رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كابوس المونديال وماراثون الجحيم.. وقائع الفساد الرياضى تطارد قطر

تميم
تميم

بينما يسعى النظام القطري إلى استغلال البطولات الرياضية لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن تلك الرهانات المتتالية، باتت صداعًا في رأس تنظيم "الحمدين"، فأينما وطأت بطولة دولية أراضى الدوحة، طاردتها العديد من الاتهامات والانتقادات، وفي السطور التالية، ترصد "الدستور" أبرز وقائع الفساد الرياضي للإمارة الصغيرة.

"ماراثون الجحيم"
وتعرضت بطولة العالم لألعاب القوى التي تقام في الدوحة هذا الأسبوع لانتقادات شديدة بسبب ظروف تنظيم البطولة، إذ انتقدت صحيفة "ميرور" البريطانية، الظروف القاسية التي عانى منها اللاعبون المشاركون في بطولة العالم لألعاب القوى بالدوحة، واصفة الأوضاع التي شهدها المنافسون بـ"الجحيم" أو "الكارثة".

وذكر التقرير البريطاني، أن المهزلة الخطيرة لبطولة قطر العالمية جعلت الرياضيين غاضبين من رؤساء الاتحاد الدولي لألعاب القوى، إذ تم تصنيف النهائيات في الإمارة الخليجية على أنها "كارثة" وظروف أقرب إلى "الجحيم".

وتعرض رؤساء اتحاد "ألعاب القوى"، لانتقادات حادة بعد يومين من افتتاح بطولة العالم 2019 في الدوحة، نظرًا للعديد من المشاهد والمواقف الهزلية فى سباق الرجال لمسافة 50 كم، فيما شهد سباق النساء، الذي بدأ في منتصف الليل في درجة حرارة 32 درجة، وانسحبت 28 متسابقة من أصل 68 مشاركة في ظل الظروف القاسية التي واجهنها المشاركات.

وذكرت "ميرور" أن المنظمين باعوا أكثر من 50 ألف تذكرة طيلة 10 أيام كاملة، على الرغم من أن ملعب خليفة القطري يتسع إلى 40 ألفًا فقط، فيما وصلت درجات الحرارة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 29.5 درجة مئوية خلال فترة السباق التى استمرت أربع ساعات.

وقالت عداءة بيلاروسيا "فولها مازورونك"، التي احتلت المرتبة الخامسة: "الرطوبة تقتلك.. لا يوجد شىء للتنفس.. أعتقد أنني لن أتمكن من ختام البطولة".

وأفاد التقرير أنه تم نقل العداءة الأوغندية "لينيت تشبيت"، في سيارة إسعاف، بعد أن عجزت عن الانتهاء، بينما احتاجت الإيطالية "سارا دوسينا" إلى مساعدة الكرسي المتحرك، فيما انسحبت "شارلوت بوردو" البريطانية، ثالث أسرع عداءة في سباق الماراثون البريطاني في التاريخ، بعد بدء الجولة الثالثة.

"كابوس المونديال"
وتوالت العديد من الاتهامات للدوحة بشأن دفع رشاوى إلى "فيفا" للفوز بحقوق استضافة مونديال 2022، ولعل أبرزها ما كشفته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في يوليو 2018، بأن قطر كسرت قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن طريق إدارة حملة سرية في عام 2010 وصفتها بـ"عمليات سوداء" لتخريب عطاءات المنافسين على استضافة البطولة، حسب وثائق سرية تسربت إلى "صنداي تايمز".

وللمرة الثانية، كشفت الصحيفة البريطانية ذاتها في مارس الماضي، وثائق المسربة أظهرت أن قطر عرضت سرًا 400 مليون دولار للفيفا، قبل 21 يومًا فقط من حصولها على حقوق استضافة كأس العالم 2022.

وذكرت "صنداي تايمز" أيضًا أن قطر قدمت عرضًا آخر بقيمة 480 مليون دولار بعد ثلاث سنوات، وهو ما يعني أن فيفا تلقت مباشرة من دولة قطر مبلغ 880 مليون دولار في محتولاتها لاستضافة مونديال 2022 واحتفاظها بهذا الحق.

وفي وقت سابق، تظاهر عدد من عمال بناء ملاعب كأس العالم فى قطر فى بعض المناطق الموجودين فيها فى الإمارة الخليجية، وذلك احتجاجًا على تردى أوضاعهم وسوء معاملتهم، وتداول رواد موقع "تويتر" صورًا ومقاطع فيديو تظهر تحطيم العمال المحتجين العديد من السيارات والتجمهر فى شوارع الإمارة، ما أثار ردود فعل واسعة بين المغردين وأطلقوا هاشتاج بعنوان: "أعمال شغب فى قطر".

كما انتقدت منظمة العفو الدولية، أوضاع العمال في قطر مجددًا، مشيرة إلى أن آلاف العمال الأجانب لا يتقاضون أجورهم من قِبل أصحاب العمل، ويتم إجبارهم على العيش في ظروف قاسية.

وذكر التقرير، أنه مع استضافة قطر لكأس العالم عام 2022، تتوالى دعوات المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الإمارة الخليجية لتحسين ظروف العمال الأجانب البالغ عددهم بمليوني شخص.

وأوضح، أنه على الرغم من تعهد الحكومة القطرية بإصلاح قوانين العمل الخاصة بالوافدين فى عام 2018، فإن نظام الدوحة فشل في تنفيذ سياساته المتعلقة بالأجور المتأخرة.

"التطبيع الرياضي"
وفي واقعة أثارت الغضب العربي، احتفلت قطر بفوز إسرائيل فى بطولة كأس العالم للجمباز، التي تمت إقامتها في العاصمة القطرية الدوحة.

وفي مارس الماضي، نشرت الصفحة الرسمية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية على تويتر "إسرائيل بالعربية"، مقطع فيديو يظهر فيه اللاعب الإسرائيلي "أليكس شاتيلوف"، وهو يتسلم الميدالية الذهبية، وأعقب ذلك عزف النشيد الإسرائيلي ورفع علم الاحتلال في البطولة.

وذكرت "إسرائيل بالعربية": "شاهدوا.. النشيد الإسرائيلي في قطر، رياضي الجمباز الإسرائيلي أليكس شاتيلوف، فاز اليوم بميدالية ذهبية في كأس العالم في الدوحة، قطر".

كما نشرت الصفحة صورة اللاعب الإسرائيلي بعد تسلمه الميدالية في قطر، فيما اعتبرت دولة الاحتلال، هذه الواقعة بمثابة "إنجاز كبير للرياضة الإسرائيلية"، وفقًا لما ذكرته "إسرائيل بالعربية".

ووصف أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس وزراء إسرائيل للإعلام العربي، عزف النشيد الإسرائيلي في قطر، بعد فوز اللاعب "أليكس شاتيلوف" في بطولة كأس العالم للجمباز، بأنه "مشهد مؤثر للغاية".

وقال في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع "تويتر": "تم عزف نشيدنا الوطني "هاتكفا" (الأمل) في مراسم توزيع الميداليات في بطولة العالم في الجمباز التي تقام في قطر، وذلك بعد أن فاز رياضي الجمباز الإسرائيلي أليكس شاتيلوف أمس بميدالية ذهبية.. هذا إنجاز كبير للرياضة الإسرائيلية".