رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طارق الشناوى: الله مصدر الرحمة لا العذاب.. وأراه فى كل شىء جميل

طارق الشناوى
طارق الشناوى

يؤمن بأن الله يرسل رسائله للناس بشكل غير مباشر، وأنه، سبحانه وتعالى، يسخر لكل شخص من يساعده فى مواجهة صعوبات الحياة، ويرى أن الله رزقه السند والحماية فى صورة والدته التى توفيت قبل ٥ سنوات.
إنه الناقد الفنى طارق الشناوى، الذى يرفض ممارسات بعض العامة عند الأضرحة ومقامات الأولياء، ويقول إن الله ليس بحاجة لـ«وسطاء» نتحدث إليه من خلالهم، أو العكس.
وفى حياته الكثير من المواقف التى يُحصيها كدليل على عون الله له فى حياته الشخصية، وكيف أنه حقق أحلامه بفضل دعوة صادقة أو توفيق من الله أو صدفة لم يكن يتوقع حدوثها، وهو ما يرويه لنا خلال الحوار التالى.


أتلقى «رسائل إلهية» من كلام الناس وضحك الأطفال

قال «الشناوى»، الذى نشأ فى أسرة متدينة، وكان حفيدًا لأحد شيوخ الأزهر، عن أول تصوراته حول الله: «رأيت الله هو البدء والمنتهى، وأننا وباقى المخلوقات حياتنا مقدرة، وهو من قدرها فى علاه».
وأضاف: «الله هو الميلاد والممات، هو النجاح والسعادة، هو كل شىء جميل، أراه سبحانه مقترنًا بالسعادة الحقيقية والتسامح والفعل العظيم، لكنه أبدًا ليس مصدرًا للعذاب والشدة، بل بالرحمة والجنة».
وأوضح أن البعض يرى الله فى جانب العقاب والشدة فقط، ويصورون لأطفالهم أنه شديد العقاب، فيقولون للصبى حين يحتاجون منه فعلًا ما: «سيعاقبك الله وستدخل النار»، ومن هنا يتكون تصور لديه عن الله بأنه «سوط عذاب»، لكن هذا الأمر غير صحيح، وأنا لم أره سبحانه فى هذا الجانب أبدًا، وأعلم تمامًا أنه السماحة والرحمة.
وكشف عن إيمانه بوجود رسائل يرسلها الله لعباده حين يحتارون بين أمرين ولا يعرفون إلى أيهما يرجحون كفة الاختيار، ومن هنا تتدخل هذه «الرسائل الإلهية»، مواصلًا: «دائمًا ما أركن سيارتى بعيدًا عن بيتى، وبالتالى يكون هناك وقت أقضيه فى المشى من السيارة للبيت والعكس، وفى هذه المسافة الفاصلة تأتى تلك الرسائل».
وتابع: «أرى الكثير من الناس أثناء مرورى، وفى ذلك الوقت وحين أكون مشغولًا بأمر ما، أستمع إليهم وإلى كلماتهم لعلى أجد هدًى، وفى الحقيقة دائمًا ما أسمع عبارات تُشير إلىَّ بأن أمشى فى طريق ما، كأن أجد أحدهم يقول (على بركة الله) مثلًا، أو (اعقلها وتوكل)، أو (ربك هيسهلها)، والكثير من العبارات التى أفكر وأعتقد أنها رسائل إلهية ربما لا يدرى صاحبها لم قالها فى هذا الوقت بالذات لكنى أعمل بها تمامًا».
لكن الأمر ليس بالعبارات وحدها، يكمل «الشناوى»: «ربما أجد فى طريقى فتاة صغيرة تضحك لى من خلف زجاج سيارة، أو أجد طفلًا صغيرًا يمد يده بالسلام، دائمًا ما أفكر أن هذه رسائل إلهية أيضًا، وأؤمن بها تمامًا، وأعرف منها أن هناك قبولًا تامًا لما أفعله».

