رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مطهّرات فاسدة».. كيف استغلّت المحلات أزمة «كورونا» لبيع المستحضرات منتهية الصلاحية؟

مطهّرات فاسدة
مطهّرات فاسدة

أصبحت المطهرات بجميع أنواعها من أكثر الأمور التي يحتاجها الكثيرون في الوقت الراهن للحماية والوقاية من فيروس "كورونا" المستجدّ، وفي ظل عمليات السحب المستمر من أجل شرائها- سواء إذا كان من الصيدليات أو المحال التجارية أو الشركات المصنّعةً لتلك المطهرات- تضاعفت فرصة الأرباح وازدادت أوْجُه الغش، وتمادى البعض في تصنيع بعض المواد المغشوشة وبيعها على أنّها مواد مطهّرة للفيروس.

وباتت الأمور معقدة لدى العديد من الذين يستخدمون تلك المطهرات، وأصبح البعض قلقا من عملية الغش التي اجتاحت بعض المناطق، خصوصًا المحال التجارية التي تعمل على إعادة تدوير كميّات من المنظفات وبيعها مرةً ثانية داخل الأسواق بعدما انتهت صلاحيتُها، وذلك حسبما أكدّ الكثيرون بتداول بعض المواد داخل المحال التجارية وعليها تواريخٌ جديدة بأدوات مزيّفة.

ويقول إبراهيم سامي، وهو ثلاثيني العُمر، من محافظة كفر الشيخ، إنه ذهب لشراء بعض المنظفات من أحد المحل التجارية، لكي يستخدمها في الوقاية من فيروس كورونا، إلّا أنه فوجئ بالعبوّة تحمل تاريخا جديدا مكتوبا بخط اليد، وحين سأل البائع عن السبب أجابه: "بكتب التاريخ علشان مش ظاهر بس.. لكن هو هو نفس التاريخ المكتوب".

"إبراهيم" اكتشف زيف التاريخ المؤرخ على العبوّات بعدما دقق مجددًا فيه تحت أنوار عالية من الجودة، حيثُ وجد التاريخ الأصلي منتهى مع مرور شهر يناير الماضي، وأن التاريخ الجديد والمكتوب بخط اليد ممتد حتى أبريل المقبل.

وقال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرفة التجارية، إن نقص المطهرات فى الصيدليات وعدم توافرها بشكل يكافئ متطلبات المواطنين، خلق سوقا سوداء للمطهرات فى الأسواق، بالإضافة لرفع أسعارها 3 أضعاف السعر الحقيقى.

وأوضح رئيس شعبة الأدوية، أنه يجب أخذ كل الاحتياطات عند شراء الأنواع الجديدة من المطهرات والابتعاد عن منتجات مصانع بير السلم، والتأكد من المنتجات التي تحمل العلامات التجارية المرخصة.

وفي فبراير للعام الجاري، أعلنت مديرية التموين والتجارة الداخلية، بمحافظة الوادي الجديد، عن ضبط منظفات مجهولة المصدر، في حملة مكبرة مشتركة مع مباحث التموين.

وأسفرت الحملة عن ضبط 90 لتر صابون سائل، و26 كرتونة سعة الكرتونة 12 زجاجة، وجوال صودا كاوية، و2 برميل كلور سعة 100 لتر، وبرميل مواد مطهرة 50 لترا، و6 كراتين مواد منظفة، سعة 12 زجاجة لكل كرتونة، و36 كرتونة سعة 12 زجاجة لكل كرتونة بها مواد مطهرة متنوعة، مجهولة المصدر، داخل معمل صناعات منظفات مرخص بمدينة الخارجة. ولم تتوقف عمليات الغش واستغلال أزمة الوقاية من فيروس "كورونا" بإعادة بيع المنظفات والمطهرات الفاسدة للمواطنين من أجل زيادة الربح، بل تمادى البعض من أصحاب المصانع والمحال التجارية في تصنيع بعض المواد غير المطابقة للمواصفات والمعايير الآمنة وبيعها للمواطنين على أنّها تحمي من الإصابة من فيروس "كورونا".

ورغم تحذير خبراء، من تناول تلك المنظفات، ووصفها بـ "السبوبة"، إلا أنَّ أصحاب الغش يتمادون في تصنيع كميّات هائلة منها، وبيعها للمواطنين، مستغلين تلك الأزمة وانشغال الناس بالبحث عن تلك المطهرات.

وحث الدكتور نيك فين، نائب مدير الخدمة الوطنية للعدوى في PHE، الناس على التمسك بتنظيف الأيدي بالصابون والماء مدة 20 ثانية، وذلك للحد من انتشار فيروس "كورونا" القاتل بسرعة كبيرة حول العالم.

وأوضح "فين" أن العديد من الناس يحاولون تخزين ما أمكن من معقمات الأيدي، وحتى تصنيعها بأنفسهم باستخدام جل الصبار والكحول، ومنهم من يعمل على بيعها.

