رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مُدمن الدماء.. القائمة الكاملة لجرائم أردوغان فى سوريا

أردوغان
أردوغان

حصلت «الدستور» على إحصائية أعدها الهلال الأحمر الكردى بشأن أعداد القتلى والجرحى والنازحين، جراء العدوان التركى على شمال سوريا، الذى بدأ فى ٩ أكتوبر الجارى.
وذكرت الإحصائية، التى رصدت الأحداث حتى يوم ١٩ أكتوبر، أنه لا تزال الاشتباكات مستمرة، خاصة فى «رأس العين»، رغم اتفاق تركيا والولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية على وقف إطلاق النار فى المنطقة بأسرها، يوم ١٧ أكتوبر.
وأوضحت أن هناك غارات جوية بالقرب من قرية «أبوراسين»، ما أسفر عن الكثير من الضحايا بين العسكريين والمدنيين، إذ استقبل مستشفى «تل تامير» نحو ٥٠ مصابًا على الأقل، منذ إعلان الاتفاق.
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» القوات التركية باستمرار قصف المواقع التابعة لها، واستهداف المدنيين فى «رأس العين»، وذلك فى خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت القوات، فى بيان، أمس، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها استمرت فى شن هجماتها خاصة فى محاور قرى: تل خنزير- وعلوك- والحبش- والشكيرية شمال سوريا، فيما استهدف الطيران التركى قرى «رأس العين».
وأضافت أنها ردت على هذه الهجمات فى إطار حقها المشروع بالدفاع عن النفس، مشيرة إلى أن قواتها تصدت لمحاولات التقدم، وردت القوات المعادية على أعقابها، لافتة إلى أن قوات الغزو التركية استخدمت القصف المدفعى بعد أن تم صد عدوانها البرى.
وأعلنت «قسد» مقتل ٢٠ بينهم أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين، جراء هجمات الجيش التركى شمال شرق سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وقالت إن القوات التركية والطائرات دون طيار التابعة لها استهدفت قافلة مشتركة من الهلال الأحمر الكردى ومنظمة «كادوس» غير الحكومية، خلال محاولاتهما الوصول إلى «رأس العين»، مشيرة إلى أن الاستهداف التركى وصل لعمق ٥-١٠ كم داخل المدينة.
ورصدت الإحصائية الخسائر المدنية منذ بدء الغزو التركى التى شملت استشهاد ٧٤ شخصًا، بالإضافة إلى العديد من القتلى لم يتم تسجيل بياناتهم بسبب تشوه جثثهم، فيما أصيب نحو ٢١٠ آخرين.
وفى مدينة القامشلى استشهد ١٣ سوريًا، فيما أصيب ٣٤ آخرون، واستشهد ٣٩ وأصيب ٦٦ فى مدينة «رأس العين».
واستهدف العدوان التركى الأطفال، وتحديدًا المراحل العمرية بين عامين وحتى ١٦ عامًا، إناث وذكور، ما يدل على القصف العشوائى دون تفرقة ووقوع عمليات الإبادة، إذ بلغ عدد المصابين فى هذه الفئة العمرية ٢٨ شخصًا، اثنان فيهم بحروق خطيرة، فيما استشهد ٣ آخرون.
وركز جيش الاحتلال التركى على استهداف المدنيين فى الجزء العلوى من الجسم، وهو ما يثبت أنه كانت هناك تعليمات بقتل السوريين والتصويب عليهم بشكل مباشر، إذ تم استهداف أكثر من ١١٠ أشخاص، بين جريح وشهيد، فى مناطق البطن، والظهر، والرأس، والرقبة، والأذرع، بالإضافة إلى إصابة تلك المناطق بحروق خطيرة، أو بجروح غائرة أو قطع عميق داخل مناطق البطن، والصدر.
وأظهرت الإصابات أن القوات الغازية كانت تعليماتها إما بالقتل، أو التركيز على إصابة المدنيين بعجز، عبر استهدافهم فى أطرافهم، تحديدًا الأرجل، أو كواحل القدم، وهو ما أسفر بالفعل عن بتر أطراف العديد من المصابين بشظايا النيران، أو وجود حروق من الدرجتين الثانية والثالثة فى مناطق الأطراف.
وأظهرت الإحصائية أن الهدف الرئيسى من الهجوم هو التركيز على «رأس العين»، إذ قالت إنه منذ بداية الهجوم كانت إمكانية الوصول للمدنين الجرحى والقتلى محدودة للغاية، ولكن منذ يوم ١٦ أكتوبر- أى قبل يوم واحد فقط من عقد الاتفاق بين واشنطن وأنقرة- لم تتمكن أى طواقم طبية من الوصول إليها على الإطلاق.
وأكدت أنه فى ذلك اليوم انخفضت قدرة مستشفى «تل تمير» بشكل كبير، وهو المستشفى الرئيسى الذى كان مفتوحًا لجميع الإصابات الموجودة فى رأس العين، وتم إخلاء معظم الفرق الطبية منه، بسبب اقتراب القصف من محيطه، حيث تم الإبقاء على فريق طوارئ صغير فقط، يعمل بقدرات محدودة.
وأوضحت أنه كان هناك الكثير من الجرحى داخل «تل تمير»، وكان لا يمكن علاجهم بسبب نقص الخدمات، وهو ما أسفر عن موتهم.
وناشد الهلال الأحمر الكردى، فى دعوة رسمية، اللجنة الدولية للهلال الأحمر وجميع المنظمات الإنسانية، من أجل تقديم المساعدة.
واستهدف العدوان التركى الطواقم الطبية، خاصة تلك التابعة للهلال الأحمر الكردى، ما جعلها تستغيث بالمنظمات الدولية من أجل وضع حد للغارات الجوية، وضمان السماح بإخلاء الإصابات المدنية وتجنب وقوع كارثة إنسانية كاملة.
ووثقت الإحصائية وجود هجوم قوى على بلدات ومدن شمال شرق سوريا، خاصة رأس العين، موضحة أن المدينة تعانى القصف بالمدفعية والغارات الجوية والتوغلات البرية بالدبابات واستخدام أسلحة ثقيلة ضدها.
ونزح ١٩١٠٦٩ مواطنا سوريا من كل المناطق التى تعرضت للقصف، وكان أغلبها من مدينة «الحسكة»، إذ بلغ عدد النازحين منها ١٤٠٠٥١ سوريًا، تليها مدينة «حلب»، إذ خرج منها ٣٨٥٠٠.
وأصبحت «الحسكة» تعانى نقص المياه، بسبب استهداف محطة المياه الرئيسية بها، التى كانت تغطى احتياجات أكثر من ٥٠٠ ألف شخص، وهو ما أثر على المستشفيات، بالإضافة إلى استهداف القصف شبكة الكهرباء، وتناقص خدمات شبكات الهاتف، خاصة فى مناطق الشريط الحدودى.