رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كسر القصب» في الأقصر.. موسم الأفراح وسداد الديون

كسر القصب
كسر القصب

على امتداد البصر تكتسي الأراضي الزراعية بمحصول قصب السكر في فترة زراعته، وفي موسم كسره وحصاده تبتهج قلوب مزارعيه، فاليوم سوف يجنون ثمار تعبهم طيلة أشهر كثيرة، فزراعة قصب السكر في محافظة الأقصر تعد من الزراعات التي تشتهر بها تلك المنطقة الجنوبية.

موسم سداد الديون

يقول عتريس أبو طالب مزارع قصب سكر بمنطقة المنشأة العماري في الأقصر، إنه يقوم بزراعة قصب السكر منذ نحو ٢٥ عامًا، فزراعة هذا النبات، تدر الكثير من الربح والمال، وكذلك السعادة ففي فترة كسر القصب تسدد الديون، وتقام الأعراس، ويُشترى ما تحتاجه بيوت المزارعين.

وأضاف أن زراعة قصب السكر على الرغم من أنها متعبة وشاقة إلا أنه يشعر بالسعادة حينما يرى سيقان القصب تنمو وتكبُر، ولا يجد حرجًا في أن يهادي جيرانه وأصدقائه بما طرحته أرضه من محصول، ففي موسم كسر القصب تغشى السعادة الجميع، وبخاصًة الأطفال الذين يتسابقون للحصول على ساق من قصب السكر.

وموسم للزواج

وأشار إلى أن ما سوف يجنيه هذا العام من ربح مقابل بيع محصوله سوف يخصص جزء كبير منه بنفقات زواج ابنه، والذي تمت خطبته منذ عدة أشهر، ولذلك فإنه سوف يساعده في توفير النفقات لتجهيز مسكن الزوجية، موضحًا أن موسم كسر القصب طالما كان يرتبط باحتفالات الزواج، فما يجنيه الفلاح من زراعته يخصصه لنفقات زواج بناته أو أولاده، والبعض الآخر يقوم بتسديد ديونه، فيما يقوم بأداء رحلة عمرة.

أما حسين عبد الوهاب مزارع قصب، فيقول: "أعمل كفرد أمن في إحدى المنشآت الخاصة إلا أن ذلك لم يثنني عن زراعة محصول القصب في أرض والدي ومساعدته على الغرس، مشيرًا إلى أن زراعة قصب السكر لم تعد كسابق عهدها، وهذا بسبب سعر طن القصب، فقديما كان سعر الطن مناسبًا بسبب انخفاض الأسعار بشكل عام، أما الآن فالسعر ليس مناسبًا، بالكاد يغطي المزارع تكلفة الزراعة، وهذا ما يضطر بالمزارعين بيعه لمحلات العصارة بدلًا من مصانع السكر.

وتضيف نعمات حسن، زوجة مزارع قصب بمنطقة المنشاة، إنها تحرص في كل موسم كسر القصب أن تخصص كمية من القصب لتوزيعه على الأطفال، وإهداء جيرانها وأقاربها.