رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تتابع إجراءات حماية أطقم مستشفيات العزل من «كورونا»

مستشفيات العزل
مستشفيات العزل

تخوض الأطقم الطبية والإدارية فى جميع مستشفيات العزل حربًا مقدسة حاليًا لمواجهة فيروس «كورونا المستجد»، ومحاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من المرضى المصابين به، ونتيجة لانشغالهم طوال الوقت بتخفيف آلام المصابين وتعاملهم الدائم معهم فإنهم يكونون أكثر عرضة لانتقال العدوى إليهم.
من هنا تأتى أهمية إخصائى مكافحة العدوى، الذى يعد بمثابة «الجندى المجهول» داخل ميدان المعركة، فهو يحرص على سلامة أبطال الطاقم الطبى، وتوفير كل المستلزمات الطبية الوقائية التى تضمن عدم انتقال الفيروس إليهم، بما يسهم فى استمرار تقديمهم الخدمة الطبية.
«الدستور» تلتقى فى السطور التالية عددًا من إخصائيى مكافحة العدوى داخل مستشفيات العزل المختلفة، للوقوف على تفاصيل الملحمة البطولية التى يقدمونها عن قرب.

محمد حمزة: رفع المناعة بالتغذية السليمة والتدريب على التعامل الآمن مع المرضى

قال الدكتور محمد حمزة على، إخصائى مكافحة العدوى بالأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة، إن منع انتقال المرض هو السلاح الوحيد لمواجهة «كورونا» فى ظل عدم وجود علاج له، خاصة لمقدمى الخدمة الطبية الذين يعدون كنزًا لا يقدر بثمن، وتجب حمايتهم قدر الإمكان.
ولذلك تنظم فرق مكافحة العدوى، وفق «على»، محاضرات توعية للأطباء والتمريض والعمال، وتجلس معهم فى أوقات الفراغ والاستراحة، لتوعيتهم بوسائل مكافحة العدوى، ومعرفة الصعوبات التى تواجههم، وتوضيح نوعية الواقيات المناسبة لأجسامهم ومدى جودتها وغيرها من التفاصيل، إلى جانب متابعة كل أقسام المستشفى، واتخاذ أعلى درجات الأمان بها.
وأضاف: «إلى جانب التوعية، يتم توجيه الأطباء وباقى أطقم العمل فى المستشفى بالاهتمام بالتغذية السليمة، وأخذ الفيتامينات الضرورية، ما يمكنهم من أداء عملهم دون التعرض للخطر، فى ظل أن التغذية والفيتامينات ترفعان من كفاءة الجهاز المناعى فى جسم الإنسان».
وتابع: «بالنسبة للتمريض، تدربهم فرق مكافحة العدوى على الإجراءات السليمة فى سحب العينات، وطرق إعطاء الأدوية للمريض، وتغيير الواقيات بين كل مريض وغيره، فضلًا عن تدريبات أخرى فى السياق ذاته للعمال، لأنهم كذلك معرضون للعدوى، لتوليهم تنظيف الأسطح والغرف والمصاعد».
وشدد على ضرورة ارتداء المريض الكمامة أثناء وجوده فى غرفته، حتى لا ينقل العدوى إلى غيره، وكذلك لحماية الطاقم الطبى، إضافة إلى مراعاة المسافات بين المرضى وبعضهم البعض.

بولا عريان: توضيح الطريقة الصحيحة لارتداء وخلع أدوات الحماية


كشف الدكتور بولا عريان سامح، رئيس فريق مكافحة العدوى فى مستشفى «أبوخليفة» بالإسماعيلية، عن أن فريق مكافحة العدوى يعد قوة أساسية موجودة منذ تخصيص المكان لعزل وعلاج المصابين بفيروس «كورونا»، ومهمته الرئيسية الحفاظ على صحة الفرق الطبية من الإصابة بالعدوى.
وأوضح «عريان» أن ذلك يتم بتوعية الأطقم الطبية من تمريض وأطباء وفنيين، إلى جانب الإداريين، الذين يستقبل المستشفى فريقًا جديدًا منهم كل ١٤ يومًا، بتعليمات مكافحة العدوى الأساسية، مثل تطهير الأيدى بشكل دورى، ومراعاة المسافات المناسبة، وارتداء البدل الواقية، ومعرفة الطريقة الصحيحة لارتداء وخلع «الماسكات» والواقيات، لأن ارتداءها بطريقة خاطئة يعرض أيًا منهم للعدوى.
وبيّن أن هناك أطباء أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، مثل أطباء العناية المركزة وأفرد التمريض بها، لأن «طبيعة عملهم واحتكاكهم المباشر واقترابهم من المرضى يعرضهم لالتقاط العدوى، لذلك يرتدون ماسكات عالية الكفاءة، وتكون هناك مراقبة أكثر وطريقة معينة للتعامل معهم داخل العناية المركزة». وحذر رئيس فريق مكافحة العدوى فى مستشفى «أبوخليفة» بالإسماعيلية من تهاون البعض فى ملف مكافحة العدوى، لأنه يخلّف «ضريبة فادحة»، وفق تعبيره.


