رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياأ ستاذ هويدى.. كفى وضع السم فى العسل!!


اعترف اننى من اشد المعجبين بكتابات الاستاذ فهمى هويدى رغم اختلافى الايديولوجى والفكرى معها لانه من الكتاب القلائل الذين يدعونك لاحترامهم رغم خلافك معهم، لان الخلاف يعتمد على الفكر والرؤية وليس عن السباب والشتائم ..

ومنذ ثورة 30 يونيو التى اعتبرها الموجة الثورية الثانية من ثورة 25 يناير ، والاستاذ هويدى يحاول جاهدا تبرير وجهة نظر الرئيس المخلوع محمد مرسى والدفاع عن وجهة نظر الاخوان المسلمين بشتى الطرق

وكنت ارى الكثير من الاجتهادات التى تلوى عنق الحقيقة حتى يصل الى تبريرات واهية على الاقل من وجهة نظرى ، و كنت أهز الرأس ايمانا منى ...

بحرية الرأى والاختلاف من جهة ،

وانها تعبر عن وجهة نظر لاتريد ان ترى الواقع وتصر على مغالطة الحقيقة من جهة ثانية ..!!

لكن الاستفزاز وصل الى مداه وانا اقرأ مقال الاستاذ هويدى اول امس فى جريدة الشروق بعنوان مصر الى المجهول وخارج التاريخ ...

الاستفزاز جعلنى اندفع لمحاورة الاستاذ هويدى والاختلاف معه بصوت عال ،

وليسمح الاستاذ للتلميذ ان يختلف معه ..

هو يقارن بين تجربة مصر وتركيا ويشبه الجيش المصرى بالتركى فى الانقلاب عن السلطة الشعبية – على حد قوله - ويصف مشكلة مصر الآن بأنها تتحرك فى مسار خارج التاريخ، ويخشى أن تجر العالم العربى وراءها فى نهاية المطاف.

كيف وصل الاستاذ الى هذه النتيجة ؟

يؤكد ان تصريحات السياسيين تتنافس فى مغازلة الجيش والمزايدة على دوره،و وتشبه ماحدث فى تركيا قبل نصف قرن لتدخل الجيش التركى فى الحكم لإنقاذ البلد من الفوضى والانهيار عند كل أزمة سياسية. وفى ظل هشاشة وضعف الوضع السياسى هناك فإن الجميع كانوا يعتبرونه هو المخلِّص والمنقذ بعد انقاذه لتركيا من الاحتلال فى الحرب العالمية الأولى، و تأسسيسه للجمهورية وتحديثه للدولة...

ويقول هويدى والرياح التى تهب على مصر منذ عزل د. مرسى تمضى فى ذات الاتجاه المعاكس للتاريخ، فبعد إنهاء مهمة المجلس العسكرى عام 2012. وانتعاش الآمال على إمكانية التحول الديمقراطى تبدد ذلك كله فى 3 يوليو بعد عزل الرئيس المنتخب، وتجمِّيد الدستور وحل مجلس الشورى ، وبدا الاتجاه واضحا فى المراهنة على المؤسسة العسكرية وتعزيز قوة الدولة فى مواجهة المجتمع، ويجرى الإعداد لدستور جديد من خلال مجموعة مختارة وليست منتخبة، وأصبح الجيش بحكم الأمر الواقع هى مصدر السلطات وصاحبة القرار فى تشكيل الوضع المستجد و لم يفرض الجيش نفسه على المجتمع لكن خطواته لقيت تأييدا وترحيبا من النخب والقوى المدنية باختلاف توجهاتها وكان الإعلام القوة الضاربة التى نجحت فى «تصنيع الموافقة» حين استثمرت اخفاقات حكم د. مرسى فى تعبئة الجماهير وتحريضها ضد نظامه، ووقوفها بجانب الجيش .

وفى ظل الوضع المستجد أصبح الفريق السيسى هو مرشح رئاسة الجمهورية الذى التفت حوله القوى المدنية

وهناك تيار داخل الجيش يؤمن انه هوالقوة الوحيدة فى الساحة السياسية ،ومن موقفه المعارض لتجربة الإخوان كل ما يشغله هو تجنب تكرارها ، بدعوى أنها يمكن أن تؤثر على هوية القوات المسلحة. أما هوية الوطن ومصالحه العليا فهى مسألة فى المرتبة التالية من الأهمية.

