رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ستؤثر الخلافات بين الجهاد وحماس على التسوية مع إسرائيل ؟

إسرائيل
إسرائيل

في إطار الحديث عن تسوية طويلة الأجل بين إسرائيل وحماس، يبرز في الساحة السياسية في تل أبيب سؤال مهم، وهو: هل إسرائيل قادرة على استخدام عدم مشاركة "حماس" في الجولة الأخيرة، لتشجيع التقدم نحو تسوية تضمن تهدئة أمنية في منطقة غزة؟، وهل الخلاف بين "حماس" والجهاد الإسلامي عميق أم أزمة محدودة إذا تمت معالجتها سيتغير الوضع ؟
خلال السنوات الماضية ميّز الجهاد الإسلامي نفسه عن "حماس"، فاتبع سياسة الرد العنيف مقابل نمط ضبط النفس الذي تبنته "حماس" في السنوات الأخيرة.
"زياد النخالة" الأمين العام للجهاد الإسلامي دائمًا يتحدث في لقاءاته التليفزيونية عن استقلالية تنظيمه وقدرته على الصمود في مواجهة الضغط الذي مارسته عليه إسرائيل، هو من جانبه يريد أن يثبت لإيران ومؤيديه في حزب الله أنه التنظيم الوحيد الذي يستطيع شل حركة قطاعات واسعة في إسرائيل.
هذه الرؤية هناك من يوجه لها انتقادات داخل إسرائيل، بيد أن الجهاد الإسلامي وافق خلال الجولة الأخيرة على وقف إطلاق النار بعد حادثة اغتيال بهاء أبوالعطا، والضرر الذي تسببت به لإسرائيل كان معنوياً في أساسه، لأنه لم يُسجل خسائر في الأرواح والأملاك، بينما دفع الجهاد ثمناً باهظاً من القتلى من عناصره، ومن الدمار الذي لحق ببنيته التحتية.
وهو ما يعني أن "الخلاف" بين حماس والجهاد الإسلامي خلال الجولة الأخيرة، لم يتحول إلى انشقاق كبير ولم يُعالج أيضاً، ولكن عاد الجميع لذات النقطة، وهي البحث عن وقف إطلاق نار طويل الأمد، وإعادة إعمارالقطاع.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن "حماس" ستسعى للحفاظ على مكانتها كتنظيم "مقاوم" يقود ويسعى للمحافظة على الهدوء، حيث ستسمر في الاحتكاكات على الجدار ولكن دون هجوم مسلح، بينما سيسعى الجهاد الإسلامي لإثبات لجمهوره مؤيديهم في القطاع وفي إيران إنهم لا يزالون على طريق المقاومة ولم يخضعوا، بشكل غير واضح تماماً كيف سيتم تنفيذه.