رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنمية وغزو سوريا.. تفاصيل كلمة مصر أمام قمة "عدم الانحياز"

جريدة الدستور

شارك وزير الخارجية سامح شكري في القمة الثامنة عشرة لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في حركة عدم الانحياز المنعقدة في باكو يومي 25 و26 أكتوبر الجاري، تحت عنوان "التمسُك بمبادئ باندونج لضمان استجابة مشتركة ملائمة لتحديات العالم المعاصر".

وفي بيانه الذي ألقاه أمام القمة، أكد شكري أن مصر تولي اهتمامًا متناميًا بدور حركة عدم الانحياز، خاصة أن مصر من الدول المؤسسة للحركة وتحرص على الدفاع عن أولوياتها وأهدافها، كما أضاف أن القراءة المتأنية لمبادئ باندونج التي تأسست عليها حركة عدم الانحياز توضح أن الحركة منذ تأسيسها رافضة لانتهاك سيادة الدول، والتدخل في شئونها الداخلية، وملتزمة بمبادئ الأمم المتحدة والتعاون الدولي، ويجب استحضار هذه المبادئ مرة أخرى، والتكاتف لوضعها محل الالتزام والتنفيذ.

وتطرق شكري إلى ما تشهده منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة من تحديات، مشيرًا إلى أن أخطرها تلك التي تستهدف مفهوم الدولة الوطنية، حيث أكد ضرورة التصدي لأي مساعٍ لتقسيم الدول أو هدم مؤسساتها، ورفض محاولات إزكاء الولاءات الطائفية أو المذهبية، والالتزام بمقومات الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم على مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وخيارات الشعوب وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ورفض الاحتلال الأجنبي وضرورة المحاسبة على الجرائم الجسيمة بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ودعم الإرهاب.
كما تطرق بيان شكري إلي الأوضاع في سوريا، حيث أكد أن تعرضها لاعتداء جديد على أراضيها، واحتلال لشمالها، يعد انتهاكًا للقانون الدولي والمبادئ التي تأسست عليها حركة عدم الانحياز، وطالب في كلمته بوقف فوري لهذا العدوان وانسحاب القوات المعتدية، مؤكدًا ضرورة البدء الفوري في العملية السياسية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وتناول شكري الأوضاع في ليبيا، مشيرًا إلى ضرورة تنفيذ كافة عناصر مبادرة الأمم المتحدة التي أقرها مجلس الأمن في أكتوبر 2017، بالإضافة إلى معالجة مكمن أساسي من مكامن الأزمة في ليبيا، وهو الخلل في توزيع الثروة والسلطة، داعيًا كل الأطراف الليبية لإعلاء المصلحة الوطنية، كما أكد أهمية الوقف الفوري للدعم المقدم للإرهاب في ليبيا من دول بعينها.
وتناول شكري دعم مصر للحل السياسي لإنهاء الأزمة في اليمن، ومواصلة الجهود لتأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر، ومنع وصول السلاح إلى العناصر المتطرفة في اليمن.
وأوضح حافظ أن بيان وزير الخارجية تضمن كذلك الإشادة بموقف حركة عدم الانحياز الداعم للقضية الفلسطينية، حيث أكد أهمية التوصل لتسوية عادلة وشاملة لتلك القضية، تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، مشيرًا إلي أن مبادرة السلام العربية تُعد أساسًا جيدًا لذلك.

وأردف المتحدث الرسمي أن بيان الوزير شكري تناول ظاهرة الإرهاب والطرق المستحدثة التي يستخدمها الإرهاب للتمويل والتجنيد والترويج والقيام بعملياته، إضافة إلى التطرق لقيام أنظمة دول بعينها باستخدام الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية، حيث أكد ضرورة اتباع نهج شامل لمكافحة الإرهاب، وضرورة قيام مجلس الأمن بالدور المنوط به في محاسبة الأنظمة المتورطة في دعم الإرهاب.
وأكد شكري أن حركة عدم الانحياز تضم دولًا نامية وساعية لتحقيق التنمية، وأن غياب هذه التنمية أو تعثرها سبب رئيسي للنزاعات وغياب السلم والأمن، ولذا على المجتمع الدولي أن يولي الاهتمام اللازم لتعزيز جهود الدول النامية ومساندة مساعيها نحو تحقيق التنمية، كما تقع مسئولية خاصة على مؤسسات التمويل الدولية بتقديم العون للدول النامية بصفة عامة، وللدول أعضاء حركة عدم الانحياز بصفة خاصة، من خلال الدخول معها في شراكات ومشاريع تسهم في تحقيق التقدم الاقتصادي المنشود وأهداف التنمية المستدامة.

وتناول شكري أيضًا مشكلة ندرة المياه التي أصبحت تهدد العديد من مناطق العالم، وعلى رأسها منطقة الساحل الإفريقي ومصر، حيث أكد أنه يتعين على الجميع عند التعامل مع الأنهار والمجاري المائية العابرة للحدود، مراعاة العمل بحسن النية، وبنهج قائم على تعزيز التعاون وتجنب الخلافات والنزاعات، واحترام القانون الدولي والسعي الحثيث الجاد لحوكمة تلك الأنهار بما يحفظ مصالح جميع دول حوض النهر، موضحًا أنه في حالة تطبيق ذلك سيكون هناك ضمان لعدم التأثير سلبًا على السلم والأمن الدوليين.