رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس تحرير «جمهوريت» السابق: تركيا حزينة في عهد أردوغان

جريدة الدستور

قال جان دوندار رئيس التحرير السابق لصحيفة "جمهوريت" التركية، إن مظاهرات "جيزي" كانت بمثابة نقطة تحول بالنسبة لتركيا.

وتابع في حواره مع موقع "أحوال" التركي، "لقد أدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقتها أن هناك تهديدات قوية ضده، وحاول قمع كل معارض.

وأكد الموقع أن دوندار كان يعمل كاتبًا صحفيًا في جريدة ميليت، ولكن في عام 2011 تم شراء الجريدة من قبل شركة قريبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأقالوا دوندار وانتقل فيما بعد لصحيفة جمهورييت، حيث سرعان ما واجه اتهامات حكومية لكتابته حول فضيحة الفساد الكبرى عام 2013 والتي شملت عائلة أردوغان وأدت لاستقالة 3 وزراء من الحكومة.


تهديدات من أردوغان

وتابع أنه تم تعيينه رئيس تحرير للجريدة، وفي أوائل عام 2015، عثر على قصة فساد أكبر، وهي ضبط شاحنات تابعة لوكالة الاستخبارات الوطنية "MIT" وأظهر مقطع فيديو مسرب وقتها أن الشاحنات كانت تحتوي على أسلحة وتستعد للعبور في اتجاه سوريا، واعتقد البعض أنها كانت موجهة لعناصر تنظيم "داعش"، وادعت الحكومة التركية وقتها أن الأسلحة ترسل للمقاتلين التركمان لتجنب الاضطهاد الحكومي.

وقال دوندار: "قالوا إن علينا مواجهة المخاطر المحتملة معًا، لم أستطع القيام بذلك. يجب أن أتحمل هذه المخاطرة بمفردي، بصفتي رئيس التحرير".

تم نشر القصة تحت اسم دوندار وفي اليوم التالي تعهد أردوغان بأن يدفع الشخص المسئول عنها الثمن باهظًا، وقال دوندار "منذ ذلك الحين أدفع الثمن".

تم اعتقاله هو ورئيس مكتب أنقرة إردم جول، بتهمة التجسس والانتماء لجماعة إرهابية وقضى 92 يومًا في السجن، وفي مايو 2016، حُكم على دوندار بالسجن لمدة 6 سنوات تقريبًا بسبب كشفه عن أسرار الدولة، وبينما كان يغادر قاعة محكمة كاجلايان في إسطنبول مع زوجته ديليك، خرج رجل من الحشد.

وقال "أتذكر أن شخصًا ما كان يقترب، لم أر البندقية في البداية، لكنني سمعت صوته، صرخ ويقول لي أنني خائن، ثم أطلق النار مرتين، وشممت رائحة البارود القوية، وقال صديق لي احترس أنت الهدف".

وتابع "حمتني زوجتي والعضو البرلماني المعارض محرم إركيك حتى سيطرت الشرطة على الوضع، قبل إلحاق الضرر بأي شخص".

وأضاف الموقع أن دوندار استأنف على الحكم وسافر إلى إسبانيا، وخلال هذه الفترة وقعت محاولة الانقلاب الفاشلة التي قتل فيها ما يقرب من 250 شخصا، أراد دوندار العودة إلى تركيا على الفور، لكنه تحدث إلى محاميه الذين أخبروه أنهم على الأرجح لن يتمكنوا من حمايته من الناحية القانونية أو البدنية.

وضعت الحكومة تركيا في حالة الطوارئ وبدأت سلسلة من عمليات التطهير، وطردت أكثر من مائة ألف موظف حكومي وتعقبت عددًا لا يحصى من الأتباع المزعومين لفتح الله جولن الداعية التركي الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له، في الوقت نفسه، سمحت السلطات لبعض المجرمين بالسير بحرية.

قال دوندار: "لم يعد بإمكاني الذهاب إلى السجن، لكنني لم أكن متأكد في الوقت الحالي من أن السجون ستكون آمنة بالنسبة لي بعد إطلاق سراح المهاجم".


المنفى

وأضاف "اتخذت الحكومة زوجتي كرهينة بعد مصادرة جواز سفرها، لمجرد معاقبتي، وبعد 3 سنوات لم تستطع حضور حفل تخرج ابنها في العاصمة البريطانية لندن، حتى قامت برحلة غير شرعية من تركيا لأوروبا وتم جمع شمل عائلتنا مرة أخرى في اليونان ثم انتقلنا للعيش في ألمانيا".

تلقى دوندار تهديدات بالقتل وتم وضعه تحت الحماية من قبل السلطات الألمانية بعد تلقيه معلومات عن تهديد خطير، وهو يعلم أن أردوغان وراء التهديد بهذا القتل، لتنفيذ تهديده بعد نشر قصة تهريب الأسلحة لسوريا.

وأكد أنه خلال السنوات القليلة الماضية، واجهت الآلاف من العائلات التركية عقبات مماثلة وأسوأ، وقال دوندار إنه وزوجته يشعران بالرضا لأنهما على الأقل قادران على مواجهة النفي معًا.

وتابع "نحن نفتقد تركيا تضحك، إنه بلد حزين الآن، يعاني الكثير، ولسوء الحظ، لم يعد بلدي سعيدًا بعد الآن".