رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكراغلة» سلاح أردوغان في ليبيا.. أصول «السراج» التركية وراء خيانته

أردوغان
أردوغان

لم يكن من السهل أن تخترق تركيا ليبيا وتبرر وجودها، إلا من خلال موالين ليبيين يقدمون لها الدعم، ويمنحون أرضهم وشرفهم للمحتل التركي لتحقيق أطماعه وتنفيذ أجندته، وفي تقرير لموقع العربية كشف عن حقيقة الرجال الذين خانوا وطنهم في سبيل إرضاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

الكراغلة يد أردوغان لخيانة ليبيا
الكراغلة هم أصحاب الأصول التركية في شمال افريقيا والذين ينتسبون إلى الذرية الناتجة عن زيجات الأتراك من النساء الليبيات والتونسيات والجزائريات عن طريق زواج المسيار أو ملك اليمين، وفقا لدراسة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، ودائما ما استغلهم "أردوغان" في حديثه لتبرير وجوده في بلاد المغرب العربي.

في وقت سابق، أدعى أردوغان، أن هناك "مليون تركي يعيشون في ليبيا يستحقون دعمه والتدخل لحمايتهم"، غير أن هذا الرقم تبيّن أنه مبالغ فيه، حيث يعيش الآلاف فقط من الليبيين من أصول تركية في عدّة مدن ليبية (الكراغلة)، وهم من نسل الأتراك الذين استقروا في ليبيا على مدار ثلاثة قرون بعد الاحتلال العثماني عام 1551، لكنهم يتركزون بشكل خاص في مدينة مصراتة، حيث يمثلون نسبة كبيرة من سكان المدينة.

أصول "السراج" التركية وراء بيعه ليبيا
والمفاجأة أن من بين هؤلاء الليبيين الأتراك الذين استعان بهم أردوغان لتنفيذ مخططه في ليبيا، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج الذي عمل على تكريس التدخل التركي في ليبيا وشرعنته بعد توقيعه شهر نوفمبر من العام الماضي على اتفاقيتين مثيرتين للجدل مع أردوغان في تركيا، واحدة تنص على ترسيم الحدود البحرية وتتيح لأنقرة الاستفادة من مناطق غنية بالغاز بشرق المتوسط، وأخرى على تعزيز التعاون العسكري حصلت بمقتضاها قوات الوفاق على أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة وذخائر ودعم من ضباط أتراك ومقاتلين مرتزقة من سوريا موالين لتركيا.

وأصول "السراج" التركية كشفها والده مصطفى فوزي السراج في كتاب "ذكريات وخواطر" الصادر عن مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية في عام 2005، وجاء بالكتاب ان السراج ينتمي إلى إحدى عائلات طرابلس العريقة ذات الأصول التركية، حيث يرجع نسبه إلى جد تركي عمل ضابطا في الجيش التركي، من مواليد مدينة تقع شمال مدينة أزمير التركية، وقدم إلى ليبيا مع القوات العثمانية عام 1840، ووقتها تزوج من سيدة ليبية واستقر في العاصمة طرابلس.

قائد ميليشيا "لواء الصمود" من أصول تركية
ومن ضمن قائمة الأسماء الليبية التي تنتمي إلى أصول تركية، والتي تهيمن على المشهد السياسي والعسكري الموالية للنظام التركي، الإرهابي صلاح بادي الذي يقود كتيبة "لواء الصمود"، أهم الميليشيات المسلحة في مصراتة والغرب الليبي، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي منذ نوفمبر 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا.

ينحدر بادي من أسرة بسيطة من أصول تركية تقيم في مصراتة، ويعد أبرز "عملاء أردوغان" في ليبيا، لعب دورا بارزا في الإطاحة بنظام معمر القذافي الذي كان جنديا في صفوفه، وهو أحد مؤسسي ميليشيات "فجر ليبيا" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، التي أحرقت مطار طرابلس الدولي عام 2014، وتسبّبت في توقفه عن العمل، وقد شارك في أغلب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس في السنوات الأخيرة، آخرها التي وقعت صائفة 2018، وأسفرت عن مقتل 120 شخصا أغلبهم من المدنيين، ويقيم بين تركيا وليبيا.

علي الصلابي أصول تركية وتمويل قطري
يضاف لهذا القائد العسكري الموالي لتركيا، أحد الأسماء الأخرى التي تدافع بشراسة عن التواجد التركي بليبيا وهو القيادي الإخواني المقيم بقطر والمدرج على قوائم الإرهاب "علي الصلابي"، الذي ينحدر من عائلة تنتمي إلى مدينة مصراتة وأصولها تركية، إذ يعد من أشد المباركين للدور التركي في بلده، حتى إنه دعا صراحة أنقرة إلى التدخل لحماية مصراتة وإنقاذ الأقلية التركية داخلها من الجيش الليبي، وفتحت له المنابر الإعلامية الإخوانية منصاتها للإشادة بالمواقف والأدوار التركية في الملف الليبي.

فيما محمد صوان رئيس حزب "العدالة والبناء"، أحد أهم أذرع تركيا في ليبيا لاعتبارات اجتماعية عرقية باعتباره يحمل أصولا تركية وكذلك إيديولوجية، حيث يعتبر أحد أهم قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وحليف حزب العدالة والتنمية التركي، استنجد بالسلطات التركية لإرسال الدعم للميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، ومن أبرز الداعمين لمذكرتي التفاهم مع تركيا والمطالبين بتفعيلها.

تجنيد رجال الدين لخدمة مصالح أردوغان
بالإضافة إلى ذلك، جندت تركيا رجال دين ينتمون لجماعة الإخوان لتبرير تدخلاتها المشينة في ليبيا وانتهاكها لسيادة هذا البلد، وأبرزهم الصادق الغرياني الذي طالب بمنح تركيا الأسبقية في الشراكة الاقتصادية والأمنية وفي عمليات التنقيب عن النفط والغاز، وأفتى بـ"تحريم" شراء سلع من بعض الدول العربية التي رفضت التدخل التركي في ليبيا.

ومن الأسماء الأخرى التي تتصدر المشهد السياسي في ليبيا وتعول عليها تركيا لشرعنة تدخلها في ليبيا، وزير الداخلية فتحي باشاغا المحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين، الذي رغم أن لقبه يوحي بأنه من أصل تركي، إلا أنه ينتمي لقبيلة أولاد الشيخ البدوية بمدينة مصراتة، وهو من أشدّ المدافعين على قانونية الاتفاقين البحري والأمني الموقع مع تركيا، والمروّجين للعلاقة المتميزة مع تركيا والتعاون الكبير بين البلدين، كما سوّق أن "الموقف التركي لا يعتبر تدخلا في ليبيا"، وهو على تواصل دائم مع المسؤولين الأتراك، وكان من أهم مهندسي الدعم العسكري الذي حصلت عليه قوات الوفاق.