رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مزارعو أسوان: «الأرض الحجر الصحي لنا في أزمة كورونا» (فيديو)

مزارعو أسوان
مزارعو أسوان

لم تمنع أزمة فيروس «كورزنا» المستجد، فرحة المزارعين بموسم حصاد القمح، وجني ثمار تعبهم الذى استمر على مدار شهور، إلا أنه كان بمثابة «حجر صحى» ووقاية لهم من الفيروس، حيث إن انشغالهم بعملية الحصاد التى تستغرق أغلبية الوقت باليوم، لم يترك لهم أى أوقات ترفيهية.

وتوجهت «الدستور» لقرية الرغامة غرب بمركز كوم أمبو التابع لمحافظة أسوان، لرصد مراحل حصاد سنابل القمح، بالإضافة إلى التعرف على الإجراءات الوقائية المتبعة فى ظل أزمة «كورونا».

يقول أحمد شاذلى محمد، أحد مزارعو القمح بقرية الرغامة غرب بكوم أمبو بمحافظة أسوان، إنه حاصل على مؤهل عالى، إلا أنه يعمل بمهنة الزراعة منذ 11 عامًا بعد تخرجه مباشرة، وأن مراحل حصاد القمح كالتالى: حصاد المحصول من الأرض، ثم تجميعه إلى ربط، وبعدها يتم جمع هذه الربط على بعضها، وأخرهم «الدراس»، ويعنى وضع القمح فى آله يطلق عليها «الدراسة»، يتم من خلالها فصل سنابل القمح عن القش المعروف بـ«التبن».

وأضاف لـ«الدستور»، أن مراحل الحصاد تتم على مدار 15 يومًا، ويبدأ الحصاد بشكل يومى فى تمام الساعه الـ5 فجرًا حتى الساعه الـ9 صباحًا، وذلك قبل ارتفاع درجة حرارة الشمس لكى لا يتم فقدان جزء من المحصول، ويتم استكمال باقى الحصاد بعد صلاة العصر مع غروب الشمس، مشيرًا إلى أن بعد المرور بمراحل الحصاد يتم تخزين القمح والتبن بشكل سنوى فى منازلهم.

وأشار الحج الأمير عباس، أحد مزارعو القمح بقرية الرغامة غرب بكوم أمبو بمحافظة أسوان، إلى أنه يعمل فى زراعة القمح منذ 40 عامًا، حيث إن القمح من المحاصيل المربحة والأساسية، وبدأ موسم زراعة محاصيل القمح شهر ديسمبر الماضى، وتتم عمليه الحصاد منذ يوم 15 إبريل الماضى وتستمر حتى شهر مايوم القادم، لافتًا إلى بعد الانتهاء من حصاد محصول القمح يتم تخزين ما يكفيهم منه بالمنزل، وتوريد باقى المحصول للمطحن.

يينما يقول عبدالرازق حسن ضوى، أحد مزارعو القمح بقرية الرغامة غرب بكوم أمبو بمحافظة أسوان، إنه يعمل في مجال الزراعة منذ حوالى 30 عامًا، وأن الإجراءات الوقائية التى اتخذوها خلال موسم حصاد القمح لتجنب فيروس «كورونا» المستجد، منع التجمعات بينهم أثناء عملية الحصاد نهائيًا، موضحًا أن يساعده فى الحصاد أولاده وشقيقه وجيرانه، لان الجار يعد واحدًا من الأسرة ولم يعتبروه غريبًا ابدًا.

وأوضح لـ«الدستور»، أن في عملية الحصاد إذا جاء لمساعدتهم أحد يسكن بعيدًا عنهم من الغرباء، قبل البدء فى العمل معه يستفسروا منه عن القرية التى قادم منها، ومدى اتباعه للإجراءات الوقائية من فيروس «كورونا» المستجد، والزامه على غسل يديه جيدًا قبل بدء العمل فى الأرض برفقتهم.

وتابع، أن لديه 4 أبناء، ولكى يحافظ عليهم من نقل أي فيروس إليهم بعد العمل الطويل فى أرضه، يحرص عند وصوله إلى المنزل على استبدال ملابسه وحذائه وتركهم في مكان مخصص، والتوجه لدورة المياة مباشرة واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية قبل دخوله للمنزل، حيث أن دورات المياه بالقرى تقع فى مقدمة المنزل منعزله قليلًا، ويعد ذلك مميزًا جدًا.

واستكمل سعدى عبدالحميد، عضو مجلس إدارة جمعية الشروق لتنمية بالرغامة غرب، إن الجمعية تشرف على زراعة بعض الأرضى الموجودة بالقرية، وذلك ضمن أنشطة التغيرات المناخية، حيث إنه تتم عملية المتابعة للمزارع منذ مراحل تجهيز الأرض وأختيار الأصناف الجيدة والأكثر إنتاجية، موضحًا أن الجمعية تشرف على مساحة 15 فدانا من الأراضى الزراعية، وأبرز أصناف القمح التى يتم زراعتها بها: شندويل ويعتبر من الأصناف المقاومة للتغيرات المناخية، وجميز، ومصر 1 و2، وغيرها، ويتم تحديد النوع على حسب مجهود وأمكانيات المزارع.

واختتم حديثه لـ«الدستور»، أن موسم القمح يعد موسم خير، حيث إن المزارع يجنى حصاد تعبه فيه، وأن أزمة فيروس «كورونا» المستجد لم تؤثر على الموسم بل أنها كانت حماية له من الإصابة، نظرًا لانشغال بأرضه وحصاد المحصول وعدم وجود وقت فراغ لأي تجمعات، قائلًا: " الأمور ماشية بطبيعتها وفى صالح المزارع موسم الحصاد وقت كورونا خدمة للمزارع، يعنى الحجر الصحى للمزارع أرضه".