الدعاء أعاد لى حلم «كلية الإعلام» بخطأ فى «التفاضل والتكامل»

يؤمن «الشناوى» بأن هناك الكثير من المواقف التى تخبر الإنسان- بشكل غير مباشر- بأن الله معه وبجانبه، وهو ما حدث معه كثيرًا، وينظر بعده للسماء شاكرًا وحامدًا الله عليه، وفى مقدمة هذه المواقف التحاقه للدراسة فى كلية الإعلام.. وهو ما يحكى تفاصيله فيما يلى:
منذ صغرى كنت أحلم بالدراسة فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وقتها لم يكن هناك عدد كبير من كليات الإعلام، مثلما هو الحال الآن، وكان القبول فى الكلية يتطلب حصول الطالب على مجموع كبير فى الثانوية العامة، لكننى لم أتخلَّ يومًا عن حلمى هذا.
فى الثانوية العامة كنت متفوقًا فى بعض المواد، وأعلم تمامًا أننى سأحصل على الدرجة النهائية فى امتحانها، ومن بينها مادة «التفاضل والتكامل»، التى كان بها الكثير من المعادلات يكون حلها النهائى هو «الصفر».
وبالفعل دخلت مادة «التفاضل والتكامل» وأنا متيقن تمامًا من قدرتى على إحراز الدرجة النهائية فيها، وحين أمسكت بورقة الإجابة وبدأت فى الحل وجدت أننى استغرقت نصف الوقت فى حل سؤال واحد، حزنت جدًا، ولم تنته المعادلة بـ«صفر» كما ينبغى.
أيقنت أننى سأرسب وأننى لن أحقق حلمى فى دخول كلية الإعلام، وضاع الوقت بالفعل، كنت متشائمًا جدًا لأن هذه المادة من المواد التى كنت أعول عليها كثيرًا، وأيقنت بعدها أننى أضعت ٢٥ درجة هباءً.
كان اليوم التالى إجازة قبل امتحان مادة «اللغة الإنجليزية»، وقررت بينى وبين نفسى أننى لن أكمل الامتحانات، وعقدت العزم على ذلك، حتى إننى أذكر أننى فى اليوم التالى وبدلًا من الاستعداد لـ«الإنجليزى» تركت كل شىء وذهبت للسينما لأشاهد فيلمًا، وبعد رجوعى جلست فى البيت مكتئبًا.
بعدها سمعت أذان الفجر، فتذكرت أن الله موجود ويستجيب للدعاء، فتوجهت للسماء ودعوت الله بصدق، وبالفعل تراجعت عن قرارى بعدم دخول باقى الامتحانات وتوكلت على الله، والمفارقة أننى فى اليوم التالى وجدت خبرًا فى الجرائد يقول إن هناك خطأ بمادة «التفاضل والتكامل»، وأن كل طالب حضر سيحصل على الدرجة النهائية فى هذه المادة، فأكملت باقى الامتحانات بفرحة.
بعد ظهور النتيجة اكتشفت حصولى على مجموع أقل من أقرانى، لكنى وجدت أن مكتب التنسيق قد وضع الحد الأدنى للقبول بكلية الإعلام فى مستوى مجموعى بالضبط لا يقل ولا يزيد درجة، وكتبت فى الرغبة الأولى «الإعلام»، وبعد فترة نظرت للجرائد متابعًا التنسيق فوجدت أن جامعة القاهرة قبلت آخر طالب كانت رغبته كلية الإعلام وبالرقم نفسه الذى حصلت عليه فى الثانوية العامة، وبالفعل قبلت فى الجامعة، وهنا شعرت بأن الله كان معى ويرانى وأنه استجاب لدعائى.

«المدد الربانى» أنقذنى من ضياع كل متعلقاتى فى «كان»

