تغييراً في شكل الصراع.