مما يعنى أن حلم الدولة المدنية الديمقراطية الذى تطلعت إليه ثورة 25 يناير فى حالة تراجع وانحسار

يضيف الاستاذ هويدى أن مصر لا تستطيع أن تقيم بناءها على أساس من تحالف الليبراليين مع العسكر، ولا يستطيع أن يقيم مشروعه على مجرد فكرة إقصاء الإخوان ومواصلة الحرب ضد الإرهاب، وتتجه مصر نحو المجهول بعد تراجع وزنها السياسى وما عاد لها دور يذكر فى الشأن الإقليمى.

وتجد مصر فى ضعفها مستسلمة لمخططات التعاون مع إسرائيل خصوصا أن المؤسسة العسكرية تعد أبرز أركان اتفاقية كامب ديفيد ويعد النظام الحالى طرفا مريحا لاسرائيل ، بعكس نظام الرئيس مرسى الذى كانت تتوجس منه ولا تطمئن إليه.

يستطرد هويدى هذا الضعف دفع مصر إلى الارتماء فى أحضان تحالفات عربية مخاصمة لثورات الربيع وتتعرض المنطقة العربية لهزات كبرى من شأنها إعادة رسم خرائطها وإخضاعها لمشروعات التفتيت والتقسيم، مما يكشف عن فداحة الثمن الذى يمكن أن يدفعه العالم العربى جراء الهزة والانتكاسة التى حلت بمصر.

هذا ملخص مقال الاستاذ هويدى ومن حقى ان اسأل واترك الاجابات له وللقراء ، ليس دفاعا عن الجيش المصرى - وهو يستحق – لكن عن مصرواغلبية شعبها والمنطق وحجته ...

اولا: اذا كنت يا أستاذ هويدى ضد الدولة العسكرية فنحن معك ، لكن من الذى دفعنا الى العودة الى الاحتماء بالمؤسسة العسكرية ، الم يكن د. مرسى والاخوان هم السبب حين رفضوا الاستجابة الى ملايين المصريين الذين خرجوا يوم 30 يونيو للمطالبه باجراء انتخابات رئاسية مبكرة واقالة الحكومة الفاشلة وتعديل الدستور الذى لم يحدث عليه توافق ؟!

الست معى لو وافق د.مرسى على ذلك لكان حمى الدولة المدنية التى تزعم وجودها مع حكم الاخوان من الانهيار والسقوط فى حكم العسكر؟

هل كان سيفعل الجيش ما فعله مع مرسى ومبارك من قبل لو لم تخرج الملايين من المصريين فى الميادين ؟

ثانيا : نعم ثورة 25 يناير لم تقم من اجل حكم العسكر لكنها لم تقم ايضا من اجل اقامة دولة دينية يكون للمرشد العام ولمكتب الشورى للاخوان الكلمة العليا فى الحكم بعد اعتبار د. مرسى مسؤلا عن ملف رئاسة الجمهورية فى الجماعة واذا كانت ثورة 25 يناير قد طالبت باقامة الدولة المدنية فهل كان حكم الاخوان بعد وصولهم للحكم ايذانا باقامة دولة مدنية ام ميلادا لدولة دينية ظهرت بوادرها فى الافراج عن الاف من افراد التيار الاسلامى من السجون والسماح بمثلهم بدخول البلاد تمهيدا لانشاء ميليشيات عسكرية لاقامة الدولة الدينية وما يظهر فى سيناء الان خير دليل ..

بالاضافة طبعا لتمكين الاهل والعشيرة فى مفاصل الدولة واستبعاد كل الخبرات غير المنتمية للعشيرة ، وخداع الازهر فى المادة 219 من الدستور على حد زعم د. ياسر برهامى لتفسير الشريعة على حسب ائمة التطرف ، فهل هذه هى الدولة المدنية ؟

ثالثا : اذا كنت استشهدت بالجيش التركى فى انقلابه على السلطة هناك ، من حقى ان احيلك الى قولك انه كان يتدخل لانقاذ الدولة من الانهيار بسسب التشرذم السياسى و الفوضى والانهيار عند كل أزمة سياسية، فهل الاجدى والاهم هو حماية الدوله من الانهيار ام حماية التجربة الديمقراطية حتى لو ادى ذلك لضياع الدولة ... يعنى بلغة اهل البلد مش مهم موت الام والجنين المهم نجاح العملية !!

