رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جازاجا.. "الدستور" تحاور يحيى نديم نجم فرق "الأندرجراوند"

يحي نديم
يحي نديم

"جبتلي صاحب وحبيته، زقني في المترو زقيته"، بتلك الكلمات احتل فريق "عمدان النور" عالم الأندرجراوند والفرق المستقلة في مصر، وكان من أبرز مؤسسيه المطرب الغنائي يحيى نديم، الذي واصل تأليف وتلحين الأغاني الشبابية ليقترب أكثر من الشباب، وذوقهم الموسيقي الجديد.

وفي جولة "الدستور" داخل منزله، التقينا بـ"يحيى نديم"، المطرب والملحن، ليكشف تفاصيل رحلته الموسيقية منذ الصغر، والعقبات التي واجهته في ذلك الطريق حتى جعلته يستغنى عن الفريق الذي أسسه برفقة أشقائه "مصطفى نديم وتامر نديم"، وتكوين فريق آخر بمجموعة من الموسيقيين والفنانين.

درس في كلية التربية الموسيقية وكان من أوائل دفعاتها، حتى اصطدم بوفاة والده إثر حادث، فترك للدراسة فترة معينة من أجل العمل في النوادي التجارية، ثم عاد إليها مجددًا وتخرّج منها بأعلى التقديرات التي جعلته من أبرز نجوم الأندرجراوند في مصر.

إلى نص الحوار..

اخترت مجال الغناء منذ الصغر وصممت عليه حتى أصبحت من أبرز نجومه.. ماذا عن أول تجاربك الغنائية؟

أول تجربة غناء قمت بها كانت في مدرستي الإعدادية من خلال العروض المسرحية ومسابقات الغناء، وفي ذلك الحين تعلقت بالغناء وقررت الالتحاق بكلية التربية الموسيقية حتى أحقق بها نجاحًا كبيرًا، وبالفعل اجتزت مرحلة الكلية مُصنفًا من أوائل الدفعة رغم الصعوبات التي واجهتني أثناء وفاة والدي في عام 2001.

ثم التحقت بدار الأوبرا المصرية ضمن فرق الكورال الأوبرالي، وأعمل حاليًا في الأوبرا أيضًا ضمن الفرقة القومية للموسيقى العربية.

كنت أعمل ضمن فرقة "عبدالوهاب" للموسيقى العربية أثناء مرحلتي الجامعية، وتعلمت حينها اللعب على العديد من الآلات الموسيقية المختلفة، فهذه التجارب المتعددة في حياتي تبلورت أخيرًا في فريق "عمدان النور" أو "جازاجا"، وهو مصطلح يطلق على أعمدة الإنارة لكن باللهجة المنياوية.


إذًا.. كيف توغلت داخل مجال الأندرجراوند في مصر؟

في عام 2011 قررت إنشاء مشروعي الخاص، وهو فريق أندرجراوند تحت مسمى "عمدان النور" حتى أتمكن من تطبيق جميع الخبرات الموسيقية التي تعلمتها خلال رحلة الغناء، ومن الأعمال الفنية التي تمتلك مكانة خاصة في قلبي هي مسرحية "الأراجوز"، وكانت مقدمة إلى أطفال الشوارع في مصر بمساعدة صندوق التنمية الثقافي الهولندي بهدف تثقيف طفل الشارع، فقد جعلتني هذه التجربة أن أزور جميع محافظات مصر رغم صغر سني.

تعلمت العديد من أنواع الموسيقى المختلفة.. هل كان هدفك تكوين فرقة موسيقية شبابية فقط؟

"جازاجا" كان حلمي منذ الصغر، وهو مشروع عبارة عن شركة إنتاج خاصة بي تعمل على تقديم فكر موسيقي من نوع خاص هدفه خدمة جميع الشباب الذين اختاروا فن "الأندرجراوند" والفرق الموسيقية المستقلة، ومساعدتهم على الوصول سريعًا إلى الجماهير، مستغلًا خبرتي في الوسط المستقل في إمكانية توصيل هذا النوع من الفن الحديث إلى الشارع المصري بكل فئاته ليس الوسط الثقافي أو الغربي فقط.



بحسب خبرتك الفنية والموسيقية.. ما وجهة نظرك تجاه الفن المستقل أو "الأندرجراوند"؟

وجهة نظري في "الأندرجراوند" أو الفن المستقل معتمدة على الفنانين الذين سبقونا في هذا النوع من الفن مثل الفنان "يحيى سلامة"، والفنان "يحيى خليل"، وفريق "فور إم"، والملحن المبدع "هاني شنودة"، هؤلاء الفنانون يُعدون هم بداية الفن المستقل في مصر، لكنهم خلقوا شيئًا عظيمًا وهو الحفاظ على شكل الأغنية، ولم يستخدموا حالات عدة لكسر إيقاع الفكرة الغنائية، لذلك حققت أغانيهم نجاح كبير في جميع أنحاء مصر.

