رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

" أبعدهم نتنياهو عن التفاصيل" ..... مخاوف "الجيش والاستخبارات" فى تل أبيب من الضم

جريدة الدستور

بينما أبدى المستوى السياسي في إسرائيل ترحيبه بخطة السلام الأمريكية، إلا أنه مؤخرًا بدا أن المستوى العسكرى والأمنى لديه بعض التحفظات والمخاوف منهما.

بدأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فحص خطة السلام الأمريكية بعمق من خلال على قسمين: في المدى الزمني المباشر، الانعكاسات على الاستقرار الأمنى في الساحة الفلسطينية، وتحليل الدلالات التي تحملها خريطة التقسيم التي قدمها الأمريكيون.

في البداية، المستويان العسكري والأمني كانا حذرين جدًا من التعبير علنًا عن موقفهما من الخطة، وأوضحا أن ما يجري الحديث عنه هو موضوع سياسي وليس عسكرياً.
ولكن فيما بعد، أشارت التقارير إلى أن الجيش الإٍسرائيلي يُفضل ألّا تجري عملية ضم المستوطنات إلى إسرائيل فوراً، بل فقط بعد عمل طاقم منظم يدرس كيفية تنفيذ هذه الخطوة. أي عملياً- فقط بعد الانتخابات في إسرائيل واختيار حكومة منتخبة. وبدأ بالفعل الجيش الإسرائيلي بتحليل الخطة الأمريكية، لأن إسرائيل قبلت عملياً مبادئها أمام الأمريكيين رسمياً، بما فيها تبادل الأراضي في النقب، وخريطة الطرقات التي قُدمت فيها.

بالنسبة إلى المؤسسة الأمنية، بعد نشر الخطة التي تميل لإسرائيل، وجدوا أن التحدي الأكبر بعدها، سيكون في المحافظة على الاستقرار الأمني، وعدم التدهور إلى تصعيد في الساحة الفلسطينية.
فيما يحاول المستويان العسكري والأمني الاستعداد لكل السيناريوهات، التقدير المنطقي الآن في المؤسسة الأمنية أن التوتر الأمني سيظهر بصورة أكبر على الأرض في الفترة القريبة المقبلة، لكن التقدير الأرجح هو أن أي تصعيد في الساحة الفلسطينية، في حال حدوثه، سيتطور خلال مدة من الزمن، ولن ينشب بصورة فورية، وستتأثر بتطور الأحداث على الأرض، فوقوع عدد كبير من القتلى من الجانب الفلسطيني يمكن أن يغيّرا الصورة بالكامل، وأن يؤديا إلى تدهور الوضع بسرعة. ولهذا تم رفع حالة التأهب بصورة مدروسة جدًا، مع تعزيز كتيبة المشاة في غور الأردن بكتيبتي جولاني وإيجوز.

وكان بنيامين نتنياهو قد أبعد الجيش عن لقاءاته مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومستشاريه حول "صفقة القرن"، حسب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، الذي كتب أن نتنياهو "أبقى الجيش خارج صورة ترسيم الحدود الدائمة"، وأضاف أن الجيش الإسرائيلى تلقى تفاصيل حول الصفقة "قبل ساعات معدودة فقط من علم الجمهور كله بها".

وخلال السنوات التي تم خلالها نسج "صفقة القرن"، بين 2017 و2019، وفقًا لفيشمان، التقى المبعوث الأمريكي، جيسون جرينبلات، مع ضابط إسرائيلي واحد، هو "منسق أعمال الحكومة في المناطق"، يوءاف مردخاي. وعقد الاثنان خمسة لقاءات، استعرض خلالها مردخاي مواضيع تتعلق بالفلسطينيين: "التاريخ، الاقتصاد، البنية التحتية، توجهات اجتماعية وما إلى ذلك. وعندما تسرح مردخاي من الجيش، استعان به جرينبلات كمستشار، وبهذا بدأت وانتهت" علاقة الجيش الإسرائيلي بالصفقة.