رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسامة ريان: «خلخلة الجذور» لوحة أصيلة للريف المصري

أسامة ريان
أسامة ريان

قال الكاتب أسامة ريان خلال مناقشة رواية "خلخلة الجذور" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب٬ للروائي فكري داود٬ بملتقى الإبداع في معرض القاهرة الدولي للكتاب: يتضح من عنوان الرواية٬ وهو ظاهر النص٬ استخدام الكاتب لمفردة "الخلخلة" وهي مفردة شديدة الواقعية٬ تقصد إلى أن هناك ما في طريقه للانهيار٬ خاصة وأنه يقصد جذور مجتمع ما٬ وهو ما دار أو حدث في النص.

تابع "ريان" موضحا: يطالعنا مطلع الرواية على شخصية مهمة ومحورية٬ تدير الأحداث٬ ألا وهي "أحلام"٬ ونحن هنا بصدد امرأة تقود الأحداث وتوجهها. أحلام التي كانت تأمل في الزواج من حبيبها "أمين" اضطرت للزواج من رجل مسن يكبرها بعشرات السنين٬ ولديه أولاد من زوجة أخري٬ رغم جمالها وصغر سنها. وهو ما يمكن أن نطلق عليه "سوء البخت أو الحظ والنصيب". أحلام لم تصادف في حياتها حالة حب كانت تترقبها.

وأضاف "ريان": كما تحيل لفظة "خلخلة" إلى الحراك المجتمعي٬ وما يحدث فيه من متغيرات٬ سواء للأفراد وعلاقاتهم ببعضهم البعض٬ وعلاقات الأفراد نفسها التي تغيرت بمحيطها المجتمعي. فقد دخلت على القرية مفردات جديدة لم تعهدها من قبل٬ كالمقاهي الأشبه بــ"كوفي شوب" أو الكوافيرات وأماكن اللهو السرية الموجودة في المدن دون القرى٬ لكنها أصابت الريف أيضا٬ وأصبحت متوافرة. ولقد أخذت "أحلام" على عاتقها إحداث هذا التغيير أو الحراك لتنتقم لنفسها مما أصابها من شقاء وبؤس في مجتمع القرية.

ونجد أيضا أن هناك شخصية أخري محورية٬ وهو "زايد" ابن زوج أحلام٬ والذي كان قد اختفى ثم ظهر عائدا بالأموال٬ وهي إشارة إلى هجرة المصريين خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي٬ إلى دول الخليج وتركهم لأرضهم تبور. حتى أن الخمسة أفدنة التي كانت ثورة يوليو وزعتها على الفلاحين والأجراء٬ تركوها وسافروا وراء العمل في الدول النفطية٬ ثم عادوا بالأموال ليبنوا منازل بالطوب الأحمر على هذه الأرض٬ التي تحولت لكتل خرسانة أسمنتية.

واختتم "ريان" مؤكدا على أن رواية "خلخلة الجذور" لوحة أصيلة للريف المصري٬ رصدت المتغيرات التي أصابته منذ ثورة 1952 وحتى حقبة السبعينيات من القرن العشرين٬ والمتغيرات التي أصابت المجتمع الريفي من الاشتراكية وصولا للسوق المفتوح٬ وهي تغيرات ساهمت في خلخلة جذور شخوص الرواية والعلاقات فيما بينهم. امتازت الرواية بحس استشرافي٬ وقدمت قراءة عميقة للأحداث والبشر والتغيرات الجذرية التي أصابتهم وأصابت المجتمع.

بدوره قال الكاتب "فكري داود": الكاتب أي كاتب قارئ نهم في المقام الأول٬ فمن القراءة تولد الكتابة. بدأت الكتابة في فترة الطفولة٬ بفكرة طفولية٬ عندما بدأت في قراءة قصص وكتب الأطفال٬ وكنت أجد أن نهايات هذه القصص ظالمة وغير عادلة. فالشخصيات الطيبة الجيدة٬ إما أن تموت أو تحدث لها المشاكل والمصائب٬ أما الشرير الظالم فنجده يعيش حياة هانئة سعيدة. وهو ما لم يكن يرضيني٬ فبدأت بإعادة كتابة نهايات هذه القصص التي لا تعجبني٬ فأنصف المظلوم٬ وأخاكم الظالم ليلقى جزاءه العادل.

تابع "داود": ومع مطلع مرحلة التعليم الجامعي٬ بدأت في كتابة قصصي الشخصية الخاصة بي. وبدأت في كتابة القصص القصيرة٬ والتي أجدها فن متعدد التقنيات٬ وحالة إبداعية خاصة٬ تجعلني في حالة روحية خاصة حتى بعد الانتهاء منها٬ حتى أنني في أحيان كثيرة أندهش كيف أنني كتبتها.

وتنعقد هذه النسخة من معرض الكتاب من 22 يناير إلى 4 فبراير. وتشارك السنغال كأول دولة من أفريقيا كضيف شرف، فيما اختير المفكر والجغرافي الراحل الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض. وشهد المعرض هذا العام إقبالًا كبيرًا من العارضين والدول المشاركة.