من المواقف الأخرى التى لا ينساها «الشناوى» أبدًا وتتعلق بـ«المدد الربانى»، ما حدث له فى مهرجان «كان» بالعاصمة الفرنسية باريس.. يحكى التفاصيل، قائلًا:
أذكر أننى كنت فى العاصمة الفرنسية باريس لحضور فعاليات مهرجان «كان»، وركبت تاكسى فى مشوار، وبعد نزولى منه وضعت يدى فى جيبى، فاكتشفت نسيان كل متعلقاتى فى التاكسى، بكل ما فيها من دولارات ويوروهات وجنيهات مصرية، وكان هناك قانون فى البنوك المصرية آنذاك ينص على أن السحب من «الفيزا» فى الخارج يتطلب إخطار البنك قبل السفر، وإلا لن يتم الصرف لك.
فكرت فى حل لمشكلتى، وكان لدى رقم فرنسى فى ذلك الوقت أستخدمه فى كل زيارة سنويًا، والذى حدث أننى وجدت فى اليوم التالى مكالمة، وكان سائق التاكسى الذى عرف الرقم واتصل، وكانت معه كل متعلقاتى كاملة لا ينقص منها شىء، ففرحت جدًا لخروجى بسلامة الله من هذه الورطة، التى أكدت لى أن الله معى تمامًا ويرعانى. وفى مرة أخرى كنت فى طريقى إلى مهرجان «كان» أو «برلين»، لا أذكر بالتحديد، لكنى أتذكر أننى كنت سأستقل طائرة الخطوط الفرنسية، وتلقيت رسالة على هاتفى عن اضطراب فى تلك الخطوط، وأن الرحلة ألغيت تمامًا، وأنه فى حال تم حل الأمر فستعود الطائرة للإقلاع وسوف يرسلون رسالة أخرى تفيد بانتهاء الأزمة.
تذكرت فى تلك اللحظة أن لى صديقًا كان معى فى الجامعة ويعمل موظفًا بالمطار، وتذكرت أن رقمه معى، ولم أكن قد كلمته منذ زمن، وبالفعل وجدت رقمه واتصلت به، ورد علىّ قائلًا إنه انتقل من مطار القاهرة إلى مطار الإسكندرية، لكنه يملك بعض الأصدقاء فى مطار القاهرة وسيتواصل معهم ثم يعود ليكلمنى.
وبالفعل تلقيت اتصالًا من صديقى يخبرنى فيه بأن الطائرة ستقلع بعد ساعتين ونصف الساعة تقريبًا، بعد أن كنت قد فقدت الأمل تمامًا، ولبيت بسرعة واتجهت للمطار، وبالفعل لحقت بالطائرة بعد أن كانت على وشك الإقلاع. كل شىء هنا بالصدفة، تذكرى زميلى ومعرفتى أن الطائرة أمامها من الوقت ما يماثل نفس مدة الطريق، ولحاقى بالطائرة، كل شىء بالصدفة، لكنه عرفنى بأن الله يرعانى.

أتحدث مع أمى المتوفاة قبل ٥ سنوات

يعتقد «الشناوى» أن الله وهب كل شخص من يسانده ويرعاه، من الممكن أن يكون هذا الشخص أمه أو أباه أو عمه أو أى أحد، لكن الكل يملك هذا الشخص، وبالنسبة له فإن هذا الشخص هو أمه التى توفيت قبل ٥ سنوات.
يقول: «أشعر بأننى أعيش ببركة دعاء أمى إلى الآن، هى التى تحمينى وتدفع عنى المخاطر وتسترنى، ورغم رحيلها قبل ٥ سنوات أؤمن بأن والدتى، عائشة محمد حسين، بيننا على قيد الحياة وأتحدث معها. هى السند الحقيقى فى مواجهة الأزمات، لم تمت، ولم تفارقنى، ولا تزال بجوارى».
وعن علاقته بأولياء الله الصالحين، قال: «منذ صغرى ونشأتى فى بيت كان فيه جدى الأزهرى لم أزر مقامات الأولياء مطلقًا، أنا أؤمن تمامًا بأنه ليس هناك وسيط بين العبد وربه، وأن الله ليس بحاجة لشيخ لنتواصل معه عبره، الله نتواصل معه بشكل مباشر عن طريق القلب، لذلك كنت رافضًا زيارتهم وما يفعله العامة من تقبيل جدران المقامات وغيره، حقيقى أننى كنت أذهب لزيارة السيدة زينب، لكنى أقف من بعيد وأراقب ماذا يفعل زوارها فقط، أنا مؤمن تمامًا بأن أفعال البعض ليست من الإسلام فى شىء، وأنه ليس هناك دروشة وغيره».
وأشار إلى أنه يحب سماع القرآن، خاصة بصوت الشيوخ محمد رفعت وعبدالباسط عبدالصمد ومصطفى إسماعيل، معقبًا: «أنا سميع لهم، أستمع لهم عبر الراديو وأنصت لقوة أصواتهم وتمكنهم من القراءة بأكثر من مقام، لكن لا أذكر أننى حاولت الذهاب لرؤيتهم بشكل مباشر وهم يقرأون فى حفلات مثلًا، اعتدت فقط سماع أصواتهم حين يبثها الراديو».