رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كهربائى يهشم رأس والده: عايرنى بفشلى

جريدة الدستور

- غلف الجثة فى أجولة لإخفاء الرائحة واستولى على ساعة يد و500 جنيه
- حاول خداع أجهزة التحقيق بأنه مجنون وتقرير «العباسية» يكذبه ويثبت صحته العقلية


أيدت محكمة جنايات القاهرة، الأسبوع الماضى، الحكم الصادر بمعاقبة «كهربائى» بالأشغال الشاقة المؤبدة، بعد اتهامه بقتل والده بسبب خلافات مالية بينهما، وسرقة ٥٠٠ جنيه منه.
وكشفت تفاصيل القضية رقم ١٢٤٩٣ لسنة ٢٠١٠ جنايات منشأة ناصر، عن أن المتهم «أ. ر. ع»، ٢٦ عامًا، عامل كهرباء حر، قتل والده «ر. ع. ا» عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بعدما كمن له فى المنزل منتظرًا نومه، ثم تسلل إلى جوار فراشه وانهال على رأسه بـ«شومة» أعدها خصيصًا لهذا الغرض.
وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا يفيد بتصاعد رائحة كريهة من المنزل الكائن بحارة «عثمان بن عفان» فى منطقة «منشأة ناصر» بالقاهرة، وانتقلت لمعاينة مكان الواقعة، وتبين وجود جثة المجنى عليه فى حجرة نومه بالطابق الأول فوق الأرضى، مستلقيًا على ظهره فوق سريره وفى حالة تعفن شديد.
وكشفت المعاينة عن أن حالة الجثة تظهر وقوع الحادث قبل عدة أيام من اكتشافها، وتعود لرجل فى منتصف العقد السادس من العمر، وبها كسور فى عظام الجمجمة والوجه والفك العلوى ونزيف دماغى أدى للوفاة.
وبينت التحريات أن المتهم كان دائم الخلاف مع أبيه، فعقد العزم على قتله وسرقته بعدما علم باحتفاظه بمبلغ مالى فى منزله، لذا توجه عمدًا إلى سرير المجنى عليه أثناء نومه، ووجه له ضربات من «شومة» حتى أودى بحياته، ثم سرق ساعة يده وبطاقة ائتمان ومبلغًا ماليًا يقدر بـ٥٠٠ جنيه.
وقال شهود العيان، أمام النيابة، إنهم اعتادوا سماع أصوت الشجار بين المتهم ووالده، وفى يوم الواقعة سمعوا أصوات مشاجرة عنيفة بينهما ثم هدأت الأصوات، وبعد ٣ أيام رصدوا انبعاث رائحة كريهة من المنزل، ما اضطرهم لاقتحامه فاكتشفوا جثة المجنى عليه فى غرفته.
وبمواجهته، اعترف المتهم بارتكاب الواقعة، مبينًا أن الدافع وراءها كان الانتقام من والده الذى كان يعايره بشكل دائم بسبب فشله، مع التفرقة بينه وبين إخوته، خاصة أنهم ليسوا أشقاء.
وأوضح المتهم، فى أقواله أمام النيابة، أن والده كان متعدد الزيجات التى أثمرت عن ٤ إخوة وفتاة واحدة، وأنه أمضى معظم حياته مقيمًا عند والدته فى محافظة المنوفية إلى أن اضطرته الظروف للذهاب إلى القاهرة والعيش فى منزل أبيه بحثًا عن العمل.
وذكر أن والده كان يتعامل معه بجفاء ويرفض مساعدته، ما جعله دائم السرقة منه ومن بعض الأقارب كلما مر بضائقة مالية، مبينًا أن والده كان على علم بذلك ما زاد من سوء معاملته، وتسبب فى كثير من المشاجرات.
وعن يوم الحادث، قال المتهم إنه تشاجر مع المجنى عليه بسبب عدم انتظامه فى العمل، وتصاعدت حدة الكلام بينهما، خاصة بعدما علم أن أباه خصص مبلغ ١٥ ألف جنيه للإنفاق على زواج شقيقته، مضيفًا: «عندما علمت بالمبلغ قررت الاستيلاء عليه، وبدأت البحث عنه، ولما فشلت فى العثور عليه، انتظرت والدى لمعاتبته ودارت مشادة كلامية بيننا، حتى سمعنا الجيران».
وواصل: «انتظرت والدى حتى استغرق فى نومه، ثم ضربته بالشومة عدة مرات على رأسه حتى تأكدت من وفاته، ووجدت مبلغ ٥٠٠ جنيه وكارت الفيزا الخاص به، وبعدها لفيت الجثة فى عدة أجولة وأحكمت ببعضها إغلاق الأبواب حتى لا تنتشر رائحة الجثة وغادرت المنزل».
وأشار المتهم فى التحقيقات إلى أنه أذاع فى المنطقة خبر سفر والده حتى لا يبحث أحدهم عنه، لافتًا إلى أنه اتصل بأحد أقاربه فى المنوفية، ويدعى «فتحى. أ. ع»، ٣١ عامًا، واعترف له تفصيليًا بقتل أبيه.
من جانبها، استدعت النيابة الشاهد، الذى اتصل به المتهم، واستمعت لأقواله التى أكد فيها أن المتهم اتصل به هاتفيًا وأبلغه بقتله أباه المجنى عليه، مستخدمًا فى ذلك «شومة».
وشهدت جلسات التحقيقات إصدار المتهم أصواتًا غريبة وقيامه بحركات غير طبيعية، لذا أمرت النيابة بإحالته إلى مستشفى الأمراض العقلية، لفحص حالته والتأكد من عدم معاناته من أى أمراض نفسية.
وكشف تقرير اللجنة الطبية المكلفة بالكشف على المتهم عن أنه يتسم بالانتباه والتركيز والإدراك ويعرف الخطأ من الصواب ويجيد الحكم على الأمور ويعتبر مسئولًا عما نسب إليه من اتهامات.
وأشار التقرير إلى تعذر إجراء عدد من الاختبارات النفسية على المتهم لعدم تعاونه، بالإضافة إلى توتره، مشيرًا إلى أنه كان مدركًا المكان والأشخاص ويفهم جيدًا الأسئلة الموجهة إليه، وإن كان يراوغ فى الإجابة عنها ويرد بكلمات قليلة على الأسئلة، ويجيب عن معظم الأسئلة بـ«لا أعرف».
وأكد أن المتهم ليس لديه ما يدل على وجود اضطرابات فى محتوى أو مجرى التفكير، ولا يوجد لديه أى نوع من أنواع الهلاوس، كما أنه متفاعل مع المواقف ويملك ذاكرة جيدة للأحداث، لذا يعد مسئولًا عما نسب إليه من اتهامات.