رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا بلاغ للناس!


تُرى.. هل يعقل الإخوان قول الله تعالى «وجعلنا البيت مثابة للناس وأمنا».. أثق أنهم لا يعقلون، بل أجزم بعدم اهتمامهم بقبول حج بعضهم هذا العام من عدمه، إذ إن الأهم عندهم تدويل نزاعهم على السلطة مع الدولة المصرية، ولتذهب المثوبة والأمن فى بيت الله الحرام - فى نظرهم- إلى حيث ألقت.. كيف لا،

وهم أول من استخدم المساجد داخل مصر فى السياسة، يروجون فيها لأفكارهم، ويرسخون لقواعدهم وينالون من غيرهم، حتى ولو كان بالسباب.. كيف لا، وهم من استحل الدماء وسلك العنف سبيلاً لتحقيق أغراض الدنيا بعيداً عن مقتضيات الدين، ليأتوا هذه الأيام ويعلنون عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن دعوتهم إلى لصق نصف مليون بوستر تحمل شعار رابعة العدوية على جبل عرفات، الذى تتنزل فيه الرحمات من رب العالمين على العباد، الذين جاءوا من كل فج عميق، عرايا من الدنيا طامعين فى ثواب الآخرة.. لكن الإخوان يأبوا إلا أن ينفذوا مخطط فصيل لاهور، ضمن التنظيم الدولى بباكستان، لتعكير صفو الحجيج هذا العام، ومحاولتهم لفت انتباه العالم، فى موسم تهفو إليه الأفئدة وتتعلق به أنظار المسلمين فى كل مكان، بعد أن خسروا التأييد الدولى عقب اكتشاف كذب أخبارهم وتصويرهم للإرادة الشعبية التى تفجرت فى 30 يونيو على أنها انقلاب عسكرى!.

دعوة الإخوان، هذا العام، تتشابه مع ما قام به الرافضة من شيعة إيران عام 1987، من مظاهرات رفعت صور الخومينى فى أرجاء مكة المكرمة، منعت الحجيج عن أداء مناسكهم، وأوقعت ضحايا بين الآمنين المسالمين من ضيوف بيت الله الحرام، وهو ما واجهته السلطات السعودية وقتها بكل الحزم والشدة، بعد أن استنفدت معهم كل حيل الصبر.. لذلك فإن السلطات السعودية، وإن كانت تحرص على خلو موسم الحج، من كل ما يعكر صفوه، إلا أن التعليمات واضحة وحاسمة للتصدى لأى عمل أو سلوك يمكن أن يسبب الفوضى أو يهدد سلامة الحج، كما قال بذلك قائد قوات الدفاع المدنى السعودى، والذى أشار إلى أن ذلك السلوك المتوقع من الإخوان، يتناقض مع التوصيات السعودية الدائمة بعدم إقحام السياسة فى مناسك الحج.

ومع إيمانى بأن الإخوان لا يعقلون من أمر دينهم شيئاً، إلا أننى أرانى مذكراً بقول الله تعالى «الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج» ــ البقرة 197 ــ وقال الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم «من حج فلم يرفث أو يفسق، رجع كيوم ولدته أمه»، لأن الحج عبادة عظيمة ينبغى احترامها وصيانتها عما لا ينبغى من الفسق والجدال بين الناس الذى يسبب الشحناء والفتنة، أو المضاربة والقتال، بل ينبغى على الحاج أن يشتغل بذكر الله وطاعته سبحانه. الأمر جد خطير.. لا ينبغى لأحد أن يأخذه بالاستهانة، لأنه قد يؤدى إلى ما لا تُحمد عقباه، ومن لم يعرف الطبيعة السعودية فى مواجهتها لمثل هذه التجاوزات، خاصة بعد مظاهرات الرافضة الشيعة، كان جاهلاً بأمور كثيرة، لأننى أعلم أنه لا تهاون من السلطات السعودية فى مثل هذه الأمور المصيرية، وأعلم أنه هناك من الإجراءات الصارمة فى منافذ الدخول إلى المملكة، ما قد يكون علاجه فى الترحيل الفورى لراغب الحج من حيث أتى، خاصة من مصر وماليزيا وتركيا وباكستان، من أولئك الذين قد يخالفون المنطق والتحذير ويأتون بشعارات رابعة ضمن حقائبهم.. وأخشى ما أخشاه، أن ينخرط بعض حجاج الداخل من المصريين العاملين بالمملكة فى هذا المسلك المشين، فيدفعون ثمنه غالياً، لكنى أثق أن كل إنسان على نفسه بصيراً، خاصة ما يتعلق بأكل العيش فى بلاد لم يروا، ولم نر منها إلا كل طيب وحميد.

اللهم اهدِ قومى.. فإنهم لا يعلمون.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.