رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. إبراهيم مجدى بطل فيلم «FOMO»: مصر أكثر الدول تطورًا فى علاج إدمان السوشيال ميديا

 إبراهيم مجدى
إبراهيم مجدى

فيلم مدته ١٧ دقيقة عرض أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال جلسة تأثير نشر الأكاذيب على الدولة فى ضوء حروب الجيل الرابع، ضمن فعاليات مؤتمر الشباب الوطنى فى دورته الثامنة، لعلاج إدمان السوشيال ميديا أو «FOMO» الفيلم نال إشادات واسعة وردود أفعال إيجابية، الدكتور إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى والأزمات بجامعة عين شمس كان هو البطل فى الفيلم، فقد مارس دور الطبيب النفسى الذى يعالج الشباب من إدمان السوشيال ميديا.

الدكتور إبراهيم كشف في حوار لـ«مجلة المصوّر»، أنه فى بداية الفيلم تعمدوا أن يحتوى على لمسة فنية أجنبية لمن يشاهده، وليس مجرد فيلم محلي، وقد تعمدنا ذلك حتى يمكننا توجيهه ونشره فى أى مكان فى العالم كفيلم مصرى لعلاج إدمان السوشيال ميديا.

 

بداية.. حدثنا عن كيفية التحضير للفيلم؟

أثناء التحضير للفيلم كانت أمامنا العديد من التحديات الخاصة بكيفية توظيف الجنسيات المختلفة المشاركة فى سياق الفيلم، وكذلك الشاب المصرى وكيفية توظيفه، فضلا عن اختيار مكان تصوير الفيلم وعرض الفيلم أمام الرئيس كان بالنسبة لى أمنية وتحققت لأننى سبق وتحدثت فى مؤتمر الشباب الأول فى شرم الشيخ أمام بعض الوزراء فى عدم وجود الرئيس وكنت حزينًا لأننى كنت أتمنى وجود الرئيس، يومها حدثنى والدى رحمه الله مشجعا لى، ومؤكدًا على العمل والمثابرة والاجتهاد وأن الله سيحقق حلمى يوما ما وهو ما تحقق بالفعل ولكن بعد رحيل والدي.

الفيلم كشف خطورة استخدام السوشيال ميديا فى الحرب النفسية.

علينا أن نوضح أن مفهوم الحرب النفسية تطور إلى عدة أشكال منها العمليات النفسية والعمليات المعلوماتية إلى الحروب السيبرانية، ومصطلح الحرب النفسية بدأ خلال الحرب العالمية الثانية، فجهاز المخابرات الإنجليزية أشهر من استخدمه فى مواجهة الألمان، لدرجة إنشاء وحدة الحروب النفسية وتبعهم بعد ذلك أمريكا، إلى أن انتشرت تلك الوحدة فى كافة أجهزة استخبارات دول العالم، وطورتها أمريكا خلال الحرب فى أفغانستان ثمتطورت أكثر أثناء حرب الخليج لتبرير غزوها على العراق أمام شعبها.

ما أسلحة الحرب النفسية الحديثة؟

تعددت أنواعها بالطبع وباتت أكثر تطورا ومنها تشكيل السخرية وهز الثقة فى الدولة وتصدير الإحباط واليأس للمواطنين وخلق صراعات داخل المجتمع فضلا عن أسلوب إثارة الفتن الطائفية.

فضلا عن ذلك استخدام السخرية السياسية لأنها تبدو صحيحة فى بعض الأحيان ودائما ما يستفيد مطلق الشائعة من بعض المعلومات عن ممن سيطلق عليه الشائعة لتدعيم موقفه وبث الإحباط واليأس والتشكيك فى بعض الأحيان.

لماذا يصدق البعض أكاذيب السوشيال ميديا؟

دائما ما تنتشر الشائعات خلال الأزمات الاقتصادية والحروب والثورات، وفى تلك الأثناء يكون الجميع متلهفا لسماع أية أخبار، والجميع يكون فى حالة عدم استقرار نفسى، وهذا ما يستغله صانعو الفتن ومن يستهدفون الدول.

كيف تؤثر السوشيال ميديا فى ترويج الشائعات؟

من قبل كانت تستخدم وسائل الإعلام الورقى والإذاعى ثم مع ظهور التليفزيون تطورت طريقة استخدامها، إلى أن ظهرت السوشيال ميديا وخاصة الفيس بوك وتويتر وانستجرام، ويتم استخدامها عن طريق استخدام بعض الجمل والمفردات أو الفيديوهات لتصوير عملية إرهابية صغيرة وتضخيمها من خلال إطلاقها على السوشيال ميديا اعتمادا على تناقلها من المستخدمين دون تدقيق، ومثال على ذلك ما حدث عندما أعلنت الجماعات الإرهابية عن إعلان ما يسمى بولاية سيناء، فسرعة السوشيال ميديا وانتشارها السريع فضلا عن عدم القدرة أو الاهتمام بملاحقتها ساعدت بشكل أكبر فى الترويج لتلك الشائعات، ولذلك نقول دائمًا إنه لمواجهة تلك الشائعات علينا استغلال السوشيال ميديا لصالحنا حيث نواجهها بنفس آلياتها لتصحيح المعلومة ونفى الشائعة أو إطلاق شائعة أكبر منها فى مواجهة مطلقها والتشكيك فى حقيقة ما يدعيه.. فالحرب عبر السوشيال ميديا لا تواجه إلا بنفس السلاح وهذا يتطلب وعيا وقدرة على المواجهة بنفس الأسلوب.

