رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضيحة جديدة.. تفاصيل محاولات الانشقاق بين شباب "الإرهابية" وقياداتهم

جريدة الدستور

كشفت صحيفة "ويكلي بليتز" الآسيوية، تفاصيل الانقسامات التي اشتعلت بين صفوف جماعة الإخوان في مصر، بعد هروب كبار القيادات للخارج وترك الشباب قابع في السجون.

وأضافت أن الجماعة الأم التي كانت تتخذ من مصر مقرًا لها قبل ثورة 30 يونيو، تشهد أكبر فضيحة لها، بعد مزاعم الفساد التي اتهما بها شباب الجماعة القيادات من خلال سرقة التبرعات ومؤخرًا اللامبالاه التي أبداها القيادات للمحنة التي يمر بها الشباب المسجونين في مصر.

انشقاقات داخل الجماعة
وقالت الصحيفة، إن عدد كبير من شباب الجماعة المسجونين الآن في مصر عرضوا على السلطات التخلي عن انتمائهم للجماعة ودفع تعويضات للحكومة مقابل حريتهم، ولكن لا يبدو أن مناوراتها سوف تنجح أو تقنع السلطات المصرية، إلا أن هذه الخطوة قد كشفت عن خلاف حاد وانقسامات كبيرة داخل الحركة التي تبلغ من العمر 91 عامًا.

وأشارت إلى أن هناك ما يصل إلى 1500 شاب من أعضاء الجماعة مسجونين في مصر في العديد من التهم وعلى رأسها الإرهاب والتخريب والتحريض على العنف والانضمام لجماعة محظورة، وقد وقعوا هؤلاء الشباب على عريضة لعقد مصالحة مع الحكومة مقابل التخلي عن التطرف الجماعة، وأن يسدد كل شاب 5 آلاف دولار كتعويضات لصندوق تحيا مصر.

غضب قيادات الجماعة من الشباب
وأوضحت أن الحكومة المصرية لم ترد على هذه العريضة، إلا أن هذه الخطوة أثارت غضب قيادات الجماعة التي تعيش في ترف بالخارج، وقد عبر المرشد العام الفعلي للجماعة الهارب للندن ويدعى إبراهيم منير ويبلغ من العمر 82 عامًا عن صدمته من قرار الشباب، بينما أثار وجدي غنيم الهارب لتركيا غضب الشباب أكثر عندما قال في مقطع فيديو مصور "البعض من هؤلاء الشباب يحسدنا ولا أعرف لماذا؟ فهم يقولون أننا موجودون في تركيا من أجل ركوب السيارات وأكل الشاورما وهذا ليس من شأنهم، فماذا يتوقعون منا أن نأكل الفول والطعمية".

وأكدت الصحيفة أن قيادات الجماعة أصبحوا موضع انتقاد كبير بعد أن طالبوا السجناء بمواصلة التضحية بينما هم يعيشون حياتهم المرفهة في تركيا وقطر وأوروبا، بينما يدع الشباب ثمن ما فعلوه في مصر.


وأوضحت الصحيفة أن هذا أول انشقاق جماعي كبير يضرب الجماعة، فالعادة كان الانشقاق عبارة عن أفراد، ولكن الوضع الآن بالنسبة للجماعة صعب للغاية، فالشباب يدركون الآن أنهم سيفقدون فرصة كبيرة وسينتهي بهم المطاف في السجون لسنوات طويلة جدًا بينما تنعم القيادات في الخارج، وما فعلوه ليس ندم بل هو يأس.

وتابعت أنه ليس من المتوقع أن تنتبه الحكومة لهذه المصالحات، بسبب تاريخ الإخوان الملئ بمثل هذه المصالحات، حيث خانت الجماعة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقتلوا الرئيس محمد أنور السادات، وبالتالي لا يمكن للحكومة أن تثق فيهم، فهم في النهاية سجناء ارتكبوا أعمال إرهابية وجرائم، والسبيل الوحيد للخلاص هو حل الجماعة بأكملها كما اقترح ثروت الخرباوي الزعيم الإخواني المنشق.

وأوضحت الصحيفة، أن شبكات تلفزيون الإخوان التي تبث من تركيا وقطر لا تتوقف عن انتقاد الشباب المنشقين الذين يحاولون إنقاذ ما تبقى من مستقبلهم، وقال خالد الزعفراني، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين والباحث السياسي السابق: "هناك الكثير من شباب الإخوان الذين انخدعوا بخطاب الإخوان، حيث اكتشفوا الآن أنها مجموعة تحطمت بسبب الخلافات والآن يسعون إلى المصالحة".

انهيار الإخوان
وأكدت الصحيفة أن جماعة الإخوان بدأت في الانهيار بعد أن انهارت صورة القيادات الموحدة، فالجيل القديم فقد الثقة، والجيل الشاب يأس من السجن واللامبالاة التي يتعامل بها القيادات مع محنتهم.

وأوضحت أنه وفقًا لعدد من الخبراء، يجب على المسئولين النظر في إبعاد شباب الجماعة الراغبين في الانشقاق عن القيادات التي مازالت موجودة في السجن، حتى لا تنتهي مدة السجن ويخرجون بمشاعر انتقامية جديدة من الدولة.

وكانت فضائح الجماعة قد بدأت منذ شهر يوليو الماضي، عندما كشف تسجيل مسرب من أمير بسام عضو مجلس شورى الجماعة، وقال فيه إن منير ومحمود حسين الأمين العام للجماعة اعترفا بشراء ممتلكات شخصية وسيارات من أموال التبرعات ما أدى لإجراء تحقيق داخلي أسفر عنه حل حل مجلس الشورى، وهو ما يعد ضربة قوية للجماعة ولن تنتهي الضربات عند هذا الحد.