رابعا : اذا كان نموذج اردوغان التركى الان هو النموذج المدنى الذى يعجبك فما هو رأيك فى تعامله مع المتظاهرين فى ميدان تقسيم ، فهل المدنية عند النظام المدنى الاخوانى هو قتل المتظاهرين كما حدث فى تركيا والاتحادية عندنا اثناء حكم مرسى ؟ ... وهل المدنية والديمقراطية الحقيقية هى التدخل فى شئون البلاد الاخرى مثلما حدث مع مصر وسوريا ؟

خامسا : انت تعترض على وجود الجيش فى صدارة المشهد السياسى الان ، ونحن معك لكن اليس الجيش والمجلس العسكرى هو الذى اقام ونظم الانتخابات النزيهة التى آتت بمجلسى الشعب والشورى بالاغلبية الاسلامية وبالدكتور مرسى وسلم لهم حكم مصر ليفشلوا فشلا ذريعا باعترافك يا استاذ هويدى ، فلماذا تنكر عليه الان اعادة نفس ما قام به من قبل ، ام انكم تخشون من نتائج صندوق الانتخابات لذلك تشككون فى كل شىء حتى لاتتم العملية الانتخابية التى ستقضى على كل مزاعمكم ؟

سادسا : اذا كنت تتهم الجيش بعزل د. مرسى المنتخب والغاء مجلس الشورى المنتخب والبحث عن تحصين دستورى للفريق السيسى ، فلماذا لم تتحدث يا استاذ هويدى عن الاعلان الدستورى الشهير لمرسى الذى حصن قراراته ، وقراره باعادة مجلس الشعب رغم صدور حكم قضائى بحله وتحصين مجلش شورى مشكوك فى شرعيته ،وحصار المحكمة الدستورية فى سابقة تعد الاولى من نوعها على مستوى العالم ، وتعيين نائب عام على مقاسه ،

يا استاذ هويدى الذى بدأ الخروج عن القانون والشرعية والدستور كان مرسى والاخوان ، والذى يبدأ الخطأ ليس من حقه معايره الاخرين بالخطأ – جدلا - اذا وقعوا فيه !!، فمن الذى قتل التجربة الديمقراطية ياا ستاذ هويدى وخرج عن قواعدها !!

سابعا : اذا كان الجيش انقلب على الشرعية فى 3 يوليو 2013واعاد البلاد الى حكم العسكر ، لماذا لم تقل ذلك حين ساند الجيش الشعب فى 25 يناير2011 وخلع مبارك ، الم يستجب الجيش للشعب فى 25 يناير مثلما استجاب له فى 30 يونيو ، لماذا تحمدون سلوكه هنا وتعتبرونه انقلابا فى 3 يوليو رغم ان اعداد المصريين فى 30 يونيو كان يفوق من نزل فى 25 يناير!!

والسؤال يا استاذ هويدى هل كان الافضل لمصر ان يقتتل الملايين الذين نزلوا ضد مرسى مع الالاف الى تدعمه ام كان الافضل ان يستجيب الجيش لصوت الملايين ويخلع مرسى واخوانه ؟

ثامنا : اذا كنت تنادى يا استاذ هويدى بالدولة المدنية ونحن معك لماذا لاتعارض الدولة الدينية فى ايران وبذرتها التى كادت ان تولد فى مصر ، فهل الدولة الدينية عندك لا تتساوى مع الدولة العسكرية حيث الفاشية الفكريةهى المسيطرة فى الحالتين

بصراحة اعتقد ان خطورة الدولة الدينية اشد بكثير لان الحاكم فيها يتكلم باسم الله ولذلك لايمكن ولا يجوز مراجعته او مناقشته ، والا سيكون سيف التكفير هو الابتر،

الاستبداد العسكرى يمكن مواجهته بالصدور يا استاذ هويدى ،اما الاستبداد الدينى فلا منقذ منه الا جهنم التى يصنعها لنا شيوخه !!

