حركة نزوح كبيرة لعائلات سرت الليبية بسبب «القصف المركز»

تشهد مدينة سرت (تقع على بعد 450 كم من العاصمة الليبية طرابلس) نزوح أعداد كبيرة من العائلات وسكان المدينة خلال الـ48 ساعة الماضية في اتجاه شرق المدينة، بسبب القصف الكثيف، الذي تعرضت له مواقع في المدينة حسبما نقلت صحيفة بوابة الوسط الليبية عن مصادر بالمجلس الاجتماعي سرت.

ووفقًا للمصادر، فإن منطقة الثلاثين ووداى جارف التى تبعد عن مدينة سرت أكثر من 30 كم وقع فيها قصف مكثف عبر الطائرات والصواريخ وهي التي تتمركز فيها حاليا مليشيات حكومة الوفاق، مشيرة إلى أن عملية النزوح جاءت بعد "نداءات متكررة من قبل الوفاق لأهالى سرت بمغادرة المدينة ما ينذر باشتعال واستمرار المعارك.

وقال شهود عيان لقناة "ليبيا 24″، إن مليشيات حكومة الوفاق المدعومة بالمرتزقة والقوات التركية قامت بقصف منازل المدنيين بمنطقة القبيبة غرب سرت، فيما تصدى الجيش الوطني الليبي أمس واليوم، لمحاولات هجوم للمليشيات المدعومة بغطاء تركي، كما شن سلاح الجو الليبي غارات على رتل للوفاق حاولت التقدم نحو قاعدة الجفرة العسكرية.

وأعلن الجيش تدمير سرية مدفعية كاملة تابعة للوفاق، وتدمير حافلة تحمل عددا من الضباط الأتراك والمرتزقة السوريين في الموقع نفسه.

واستقدمت مليشيات الوفاق تعزيزات كبيرة من مصراتة إلى غرب سرت، تمهيدًا لانطلاق مرحلة جديدة من المعارك التي تهدف إلى السيطرة على المدينة التي حررها الجيش الوطني مطلع هذا العام.

في المقابل عزز الجيش الليبي من قواته المتمركزة في محاور القتال بسرت وضواحيها بعناصر إضافية.

ويعني إعلان حكومة طرابلس انطلاق مرحلة جديد من المعارك أنها غير معنية بوقف إطلاق النار.

وأمام ذلك، أعلن الجيش الوطني أنه لن يقف مكتوف الأيدي، بل حذر من الرد وبقوة خاصة أن مبادرات وقف إطلاق النار التي أعلنها الجيش سابقًا استغلتها تركيا والوفاق لأجل نقل السلاح والمرتزقة.

وتكمن أهمية مدينة سرت الاستراتيجية أنها تنتصف المسافة بين طرابلس وبنغازي على الساحل الليبي، فهي تقع على بعد نحو 450 كلم من العاصمة طرابلس و600 كلم من بنغازي.

كما أنها تفتح الطريق باتجاه منطقة الهلال النفطي في شرق البلاد، إضافة إلى أنه توجد فيها قواعد عسكرية مهمة مثل قاعدة القرضابية الجوية التي تبعد عن جنوب سرت 16 كيلومترا، وغير بعيد عنها تقع قاعدة الجفرة الجوية أيضا وهي من أكبر القواعد العسكرية الليبية.

وتشكل سرت غرفة عمليات رئيسة لقوات الجيش الليبي، وغرفة وصل بين مناطق شرق ليبيا وغربها. ويعد مطار وميناء المدينة من أهم المنافذ الرئيسية في ليبيا.