إسراء الباسطى: التخلص السليم من النفايات شديدة الخطورة


«نكافح العدوى عن طريق حزمة من الإجراءات، من بينها وضع دليل استرشادى وبروتوكول يتم إلزام جميع العاملين به وتدريبهم عليه».. بهذه العبارة بدأت الدكتورة إسراء الباسطى، مسئول إدارة مكافحة العدوى فى منطقة العامرية بالإسكندرية، حديثها عن طرق مكافحة العدوى.
ووفقًا لهذا البروتوكول «تتم متابعة خط سير المريض بداية من دخوله المستشفى وحتى خروجه، ويكون التعامل بينه والطاقم الطبى وفقًا لسياسات مكافحة العدوى، وأبسط إجراءاتها هو الالتزام بغسيل الأيدى، والتخلص الآمن من النفايات، وتحديد طرق معينة للتعامل داخل الغرفة التى يقيم بها».
وبيّنت أن لكل قسم فى المستشفى سياساته الخاصة التى يتبعها للوقاية ومكافحة العدوى، ويتم تدريب أفراد الفريق الطبى عليها بشكل عملى، داعية الأطباء إلى الالتزام بهذه السياسات والتعليمات، وعلى رأسها ارتداء المستلزمات الوقائية، والتباعد بين الطاقم الطبى وبعضه البعض خارج أوقات العمل منعًا لنقل العدوى، إلى جانب الحفاظ على التغذية السليمة.
وأشارت إلى وجود إصابات فى الطاقم الطبى تحدث خارج مستشفيات العزل، سواء بسبب الاختلاط الاجتماعى أو غيره من الأسباب، معتبرة أن الأطباء يشعرون بأنفسهم عند الإصابة، لأنهم أكثر وعيًا بأعراض التعرض للعدوى. ولفتت إلى أن التخلص من النفايات من أهم مقتضيات مكافحة العدوى فى مستشفيات العزل، خاصة أنها خطيرة للغاية باعتبارها مصدرًا قويًا لنقل العدوى، لذلك يتم تقسيمها فى أكياس طبقًا لدرجة خطورتها، وتدريب العاملين على طرق التخلص الآمن منها، ووضعها فى أكياس محكمة الغلق.


عاصم عيسى: اتباع بروتوكول «الصحة» المعتمد من «الأعلى للجامعات»


كشف الدكتور عاصم عيسى، أستاذ أمراض الصدر بكلية الطب جامعة الفيوم، عن وجود بروتوكول وضعته وزارة الصحة والسكان فيما يخص إجراءات مكافحة العدوى، وتم اعتماده من المجلس الأعلى للجامعات، واصفًا إياه بالجيد جدًا طالما توافرت الأدوات اللازمة لتطبيقه.
وأوضح «عيسى» أن هذا البروتوكول يتضمن العديد من طرق الوقاية ومكافحة العدوى داخل مستشفيات العزل، وعلى رأسها ارتداء الملابس الوقائية و«الماسك» الطبى، وتوفير أماكن محددة لتغيير الملابس سواء قبل أو بعد الدخول للمريض.
وطالب بتوفير الكمامات والملابس الوقائية بشكل مستمر للطبيب والممرض والعامل، لافتًا إلى وجود نقص فى بعض المعدات الطبية، خاصة «ماسك» الوجه الوقائى، الذى يجب عدم ارتدائه أكثر من ٨ ساعات، ويتم بيعه فى السوق السوداء بـ١٢٠ جنيهًا، لذا لا بد من توفيره بشكل مجانى داخل المستشفيات حفاظًا على صحة الطاقم الطبى.
وشدد «عيسى» على أهمية إخصائى مكافحة العدوى داخل مستشفيات العزل، ودوره فى حماية باقى أعضاء الفريق الطبى من انتقال العدوى إليهم، مبينًا أن كل فريق طبى يضم تخصصات مختلفة، مثل الصدر والباطنة والرعاية المركزة والتخدير والتمريض، إلى جانب إخصائى مكافحة العدوى.
وأضاف: «دور إخصائى مكافحة العدوى مهم جدًا عند اكتشاف حالة مصابة بالفيروس، لأنه يحدد طريقة وآلية التعامل مع الحالات، وتوقيت إجراء التحليل المخصص لكشف الفيروس»، ناصحًا الأطباء والتمريض بضرورة الاهتمام بارتداء الواقيات الشخصية، وعدم التهاون فى التنظيف المستمر للأيدى.
وتابع: «كما يجب لمنع انتشار العدوى تواجد عدد قليل من المرضى داخل الغرفة الواحدة، والحفاظ على مسافة محددة بين كل مريض والثانى، حتى لا تحدث انتكاسة للحالات التى تحسنت، وتعقيم كل الأماكن المعرضة للعدوى بشكل دورى».