"الأندرجراوند" له طريقة معينة في الغناء والعزف.. ما قواعد النجاح في ممارسة هذا الفن خصيصى؟

الأشخاص الناجحون في فن "الأندرجراوند" هم الأشخاص الذي درسوا هذا النوع من الفن بإتقان شديد، لأنه يوجد فرق كبير بين المصطلحين، فالشباب المعتمدون على تكوين فرق "الأندرجراوند" غالبًا ما يكون لديهم نقص في دراسة الفن المقدم لكنهم يمتلكون موهبة وطاقة تجعلهم قادرين على الغناء بهذا الشكل.

وفي حالة دراستهم للفن بشكل كلي وتكوين الخبرات الموسيقية المتعددة يمكنهم تقديم فن جديد في ذلك الحين يصل إلى الجمهور بسهولة.

برأيك..هل توجد فرق شبابية في مصر تستحق لقب "الأندرجراوند" أو الفرق المستقلة؟

يوجد على الساحة الغنائية المختصة بفن "الأندرجراوند" العديد من الفرق الشبابية المستقلة والناجحة مثل وسط البلد وبلاك تيما، فهم أشخاص لديهم وعي كافٍ ودراسة كبيرة حول نوع الفن الذي يقدمونه، ولا يقتصر غناؤهم على الموهبة والصوت فقط، وهذا كان السبب الرئيسي في نجاحهم ووصولهم إلى الجمهور فور ظهورهم على الساحة الغنائية.

كيف كانت بداية فريق "عمدان النور" على أرض الواقع؟

بدأت تكوين فريق "عمدان النور" برفقة عدد من المطربين، مثل نور ناجح ومحمد إسماعيل وباسم وديع، لكن اختلفت الآراء بيننا حتى تركوا لي الفريق منشغلين بمشاريعهم الخاصة، وفي هذا الوقت قررت ضم أشقائي تامر ومصطفى نديم بجانب مجموعة من الفنانين والموسيقيين الذين أضافوا الكثير من الإبداعات لـ"عمدان النور"، وكان من ضمنهم الفنان الراحل "حمادة نبيل" الذي قدم العديد من التراث الموسيقي داخل الفريق.

حققنا سويًا نجاح كبير وسط فرق "الأندرجراوند" والفن المستقل في مصر، فكان هناك إقبال كبير من الشباب والفتيات والأسر المصرية أيضًا على حفلاتنا في ساقية الصاوي وغيرها من أماكن الحفلات.

واستطعنا التوسع داخل العديد من المحافظات حتى نصل إلى الجمهور المطلوب في كل مكان.

"عمدان النور" قدمت نوعًا مختلفًا من الموسيقى.. من كان المسئول عن تلحين وتوزيع الكلمات؟

أغاني الفريق كانت جميعها من ألحاني بناءً على فلسفتي الموسيقية السابقة، حتى طور بها أعضاء الفريق من موزعين وموسيقيين، ولأن "عمدان النور" قائمة على فكرة محددة ولها دراسات سابقة، فكان كل أعضائها لديهم خبرة موسيقية كبيرة والبعض منهم أساتذة في معهد الموسيقى العربية وكلية التربية الموسيقية، من أجل توظيف الأفكار المجنونة بشكل مبسط إلى المتلقي.

هل توقعت أن الفن الذي تقدمه سيتم تدريسه إلى الطلاب؟

تفاجئت يومًا ما أن الفن الذي أقدمه عبر فريق "عمدان النور" يُدرس للطلاب الجامعيين داخل كلية التربية الموسيقية وكلية الفنون الجميلة في نطاق تحليل الموسيقى العالمية، وتم تقديم أيضًا أوراق بحثية في مؤتمرات دولية للموسيقى من أكبر الأساتذة في مصر، وتلك كانت هي أسعد لحظات حياتي خلال رحلتي الموسيقية خاصة بعد إشادة العديد من النقاد والصحفيين بالكلمات التي أقدمها من خلال أغاني الفريق.

"سيرة الأراجوز" كانت بداية شهرتك وسط الفرق المستقلة.. ماذا تمثل لك هذه الأغنية؟

"سيرة الأراجوز" كانت أولى محطات نجاحي الفنية في "عمدان النور"، بالرغم من النقد المستمر الذي كنت ألقاه حين أعرض كلماتها على الأقربين مني قبل نشرها وتوزيعها، فكانت الانتقادات متتالية بسبب عدم تناسق الكلمات واختيار كلمات تعبيرية مختلفة، لكن ما حدث عكس ذلك وكانت هي الأغنية الأكثر نجاحًا على مستوى الأغاني الأخرى.