يعنى ذلك أننا نحتاج لعمل مؤسسى لمواجهة خطر الحرب النفسية؟

هذا حقيقى وبالفعل هناك وحدات للحرب النفسية تابعة للأجهزة المعنية، ولكن لابد من تشكيل وحدات للحرب النفسية الشعبية أو ما يطلق عليها كتائب إلكترونية، وهذا ليس عيبا فكافة دول العالم لديها لجان وكتائب إلكترونية متخصصة لرصد ودحض الشائعات، وفى تلك الحالة علينا 
أن نكون فى موقف المهاجم وليس رد الفعل من خلال إطلاق الشائعات فى مواجهة العدو لتدميره نفسيا، فحرب السوشيال ميديا يكسبها صاحب المبادرة

كيف تسخر التنظيمات الإرهابية السوشيال ميديا لترويج أفكارها للسيطرة على العقول والأفكار؟

علينا أن نعرف أن التنظيمات الارهابية المتطرفة الكبرى لديها مجموعات كبيرة من المتخصصين فى كافة المجالات سواء علم النفس أو الطب النفسى وعلوم الاتصالات والمعلومات لدراسة كيفية نشر الشائعات والاستفادة منها فى غسيل المخ وتجنيد الشباب للانضمام لها، بل إن تلك التنظيمات لديها شبكات من الأطباء النفسيين فى تركيا والمغرب والجزائر منتمون لهم أو أطباء مرتزقة من جنسيات أمريكية وإنجليزية، ولاؤهم لمن يدفع أكثر ويضعون لهم الأفكار، التى يروجونها وتقوم تلك التنظيمات التى تعد صنيعة أجهزة مخابرات غربية بالتنسيق مع تلك الأجهزة فى كيفية إصدارها ونشرها لبث الفرقة وهز الثقة داخل الدولة المستهدفة.

إذن.. كيف نواجه هذا الخطر؟

ليس أمامنا وسيلة سوى تقنين ساعات البقاء على وسائل التواصل بألا تزيد عن ساعة ونصف الساعة على الأكثر يوميا، أو توظيف الجلوس على السوشيال ميديا بشكل إيجابى ومفيد، لأننا لا نستطيع أن نمنع استخدام السوشيال ميديا لأننا أيضا لن نستطيع إغفال استخداماتها الإيجابية، فضلا عن كونها أصبحت إحدى أهم أدوات حروب الجيل الرابع، لذلك علينا استخدام نفس السلاح الذى نواجه به. وهذا يتطلب وعيا بدور هذه الوسيلة وأسلوب التعامل معها دون الوقوع فى فخ من يديرونها.

وهذا السؤال يجعلنى أتحدث عن الرسالة التى أراد الفيلم توصيلها للمواطنين، فدورى كطبيب تمثل فى الحديث عن مفهوم إدمان السوشيال ميديا وكيفية التعامل معه بشكل إيجابى وإلقاء الضوء على العلاج من سوء استخدام السوشيال ميديا، والحقيقة أن مصر من أكثر الدول تطورا فى علاج إدمان السوشيال ميديا وألعاب الكمبيوتر بل هناك أبحاث كبرى تمت فى هذا المجال ولكن البعض قد لا يعلم ذلك.

أيهما الأكثر تأثيرا على وسائل التواصل الاجتماعى الفيديوهات السياسية أم الاجتماعية؟

بالطبع الفيديوهات الإنسانية الأكثر اهتماما وتأثيرا، والأكثر انتشارًا وتحقيقًا لأهدافها لذلك خلقت السخرية السياسية من خلال فيديو سياسى ساخر ليضمن نسبة مشاهدة عالية، فليس هناك أحد يستطيع مشاهدة فيديو سياسي لأكثر من ١٠ دقائق، لكن مع استخدام الكوميديا والتقليد واستقطاع مقتطفات من الحديث ووضع الكوميكس الذى أصبح من أكثر الأسلحة للحروب النفسية انتشارا، يمكن أن يتحقق التأثير المطلوب ولقد شاهدنا جميعا صفحات كوميكس تقوم بنشر نعى لوفاة المعزول محمد مرسي، الأمر الذى يدفع للتساؤل عن علاقة صفحات الكوميكس أو الصفحات المتعلقة بالأمور المنزلية بالسياسة وهذا يكشف شراء الإخوان لتلك الصفحات لمعرفتهم بأهميتها فى إطلاق الشائعات وتوجيهها لأكبر عدد من المواطنين، فهم يلجأون إلى هذه الصفحات ويسيطرون عليها إما بالشراء أو سيطرة من خلال أعضاء الجماعة ويوجهونها لخدمة مخططهم.

ولذلك نجد صفحات كوميكس ونتفاعل معها لأننا لا نعرف توجهها وفى لحظة معينة نكتشف أنها إخوانية.

هذا هو الخطر فى السوشيال ميديا، أنك لا تعرف من يديرها ولا توجهها إلا بالتفاعل.

نقلا عن «مجلة المصوّر»