ووفق صحيفة "ذي صن"، فقد حذرت الصحة العامة في إنجلترا، من القيام بذلك، قائلة: "إن المطهرات المصنوعة يدويًا لن تحمي من الفيروس". وقال الدكتور "فين" أفضل طريقة لحماية نفسك من العدوى من فيروس كورونا، هي غسل يديك بانتظام بالماء والصابون.

من ناحيتها، أوضحت الدكتورة جينا ماكوتشي، عالمة المناعة في جامعة ساسيكس، أن مطهرات الأيدي محلية الصنع قد لا تصل إلى نقطة الصفر مثل الهلام الذي يتواجد في المتاجر، والذي يحتوي على أكثر من 60% من الكحول.

وأضافت: ليس ضروريًا بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يمكنهم غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، ومن المرجح أن يكون معقم اليدين منزلي الصنع أقل فاعلية من ذاك الذي يمكن شراؤه. وحذرت من إمكانية إتلاف الجلد أيضًا، عند استخدام معقم اليدين المصنوع يدويًا، خاصة عند عدم معرفة تركيزات المكونات المستخدمة، والتي يضعها العديد من أصحاب المصانع والمحال التجارية لزيادة الربح خلال أشهر ماضية، نجحت مباحث التموين بالإسكندرية، فى ضبط أكثر من 25 طن منظفات ومستلزمات إنتاج غير صالحة للاستهلاك داخل مصنع بالإسكندرية.

وكانت تحريات ومعلومات إدارة مباحث التموين بمديرية أمن الإسكندرية قد أكدت قيام مالك مصنع منظفات بمنطقة برج العرب، بتصنيع وإنتاج منظفات داخل مصنعه، غير مطابقة للمواصفات القياسية، مستخدمًا مستلزمات إنتاج مجهولة المصدر، وغير صالحة للاستخدام، وطرحها للبيع بالأسواق غشًا وتدليسًا على جمهور المستهلكين.

واستهدفت قوة أمنية المصنع، وألقت القبض على المدير المسؤول، وعثر بداخل المصنع على 25.740 طنًا من المنظفات ومستلزمات الإنتاج غير المطابقة للمواصفات القياسية وغير صالحة للاستخدام. واعترف المتهم بارتكاب الواقعة، وحُرر له محضر، تمهيدًا لإرساله للنيابة المختصة.

كما ضبطت مباحث التموين بالغربية، 60 عبوة مطهرات منتهية الصلاحية، كان بواقع ترويجها على الأسواق وبيعها مقابل الأموال، وكانت تلك العبوات غير صالحة نهائيًا. وبعد عمليات البحث عن المطهرات للوقاية من الفيروس المستجد «كورونا»، الذي أصاب العالم وتسبب في اندلاع حالة من الرعب والفزع وأخاف المواطنين في جميع الدُول، سعى العديد من أصحاب الصيدليات لزيادة أسعار المطهرات، خاصة بعدما نصح الأطباء بتعقيم اليدين وغسلها بصفة مستمرة.

وذلك ما أكده اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أنه وجد استغلالا إلى حد كبير في أسعار المطهرات من الصيادلة بمدينة الغردقة.

وقال المحافظ، خلال تصريحات تلفزيونية، إنه تلاحظ خلال مروره على الصيدليات بنطاق مدينة الغردقة أن بعضها استغل الموقف الحالي لصالحه ورفع أسعار المواد المطهرة وبعض الأدوية بشكل خيالي، لافتا إلى أنه اتخذ الإجراءات اللازمة حيال هذا الأمر.

وشدد المحافظ على الالتزام بالأسعار المقررة، مشيرًا إلى أنه كلف الجهات المعنية بمواصلة المرور والتفتيش وتطبيق اللوائح والقوانين، لمنع استغلال المواطنين.

وقال المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، حول سحب شركات الأدوية عدد من الأدوية في السوق واختفائها بشكل ملحوظ، أن وزارة الصحة لم تستطيع السيطرة على هذه الحالة لتتخذ ‘إجراءاتها ضد الشركات ومصانع الأدوية، موضحًا أن الأدوية بدأت تباع بأسعار مبالغ فيها بشكل كبير والمرضى لا يستطيعون شرائها.

وأضاف، اكتشفنا أن هناك مافيا تهدد الأمن المصري من بعض أصحاب الصيدليات من ذوي النفوس الضعيفة، مناشدًا البرلمان بضرورة تشديد العقوبات على من يخفي دواء، قائلا: "حاليًا الموضوع أصبح مع المطهرات التي تجاوزت الخمسين جنيه من 10 جنيهات وغير موجودة".

وأكمل رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، أصبح هناك أثرياء حرب من الكورونا ومنتفعين منها ونحن نحارب فيروس الكورونا، مطالبًا حماية المستهلك ووزارة ونقابة الصيادلة ويجب على الجميع التحرك.