رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العجيبة الثامنة» أول فيلم تسجيلى يعتمد على لوحات فن تشكيلي

فيلم العجيبة الثامنة
فيلم العجيبة الثامنة

قصة نقل معبد "أبو سمبل" كانت من أهم القصص التي شغلت العالم في ستينات القرن الماضي، حماية المعبد الأثري من الفيضانات، التي كانت ستغمر النوبة أثناء العمل على بناء السد العالي، كان تحديًا إنسانيًا كبيرًا للحفاظ على صرح أثري مهم في التراث البشري.

وجاء نقل معبد أبو سمبل، على مستوى آخر، فبسبب هذا الحدث تم إنتاج أول فيلم تسجيلي يعتمد بشكل كامل على لوحات فن تشكيلي، ولم تكن هذه الفكرة قد نفذت على هذا الشكل من قبل، فظهرت كفكرة مبتكرة، طرحها في البداية ثروت عكاشة وزير الثقافة في ذلك الوقت، وعمل عليها كل من الفنان التشكيلي حسين بيكار، والمخرج جون فيني.

رسم حسين بيكار ٨٠ لوحة من القطع الكبير، يزيد طول خمسين منها عن أربعة أمتار، بألوان الجواش. فجاءت لتُجسّد حدث بناء المعبد، في لحظة وقوعه منذ آلاف السنين، وذلك برسم لوحات تفصيلية لبدء عرض كبار المهندسين تصميماتهم على «رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري»، وكيفية تعامد الشمس على وجه رمسيس في يوم ميلاده ويوم تتويجه، وكيفية البناء، فضلًا عن الجوانب الهندسية المُتعلقة بالطرق المؤدية الى المعبد، وأماكن العبادة وساحة قُدس الأقداس، ومخارج ومداخل المعبد سواء للزيارة والسلام على الملك أو المشاركة في الاحتفالات والمناسبات الدينية والقومية التي كان يشارك فيها الشعب وبأمر من الفرعون.

وأطلق حسن بيكار على الفيلم اسم "العجيبة الثامنة" وظهر إبداعه لوحاته، في وضع الموسيقى التصويرية للفيلم، التي استلهم فيها الترانيم الفرعونية التي كان يرددها الكهنة في المعبد.

فيلم "العجيبة الثامنة" كان مفقودًا لمدة أربعين عامًا، حتى استطاعت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية استعادته وعرضه بمناسبة مرور 50 عامل على نقل معبد أبو سمبل.