رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الركين».. سايس «مسرح الهرم» مبتور اليدين: «أنا الأشيك بشغلي مش لبسي» (فيديو)

الركين
الركين


على قارعة الطريق يجلس الشاب الثلاثيني وسط شارع الهرم بجسده النحيل بينما تراقب عيناه السيارات التي تبحث عن مكان تستقر فيه بعيدًا عن الزحام، حتى يهرول سريعا لتقديم المساعدة وتوفير "الركنة" المناسبة لأصحاب السيارات والانتظار بجانبها لحمايتها من المتطفلين والسرقة.

"الشياكة والأناقة ليست بالشكل وارتداء الملابس الجديدة باهظة الثمن لكنها بالعمل الجاد وسد احتياجات أسرتك وأولادك" كلمات رفعها جمعة صابر شعارًا له على مدار سنواته العشر في مهنة السايس بشارع الهرم.

انتقل جمعة صابر، من محافظة بني سويف إلى الجيزة للعمل مع أسرته في حراسة إحدى الفيلل في شارع الهرم لكنه لم يستمر طويلًا بسبب الخلافات مع صاحب العقار، ليبدأ رحلة جديدة في البحث عن عمل مناسب.
بينما يتجول الشاب الثلاثيني في شوارع الجيزة هداه تفكيره إلى العمل في مهنة سايس السيارات أمام مسرح الهرم؛ لخلفيته السابقة عنها، على الرغم من خبرته القليلة في المهنة إلا أنه لم يواجه أي معوقات أو مضايقات من أهالي بفضل حسن معاملته واحترامه للجميع.

على الرغم من خروج جمعة من الدراسة في نهاية المرحلة الإعدادية إلا أنه يحرص على تعليم أبنائه الثلاثة "علياء وعبدالله وفاتن" حيث تحصل ابنته الكبرى علياء على المركز الثالث أو الرابع على مستوى مدرستها كل عام.
يقول "صابر" إن مهنة السايس تحمي أصحاب السيارات من السرقة أو عبث المتطفلين أو تعرضها للخدش في غيابهم، وتنظيم عملية توقيف السيارات بما لا يعطل الحالة المرورية، بما يوفر الكثير من الجهد على أقسام الشرطة والقضاء في تحرير محاضر سرقات السيارات وإضاعة الكثير من الوقت في البحث عن المسروقات.

يتحصل "جمعة" على بضعة جنيهات وفق تقدير كل شخص من أصحاب السيارات مقابل مساعدته في توفير مكان لـ"الركنة" وحماية سيارته في غيابه، موضحًا أنه يتجاهل من يرفض دفع أي مقابل له ويتعامل بأسلوب غير لائق معه متجنبًا الدخول في الصدامات لا عائد منها: "اللي بيدفع فلوس بيكون تقدير واحترام إننا قاعدين جنب حاجته.. لكن الوحش بسيبه مش هوحش نفسي معاه".

يرى "جمعة" أن الكسل هو العامل الأساسي في البطالة وأن العمل متوافر في كل مكان لجميع الأشخاص بشرط الابتعاد عن الحرام والتعامل باحترام وود مع الناس، مشيرًا إلى أن الشخص الجيد يحبه الناس ويحرصون على التعامل معه بينما ينفرون من الشخص سيء الطباع والتعامل ولذلك فهو يحيى بمحبة غيره من أبناء منطقة عمله.

على الرغم من إعاقته يرى جمعه نفسه الأشيك والأجمل في منطقة الهرم، موضحًا أن الشياكة ليست شكلًا ولكن عملا من خلال سد احتياجات أسرته وأولاده "شايف نفسي كويس.. ربنا عاطيني صحة وبروح وباجي شيك ومبمدش إيدي لحد ودي حاجة كبيرة يعني".