رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوطن الأزرق» مخطط أردوغان والإخوان فى الربيع العربى.. السيسى أفسد الاتفاق

السيسي
السيسي

أكدت صحيفة "كاثمريني" اليونانية، أن العديد من المحللين زعموا أن رد فعل تركيا العدواني والمبالغ في شرق البحر الأبيض المتوسط جاء نتيجة استبعادها من التحالفات الإقليمية بين مصر وقبرص واليونان، ولكن الحقيقة غير ذلك.

وتابعت: أن تركيا معزولة عن التطورات في شرق المتوسط منذ زمن بعيد، كما أن خط أنابيب "إيست ميد" لن يلحق بأي أضرار بتركيا ولا خططها الاستراتيجية المستقبلية، خصوصًا بعد إنشاء خطين للغاز، واحد إيراني والآخر روسي، يمران عبر الأراضي التركية وصولًا إلى أوروبا، كما أن مشروع "إيست ميد" ليس بالجديد، حيث تم تقديم دراسة الجدوى الخاصة به في أبريل من عام 2012.

وأضافت الصحيفة: أنه بالنسبة إلى أزمات ترسيم الحدود التي تفتعلها تركيا الآن، فقد قام وزير الخارجية آنذاك أحمد داوود أوغلو بزيارة لكل من مصر ولبنان عام 2010، مع عدد من الخرائط، وتم نشر هذه الخرائط في وزارة الخارجية التركية في ديسمبر 2011، وبالتالي فإن انزعاج تركيا من اتفاقات ترسيم الحدود التي وافقت عليها من قبل أو مشروع "إيست ميد"، هو انزعاج مزيف.

وأشارت إلى أن التحالفات في شرق المتوسط لا تشكل أيضًا أي تهديد أمن أو عسكري على تركيا، ما يعني أن غضبها له سبب آخر، وهو عدم قدرتها على تقويض الحكومة المصرية بعد أن وفرت الدعم المالي والاستخباراتي لجماعة الإخوان في مصر، ولكن الشعب رفض الجماعة وحظرتها الحكومة.

وأوضحت أن عدم مشاركة تركيا في اتفاقات ترسيم قبرص مع الدول المجاورة كان عاملًا موضوعيًا، ألا وهو الجغرافيا، ولكنها ليست حقيقية.

وأشارت إلى أنه أثناء عمليات ترسيم الحدود بين دول التحالف تجنبت قبرص أي مناطق قد تطالب بها تركيا، حجة أخرى هي أن قبرص لن تأخذ في اعتبارها حقوق القبارصة الأتراك، ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن تركيا تطالب بحوالي نصف الكتل القبرصية لنفسها، وليس للقبارصة الأتراك.

وأوضحت أن التفسير الوحيد للغضب التركي هو عدم قدرتها على تنفيذ مخططات العثمانية الواسعة الجديدة، وهو مفهوم تطور عبر مر السنين، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ توليه رئاسة الجمهورية وهو يريد بسط نفوذه في الخارج، وتقوم العثمانية الجديدة على الأسس الأيديولوجية لهذه السياسة.

وفي عام 2011، تطورت العثمانية الجديدة باستخدام حركات الإخوان التي تعمل في العديد من الدول العربية السنية، من خلال ثورات الربيع العربي (التي نعرفها الآن تم تمويلها من قبل قطر وحرضت عليها أكبر وكالة استخبارات في تركيا MIT)، حاول أردوغان تثبيت الإخوان المسلمين الذين يتولون مسئولية الدول التي تقع على أراضي الإمبراطورية العثمانية السابقة.

وأضافت الصحيفة: بعد فشل الربيع العربي، دخلت العثمانية الجديدة مرحلة جديدة تُعرف باسم "الوطن الأزرق"، وقد حددت تركيا شرق البحر الأبيض المتوسط باسم ليبنسروم، والفكرة هي أنها ستتمكن هنا من ممارسة نفوذها بطريقة مطلقة، ومعاملة القانون الدولي كما تراه مناسبًا وتعتمد على الظروف.