رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلادها.. لماذا قالت فاطمة رشدى: "ملعون أبو الفن اللى وصلنى لكده"

جريدة الدستور

كان الأب ثريًا من الإسكندرية، وكان يمتلك مصنعًا لصنع الحلويات، إلا أنه فى أواخر أيامه خسر الكثير من المال بعد غزو الحلوى والشيكولاتة الأوروبية لمصر، ما اضطره لتصفية الشركة، وأصبحوا جميعًا كما يقال «ع الحديدة»، وتوفى تاركًا وراءه «4» بنات هم «عزيزة، رتيبة، إنصاف، فاطمة» رشدى.

وقتها لم تجد البنات غير السعى للعمل، فقررت الابنة الكبرى عزيزة احتراف الرقص، بينما التحقت إنصاف ومن بعدها رتيبة بفرقة «أمين عطاالله» المسرحية بالإسكندرية للتمثيل والغناء، لتبقى أختهما الصغرى فاطمة بصحبة أمها تتابع بشغف مسيرة أختيها على خشبة المسرح، وتصبح بعد سنوات «فاطمة رشدى».

- البداية كانت عند «رتيبة» المولودة عام 1903، التى بدأت مشوارها الفنى مغنية وراقصة فى العشرينيات وعملت مع فرقة «سيد درويش» ثم «الريحانى» ثم «عبدالرحمن رشدى» ثم «على الكسار» ثم «أمين صدقى».


فى ديسمبر عام 1929م انضمت إليها أختها «إنصاف» المولودة عام 1907، وافتتحتا سويًا صالة جديدة بشارع فؤاد وأطلقتا عليها «صالة رتيبة وإنصاف رشدى» وذاعت شهرتهما.

عام 1935م افتتحتا كازينو بشارع الألفى ونافستا فيه كازينو بديعة مصابنى، وقدمتا فيه مسرحيات مثل «عين الحسود، الدنيا بخير، صباحية مباركة، اللى ما يشترى يتفرج، مدينة العجائب، أمّا مُرستان، المسحراتى، سوق بغداد، صحتك بالدنيا، يا ما نسمع ويا ما نشوف».

كانت فرقة رتيبة وإنصاف رشدى البوابة التى خرج منها العديد من أصحاب الأسماء الخالدة فى عالم الفن والموسيقى، ومع ذلك لم تنالا القدر الكافى من الشهرة فى العصر الحديث بسبب بعدهما عن شاشة السينما، فلم تخلد لهما أعمال، لكن حفظ تاريخ الفن المصرى سيرتهما حتى الآن، باعتبارهما أشهر ثنائى غنائى عرفته مصر فى الأربعينيات.

- ننتقل إلى الجزء الثانى من القصة وهى الأشهر



الفنانة فاطمة رشدى المولودة فى 15 نوفمبر 1901، بطلة فيلم «العزيمة».. وصفها النقاد لكثرة مواهبها بـ«المعجزة الفنية» التى لن تتكرر، بدأت حياتها الفنية فى فريق الكورس والإنشاد مع «سيد درويش» و«نجيب الريحانى»، ثم ظهرت كممثلة فى مسرحية «البدوية» عام 1919م مع فرقة «عبدالرحمن رشدى»، وفى العاشرة من عمرها بدأت كمغنية فى فرقة «أمين عطالله» حتى أسند لها دور ثانوى فى إحدى عروضه المسرحية، وتنقلت بين فرق مسرحية أخرى حتى تعرفت على الفنان عزيز عيد.

تزوجت من عزيز عيد الذى علّمها القراءة والكتابة وأصول التمثيل، وضمها إلى فرقة رمسيس لتحصل على البطولة المطلقة، أُطلق عليها لقب «سارة برنار الشرق»، خاصة أن برنار قامت ببطولة العمل نفسه فى لغته الأصلية.

لم تلبث أن انفصلت عنه بسبب غيرته الشديدة عام 1937م، زوجيًا وفنيًا وكونت فرقتها المسرحية الخاصة والتى صارت من أكثر الفرق المسرحية شهرة، وقدمت فى 7 أشهر فقط ما يقرب من 15 عملًا، واكتشفت خلال هذه الفترة نجومًا كـ«محمود المليجى، محمد فوزى».

كانت فرقتها المسرحية البوابة الأولى التى يجب على الجميع اجتيازها للوصول إلى السينما والشهرة بعد ذلك، فاسم فاطمة رشدى لم يكن مجرد اسم لفرقة تقدم عروضًا فنية، بل كان إحدى علامات السينما المصرية منذ الأفلام الصامتة، حتى وقت قريب.

بعد النجاح المسرحى عام 1938م، قررت خوض غمار السينما بخطى ثابتة بفيلم «فاجعة فوق الهرم»، والذى يعد من أوائل الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، وبعد نجاحها السينمائى قررت خوض تجربة الإنتاج، وكان أول إنتاجها فيلم «تحت ضوء الشمس»، وحين عُرض عليها لم يعجبها وأحرقته وأسقطته من حساباتها.

تزوجت «5» مرات
• عزيز عيد وأنجبت منه ابنتها الوحيدة عزيزة.
• المخرج السينمائى كمال سليم.
• المخرج السينمائى محمود عبدالجواد.
• رجل أعمال من الصعيد
• ضابط بوليس



أعمالها الفنية
«البدوية، تحت سماء مصر، فاجعة فوق الهرم، الزواج، الهارب، العزيمة، ثمن السعادة، إلى الأبد، العامل، الطريق المستقيم، مدينة الغجر، بنات الريف، الطائشة، عواصف، غرام الشيوخ، مدينة الفجر، الريف الحزين، الجسد، دعونى أعيش، زقاق المدق، النسر الصغير، بين القصرين، ميرامار»

فى أواخر الستينيات اعتزلت الفن وانحسرت عنها الأضواء مع التقدم فى السن وكانت تعيش فى حجرة بأحد الفنادق الشعبية فى القاهرة، إلى أن كشفت جريدة الوفد عن حياتها البائسة التى تعيشها، فتدخل الفنان فريد شوقى، لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل.

إلا أن القدر لم يمهلها لتتمتع بما قدمته لها الدولة، لتموت وحيدة تاركة وراءها ثروة فنية عملاقة، وذلك فى 23 يناير عام 1996م عن عمر يناهز 84 عامًا.

وقيل إنها شوهدت فى أواخر أيامها أمام باب مسرح الأزبكية بالقاهرة، وهى تلعن الفن الذى وصل بها إلى العيش فى حجرة بأحد الفنادق الشعبية فى القاهرة، إلى أن ماتت وحيدة.

أطلق اسم فاطمة رشدى على أحد شوارع القاهرة الكبرى بمنطقة الهرم «شارع فاطمة رشدى» بالجيزة إحياءً لذكراها واعترافًا بفضلها.