تاسعا : اذا كان الجيش المصرى يجر البلاد الى المجهول والتقزم السياسى والاقليمى ، فماذا فعل الاخوان و

نظام مرسى الديمقراطى المنتخب بنا ...

الم تصبح العلاقات فاترة مع الجميع دوليا ولم يصبح لنا حلفاء سوى قطر وتركيا ، وحتى ايران تم ابعاد وتحريم زيارة اهلها لمصر بزعم نشر التشيع !!

عاشرا : اسرائل التى تتهم جيشنا باقامة علاقات معها ، وترحيبها بتصدره المشهد السياسى ، لماذا تتناسى يا استاذ هويدى الخطاب الشهير الذى وصف فيه مرسى رئيس اسرائيل بالصديق العزيز ، وكان الخطاب يقطر حبا ودفئا يفوق حب الامريكان لاسرائيل ،

والمهم ايضا لماذا تجاهلت جهود الاخوان ومرسى فى وقف اطلاق النار بين حماس واسرائل ،

والسؤال هل تقبل اسرائيل وساطة عدو لها لوقف نيرانها عن عدو اخر لها ؟

والاهم من ذلك لماذا لم يدعو مرسى للجهادالى اسرائيل بعد ان ظل الاخوان طوال العهود الماضية يقولون الى القدس رايحين ، وعندما وصلوا للحكم وصفوا بيريز بالعزيز واسرائيل بالدولة الصديقة !! وتناسوا للابد المسجد الاقصى الذى يدنس يوميا بالصهاينة ؟!

احدى عشر : اذا كنت تتهم نظام الحكم باقامة علاقات طيبة مع السعودية والامارات على سبيل المثال وهما من الدول التى تقف ضد ثورات الربيع العربى ، يكون السؤال لماذا زار د. مرسى السعودية وحاول خطب ودها باعلانه هناك بان مصر والسعودية هما رأس الحربة فى الحلف السنى لمواجهة الحلف الشيعى الايرانى ، واذا كان نظام الحكم هناك لايعجبك فلماذ يعجبك نظام الحكم فى قطر ، ام ان نظام الحكم فى قطر نظام جمهورى مدنى ثورى ديمقراطى ونحن لانعرف !!؟

اثنى عشر : اذا كان الجيش مهمته هو حماية حدود البلاد فقط ونحن معك ، فلماذا لم تعترض على محاولة د. مرسى جر جيشنا فى المواجهة بين السوريين هناك فى خطاب استاد القاهرة الشهير الذى قطع فيه العلاقات مع سوريا ودعا الى الجهاد هناك ، ولماذا لاتعترض على محاولة اردوغان الان فى توريط الجيش التركى الان فى سوريا ، والعراق من قبل ، والحرس الثورى الايرانى فى سوريا كما تقول بعض الانباء

... والسؤال هل كان يريد مرسى ان يكون الجيش سيفا لحماية مصر وشعبها ام الاخوان وتنظيمهم ؟

ثالث عشرة : اذا كان الفريق السيسى هو المرشح الذى تلتف حوله بعض الجماهير ودفعته لذلك بعض القوى المدنية ، ترى من المسؤل :

الجيش بقوته

ام الاخوان بفشلهم

ام المعارضة بعدم تقديم الوجه القوى

اخير وليس اخرا يا استاذ هويدى الدولة التى صنعت التاريخ لن تكون خارجه ، وحتى لو كانت الغيوم والضبابية تغلف المشهد فلن تذهب مصر الى المجهول لان شعبها فاق قبل فوات الاوان قبل ان تنجر قدمه الى المجهول الذى كان يخطط له د. مرسى والاخوان وتنظيمهم الدولى ،

باختصار مايحدث مجرد فيمتو ثانية لدولة عمرها الاف السنين شهدت خلالها ما لم تره دول كثيرة مازالت فى مرحلة ال كى جى ون !!

yousrielsaid@ yahoo.com

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.