رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» ترصد توقعات برفع خط الفقر فى العالم بسبب جائحة كورونا

كورونا
كورونا

لم يضرب فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، الذى ظهر بالصين نهاية العام الماضي، قطاع الصحة في 91 دولة حول العالم، لكنه أصاب القطاع الاقتصادي بشدة عالميًا، بعدما تأثرت مجلات لها علاقة وثيقة بالدخل القومي.

من بين تلك القطاعات السياحة والطيران، فقد عمدت مصر مثل كثير من الدول إلى غلق الطيران الدولي منها وإليها منذ شهر مارس الماضي، ما أصاب القطاع بإنتكاسة شديدة لاسيما في مدن جنوب البحر الأحمر التي تعتبر مركزًا مهمًا للسياحة.

وبسبب اتباع الدول نفس النظام بغلق الطيران وتجميد السياحة تأثر الاقتصاديات بشدة، لاسيما مع توقع تصنيف «بلومبرج» لأثرياء العالم، أن يتكبد الاقتصاد العالمي خسائر تفوق 160 مليار دولار بسبب فيروس كورونا، لتصبح أكبر خسارة يسببها وباء في العصر الحديث.

وتوقع البنك الدولي أن يشكل انتشار فيروس كورونا خطرًا كبيرًا على الفئات الأكثر فقرًا حول العالم، مؤكدا أن أزمة (COVID-19) لم يشهد العالم لها مثيلًا من قبل في العقود الأخيرة من حيث آثارها الاقتصادية والاجتماعية المحتملة، وتشير تقديرات البنك إلى أن 49 مليون شخص حول العالم قد يقعون تحت خط الفقر الشديد إلى خلال عام 2020.

وأوضح البنك أن القارة الإفريقية ستكون الأكثر تضررًا من الفيروس، متوقعًا أن ما يقرب من نصف الفقراء الجدد (23 مليونًا) من سكان جنوب الصحراء، بالإضافة إلى 16 مليونًا آخرين في جنوب آسيا.

توقع البنك أن يضاف إلى أعداد الفقراء المدقعين 17 مليونًا آخرين، في البلدان الأشد فقرًا المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، وأن يكون 22 مليونًا من الفقراء الجدد في بلدان متوسطة الدخل، وأن ينضم 10 ملايين شخص جديد إلى قائمة الفقراء المدقعين، بالاقتصادات الهشة والمتأثرة بالصراعات.

والسؤال، ما فعلت مصر من أجل توفير مظلة اجتماعية للفقراء الذين من المتوقع أن يزيد عددهم خلال العام الحالي؟، وما هي معدلات الفقرات المتوقعة في معظم الدول التي أصابها الفيروس؟.

في بداية الجائحة، توقعت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا (إسكوا) أن ينضم أكثر من ثمانية ملايين عربي إلى عداد الفقراء، و101،4 ملايين شخص في المنطقة سيصبحون في عداد الفقراء، وسيبلغ عدد الذين يعانون من نقص في التغذية حوالى 52 مليونًا.

وفي المنطقة العربية توقعت اللجنة في دراسة بعنوان "فيروس كورونا.. من أثر الوباء على الفقر وانعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية"، أن عدد الفقراء سيرتفع في المنطقة العربية مع وقوع 8،3 مليون شخص إضافي في براثن الفقر.

وجاءت تقديرات لجنة إسكوا من أن كوفيد-19 قد يتسبّب بخسارة أكثر من 1،7 مليون وظيفة في العالم العربي، ويتراجع الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية بما لا يقل عن 42 مليار دولار هذا العام على خلفية تراجع أسعار النفط.

وتوقعت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية أن يواجه نصف مليار شخص في العالم خطر الفقر بسبب فيروس كورونا، مبينة أن الفقر العالمي سيتفاقم لأول مرة منذ 1990، وسينكمش االدخل بنسبة 20% وسيؤدي إلى زيادة عدد من يعيشون في فقر مدقع بنحو 434 مليونًا إلى 922 مليون شخص في أنحاء العالم.

وعملت مصر خلال الفترة الأخيرة على توفير مظلة اجتماعية للفقراء حتى لا يزداد أعدادهم، منها منحة تبلغ 500 جنيهًا للعمالة غير المنتظمة، تساعدهم على الحياة خلال فترة الجائحة.

كما منحت وزارة الاتصالات جميع العملاء 20% زيادة على معدل الاستخدام مجانًا لمدة شهر، للطبقات المتوسطة وليست الفقيرة، كما أطلقت مبادرة للتبرع لمتضرري كورونا، وتوجيه أموالها إلى صندوق "تحيا مصر".

بحسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر؛ فقد ارتفعت معدلات الفقر في البلاد لتصل إلى 32.5% من عدد السكان، بنهاية العام المالي 2017 2018، مقابل 27.8% لعام 2015 2016.