رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشرف أبو اليزيد: كورونا جعلنا نعيد التفكير في مشاريعنا الأدبية

أشرف أبو اليزيد
أشرف أبو اليزيد

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا، وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، وعليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها في محاولة لاستشراف عالم الغد.

قال الكاتب أشرف أبو اليزيد: "انتشار وباء فيروس كورونا على النحو الذي يشهده العالم يجعله قاطرة تجر وراءها عربات لانهائية من الأسئلة التي تحتمل الردود وعكسها؛ هل سيدرك العالم أنه أغفل الجانب الإنساني، فيعيد اكتشاف إنسانيته مجددا، أم أنه الطوفان الأخير الذي سيعلي من مادية الحياة، وأنانية الإنسان، واستعداده للتضحية بالآخرين كي يعيش، لا أن يضحي بنفسه كي يحيا الآخرون؟ هذا هو السؤال الأساس، وعلينا أن نجيب حين نتحمل مسؤولياتنا تجاه الأسرة والمجتمع والعالم بأسره".

تابع "أبو اليزيد": "الإنسان المبدع، سواء كان يكتب أو يؤدي دورًا مهمًا في سائر الآداب والفنون الجميلة، عليه أن يواصل، فنحن نحاول ألا نكون مجرد جثث طارئة على الحياة: تولد وتأكل وتتكاثر وتموت، الإسهام الذي تقدمه المنجزات الفردية للإبداع، هي التي تشكل جُمّاع الثقافة ومجتمع الحضارة ولذلك لا يوجد سؤال عن الانقطاع".

وأوضح: "وإنما عن اليقين ما بعد كورونا، يقينيات العلم، الذي أصبح من البديهيات المنقذة للحياة برمتها، فلا نجاة بلا علم، لم نسمع بعد عصر المعجزات عن رجل دين، أي دين، يشفي شقيقه في الإنسانية، ولكن كلماته قد تمنح المتألم والمتحضر سلوانا، ولَم نرَ شاعرًا أو روائيًا تشفي نصوصه البشر، لكن تلك النصوص تلهم المقاومة والاحتمال، ولكن الجميع؛ رجال الدين والآداب والفنون ينتظرون رجال العلم، لكي يأتوا بما يواجهون به الفيروس القاتل، لتستمر الحياة".

وأضاف: "عامل واحد مشترك بين كل هؤلاء هو الاقتصاد، فهو الذي يؤمّن البقاء، لمواصلة الابتكارات، ولكي تكون لدى الإنسان رفاهية الاختيارات، ليس فقط بين الأمور الأساسية التي تبقيه حيّا، ولكن مع الإبداعات التي تثري جوهره وعقله وقلبه".

وأردف: "كانت بين يدي رواية اجتاز فصولها بصعوبة وأتألم لمصير كتابها، لن أكملها، فالآلام التي جلبها كورونا ستجعلنا نعيد التفكير في مشاريعنا الأدبية الكتابية برمتها، ولهذا أرى من بين 40 كتابًا قدمتها للمكتبة في مختلف المجالات بين الكتابة والترجمة".

واختتم: أن (عطايا الخلايا الجذعية) الذي ترجمتُه للعربية قبل أكثر من عام هو كتاب هذه المرحلة، فالإنسان الذي يسعى لإطالة عمره، والعيش بصحة مكتملة، عليه أن يسأل ماذا يفعل لكي يجعل من تلك الحياة والعمر المديد أمرًا يستحق".