رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ترخيص أول مصنع.. محطات في رحلة مصر مع عالم "الروبوتات"

جريدة الدستور

تكنولوجيا متطورة يطلق عليها البعض أنها صعبة للغاية، بدأت مصر في أخذ خطوات ثابتة فيها، وجعلت كثيرون يتنبأون بأنها ستكون من روادها خلال السنوات القليلة المقبلة برفقة الصين واليابان، إنه مجال "الروبوت الصناعي".

مؤخرًا أحرزت مصر خطوة جديدة في ذلك المجال، بعدما تم الإعلان عن ترخيص أول مصنع متخصص في صناعة الروبوتات في مصر، بحسب ديفيد سمير رئيس مجلس إدارة شركة متخصصة في الأنظمة الخاصة بالروبوت.

وأوضح سمير أن مصنعه يقوم بصناعة خط إنتاج كامل من "الروبوت"، مشيرًا إلى أن الروبوت في هذه الخطوط يقوم بالأعمال الفنية مثل اللحام والمناولة وتركيب المكثفات على البوردات والدهانات وغيرها من الأعمال.

وأشار سمير إلى أن الشركة لديها عملاء عالميين في مصر صنعت خطوط إنتاج من "الروبوت" عددهم وصلوا لـ50 شركة عالمية، لافتًا إلى أن الحكومة منحتهم ترخيص مصنعًا جديدًا للتوسع في تصنيع الروبوت.

ولم تكن الخطوة الأولى لمصر في عالم الروبوت، ولكن البداية كانت في عام 2000 رغم أن بدايته في العالم كانت عام 1921، والذي شهد تجربة مصر في مجال الروبوت والتعليم، وقامت في ذلك الوقت بالعديد من المشروعات والمبادرات على مستوى الجمهورية تشمل الطلبة والمدرسين.

واستمرت التجربة في الألفية الثانية، وتم استخدام الروبوت في المجالات الإنسانية، مستخدمًا في ذلك تقنيات «STEM» إلى جانب عدد كبير من الأفكار الإبداعية الخاصة بتطوير الروبوت.

وكان لمصر نجاحًا خلال عام 2014، وشهد جناح مصر في معرض جيتكس بدبي الكشف عن الروبوت "ستاربوت" STARBOT الذي تم تصنيع جميع مكوناته داخل مصر حسب شركة "ستاروير" المطورة له.

وتعتمد فكرة عمل الروبوت على إمكانية تواجده بديلًا لصاحبه في أي مكان عبر الإنترنت، وذلك من خلال الكاميرا والميكروفون والسماعات المتواجدة في رأس الروبوت، ويمكن الاستفادة من الروبوت المصري في عدة مجالات مثل التعليم والتصنيع.

وفي العام التالي، حصد فريق مصري جائزة أفضل تصميم لروبوت في المسابقة العالمية، التي نظمتها منظمة أولمبياد الروبوت العالمي، للطلاب من المرحلتين الابتدائية والإعدادية، في العاصمة الصينية بكين.

جاء الفوز وسط مشاركة 145 مؤسسة متخصصة من 16 دولة ومنطقة من أنحاء العالم، ومن بينها الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا وروسيا ومصر والبحرين وبلدان أخرى، والتي تعد أكبر نشاط يقام في الصين للشباب في مجال الروبوت والتكنولوجيا الحديثة.

وفي عام 2018، أعلنت مؤسسة حدث للابتكار وريادة الأعمال بمصر، عن فوز الروبوت المصري "أكتروفينتا (Auctroventa)" بـ"المسابقة الدولية للتعرف على الألغام والمتفجرات الأرضية"، التي تم تنظيمها في إسبانيا ضمن فعاليات مؤتمر "IROS"؛ أكبر مؤتمر للروبوتات في العالم.

وكان الروبوت الفائز أنتجه 6 طلاب من جامعة 6 أكتوبر، وتفوق على روبوتات أنتجتها 5 فرق أخرى شاركت في المنافسة، وتمثل جامعات إسبانيا وبوليفيا والأردن وسويسرا والإكوادور.

والروبوت "أكتروفينتا" هو أحد الإنجازات المصرية في ذلك المجال، إذ يستطيع اكتشاف الألغام حتى مسافة 40 سنتيمترًا تحت الأرض، عن طريق خاصية توجد فيه تجعله ينجذب إلى أي منطقة تحتوي على مادة لديها قابلية لتوصيل الكهرباء.

وفي العام نفسه، شارك المنتخب المصري في مجال الروبوت في المسابقة العالمية بدولة الصين وتأهل وقتها للنهائيات، وفاز المنتخب بالمركز الثاني على مستوى العالم في هذا المسابقة وتعتبر هذه المرة الثانية التي يشارك بها المنتخب.

أما في أبريل 2019، أتت إلى مصر الروبوت "صوفيا" في قمة الصناعة الإبداعية، في إطار زيارتها الأولى لمصر، وأجرت مصر معها حوارًا صحفيًا على الهواء حول تطورات صناعة الروبوت وآخر الإنجازات بها.

وفي سبتمبر الماضي، تم اختراع روبوت يدعم أطباء العيون في إجراء الجراحات المجهرية النادرة لشبكة العين، على يد كليتي الهندسة والطب جامعة بنها، ونجحت الفكرة في الوصول إلى المنافسات النهائية لمسابقة الروبوت العالمية على هامش منتدى اتحاد جامعات طريق الحرير المنعقدة بجامعة شيان الصينية.

ورغم أهمية الروبوت بشكل عام إلا أنه بات يمثل خطر على البشر، وفقًا لإحصاء رسمي صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أكد أن الإنسان الآلي شهد تطورًا غير مسبوق على مدار العقد الماضي، متوقعًا أن يتسبب الروبوت في فقدان 7 ملايين وظيفة للبشر حول العالم، بحلول عام 2020.

كما أكد تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للاقتصاد والتنمية، أن الروبوتات قادرة على القيام بثلثي الوظائف في الدول النامية، وهو ما يهدد مستقبل التوظيف في هذه الأسواق، متوقعة أن يسيطر الإنسان الآلي على 70% من الوظائف المتاحة في مصر بعد 10 سنوات.