رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة مؤمن خيري من جحيم النار إلى «لايف كوتش»

مؤمن خيري
مؤمن خيري

يرفض مؤمن خيري، 25 سنة، تنميطه في دور الضحية، أو الناجي، من حريق هائل التهمه في عمر 9 سنوات، وترك آثارا واضحة على وجهه ويديه، فهو يعتبر أن هذا الدور لا يلائمه لأنه سيفقده حصيلة سنوات من العمل على الذات وتطويرها، وتطويع كل عثرة، ليحولها لحجر في بناء شخصيته.


فقد استفاد "مؤمن" من التجربة التي اعتبرها بمثابة منحة وليست محنة، قائلا: " لوعاد بي الزمن للوراء فسأختار أن أتعرض لنفس المنحة، لأنها كانت سببًا لأن أكون مميزًا، وصاحب رسالة ومشروع مؤثر للإنسانية".

يعمل مؤمن خيري في أوقات العمل الرسمية، مهندسا في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وفي غير الأوقات الرسمية، يمارس مهمة اللايف كوتش "مدرب على الحياة"، ويقول إن قدرته على التعامل مع الصعوبات التي تفرضها الحياة على الإنسان ضرورية في مهمة اللايف كوتش، وهي قدرة اكتسبها بعدما تضررت يديه من الحريق في عمر التسع سنوات؛ "بعد الحادث كانت يداي ملفوفتان بالشاش، وطلبت من والدي قلم كي أكتب، وشجعني على ذلك، كنت أتحدى الوضع الذي فرض عليّ، وبالفعل تمكنت من الكتابة وكان خطي كبيرا جدا".
رحلة التعافي التي مر بها أكسبته أيضًا الصبر، وهي أهم ميزة لابد وأن يتمتع بها اللايف كوتش، كي يستمع بصبر إلى أصحاب التجارب ممن يطلبون الدعم، ليساعدهم على استخلاص الحلول من داخلهم، وليس من الداعمين وغير الداعمين بالخارج.

يمتلك مؤمن خيري أيضًا شعلة متقدة طوال الوقت في يديه، لا تشبه النار التي تلتهم وتؤلم، بل نارا دافئة منيرة، هذه النار هي طاقة التحدي، يقول" أنا لا أتحدى الآخرين كي أثبت لهم أنني أستطيع القيام بأمور يتصورون أنني عاجز عن القيام بها، بل أتحدى نفسي كي استمر في رحلة الوعي والتعافي، وهذا التحدي لن يجعلني أقسو على نفسي، بل أكون رحيمًا بها، بها حتى في إخفاقاتها".
من ضمن التحديات التي خاضها مؤمن خيري بهمّة، هي مسألة تعلم قيادة السيارات، ونجح في هذا التحدي، رغم أن المسؤول عن الاعتراف باحتراف قيادة السيارات، رفض منحة الموافقة على استخراج رخصة،" صدمت بسبب هذا الموقف واعتبرته نوع من التنمر والإقصاء، لكن منيت نفسي أن هذا الباب لم يوصد للأبد، وسأحاول فتحه يوما ما".

في جلسات التدريب على الحياة، اصطدم مؤمن خيري بوجود شرائح من الشباب فاقدي الثقة بالذات، وتحوم علاقاتهم العاطفية في دائرة الجاني أو الضحية أو المنقذ، بجانب أنماط من الشخصيات المتعثرة والمحبطة لأنهم لا يعلمون طرق التحاور مع الذات وحل المشكلات.
يطمح فى تأسيس مدرسة للتدريب على الحياة، لمساعدة الآخرين في خوض رحلة التعافي، ليستكمل شغفه الشخصي بالتوازي مع مشاركة تجارب إنسانية فريدة.