ولن أنسى اللحظات التي كنت أسمع حينها الأغنية في المواصلات والمحال كونها لحظات أثبتت نجاحي في تحقيق هدف الوصول إلى المواطن العادي في الشارع.

انفصلت عن أشقائك في "عمدان النور" وقررت حل الفريق نهائيًا.. لماذا حدث ذلك؟

أسباب شخصية منعتنا من استكمال فريق "عمدان النور" بالرغم من النجاح الكبير الذي حققناه سويًا خلال الأعوام الماضية، والأغاني التي حققت صدى واسع وسط الجمهور مثل أغنية "البلياتشو" من كلمات الشاعر عمرو حسن، وتُعد من أهم الأعمال التي قدمتها خلال رحلتي الموسيقية.

لكن لم يكن هناك نصيب لاستكمال المشوار الفني برفقتهم، حتى قررنا حل الفريق نهائيًا وانشغل كُلّ منا بمشروعه الغنائي الخاص.

ما خطة يحيى نديم المستقبلية لاستكمال مشواره الفني؟

أعمل في الفترة الحالية على تنفيذ مشروع "جازاجا يحيى نديم" أو "تخت الجازاجا"، لأقدم من خلالهم جميع الأغاني التي أنتجتها في حياتي لكن بصوتي فقط برفقة فريق كبير من العازفين والموسيقيين، وهدف هذا المشروع هو فتح الباب أمام جميع الشباب الموهوبين لتكون منصة لهم يعرضون من خلالها أصواتهم الموسيقية بمساعدة أعضاء الفريق من ملحنين وعازفين وموزعين.

بالتزامن مع إطلاق المشروع الجديد، أطلقنا ألبوم غنائي لفريق "جازاجا يحيى نديم"، مكون من 12 لحن انتهينا من توزيعهم فعليًا، الألبوم من ألحاني كاملًا، ومن توزيع صديق عمري الفنان أحمد شعتوت، ومن كلمات شعراء كبار مثل خالد عبدالقادر ونبيل عبدالحميد وسلمى سالم ومجموعة متنوعة أخرى من الشعراء كونهم ضمن الفريق.

هل حقق المشروع الجديد صدى واسع لجمهورك مثل "عمدان النور"؟

في البداية كنت أعمل على تسويق المشروع عبر صفحات التواصل الاجتماعي بعد أن علم الجمهور خبر انفصال "عمدان النور"، وبالفعل أطلقت العديد من الأغاني التي استمتع بها الجمهور رغم أنهم غير معتادين على سماع صوتي فقط دون شخص آخر، وهذا ما تبين لي خلال الحفلات التي أقيمت في ساقية الصاوي والربع، فقد كان هناك إقبال معقول من الشباب على الحفل، وظهر عليهم الانسجام مع كلمات الأغاني الجديدة.

أغنية "مش سعيد" هي أول تجاربك في الفيديو كليب.. لماذا اتجهت إلى هذا النوع من العروض؟

أغنية "مش سعيد" خصيصى لها مكانة في قلبي، فهي كانت من بدايات مشروعي الجديد ومن تأليف المبدع محمد السيد، وحاولت في عام 2016 غناءها في حفلة ساقية الصاوي كفكرة غير مكتملة وتجربة جديدة في اللحن حتى أعرف رد فعل الجمهور بشأنها، وكان رد الفعل مطمئن للغاية.

والمرة التالية كانت في عام 2018 حين تواصلت معي مروى كشك، لتقترح فكرة التعاون المشترك لمشروع الفيلم كليب.

فكرة الفيلم أشبه بعرض مسرحي متناسق مع كلمات الأغنية، تُعد الفكرة هي الأولى من نوعها في عالم "الأندرجراوند والفن المستقل"، وكنت في غاية السعادة بسبب العمل المتقن من قبل جميع أعضاء الفريق المنفذ للفكرة سواء موزعين وملحنين ومصورين، وبالفعل حققت الأغنية صدى واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي ختام الحديث، كيف يرى يحيى نديم فن المهرجانات في مصر؟

مما لا شك فيه أن فن المهرجانات الشعبية له جمهور كبير في مصر، لكن طريقة كل فريق منهم تختلف عن الاخر، فهناك من يعتمد على نوع مختلف من الموسيقى يتماشي مع كلمات الأغاني، ويحقق التفاعل المطلوب في الحفلات، وهناك من يتعمد استخدام كلمات إباحية وألفاظ خارجة لاستهداف فئة معينة من الجمهور.