رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعوة للتسامح .. كيف يسهم الإنشاد الدينى فى التواصل الإنسانى بين الشعوب

جريدة الدستور

الفترة من 21 إلى 26 سبتمبر الجاري، تشهد انطلاقة لفعاليات إحدى المهرجانات المهمة التي تهتم بها وزارة الثقافة، إيمانًا منها بعودة دور مصر الريادي في الثقافة والفنون، فهو أحد المهرجانات التي تركز اهتمامها على فن الإنشاد الديني، الذي انطلق منذ عهد النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، وباعتباره أحد الفنون التي قد يكون الاهتمام بها كبيرًا مثل باقي الفنون الغنائية الأخرى.

"معًا نغير العالم" هو الشعار الذي تم اختياره ليمثل مهرجان "سماع" الدولي في دورته الـ11، والذي يضم 16 دولة مشاركة من جميع أنحاء العالم، هي: الهند، باكستان، اليونان، إثيوبيا، الصين، إندونيسيا، نيجيريا، السودان، اليمن، سيريلانكا، المغرب، الأردن، الجزائر، الكونغو، تونس، برئاسة الفنان انتصار عبدالفتاح، مؤسس هذا المهرجان.

في السطور التالية، "الدستور" حاورت عددًا من المنشدين الدينيين، وحدثونا عن تأثير الإنشاد على نفوس الشعوب، وكيف يمكن من خلاله أن يحل السلام النفسي والتقارب بين الشعوب، كما حرص مهرجان "سماع" على تقديم فن الإنشاد من خلاله.

حسام صقر، منشد ديني وملحن بدار الأوبرا المصرية والإذاعة والتليفزيون، ورئيس تحكيم مجال الإنشاد بالمسابقات الدولية، قال إن الإنشاد الديني هو رسالة روحية لها مفاهيم ومضمون يجب أن يصل إلى العالم كله، لكون كل المنشدين يجتمعون على المفاهيم الدينية الثابتة، فالقاعدة الروحية هي العامل المشترك بيننا، رغم اختلاف المجتمعات، إلا أن تاريخ الحضارات نجد فيها أن الإنشاد هو نقطة التماس بينها.

وأشار "صقر" لـ"الدستور"، إلى أن السيرة النبوية اجتمع عليها العالم الإسلامي للإمام "البرزنجي" مثلاً، وأنشدها كبار المنشدين المصريين سواء بالتلحين أو دون، وأخذها عنهم كبار المنشدين حول العالم على اختلاف مدارسهم، واصفًا أن الإنشاد الديني بـ"القوى الناعمة المصرية" فهي تصل لكل دولة في العالم باعتبارها سلوكًا إلى الله.

وأكد، أن الإخلاص في العمل هو سر وصول المنشد إلى قمة النجاح، فهو بذلك يتقرب إلى الله، وهو ما ننصح به دومًا الجيل الجديد، فالمنشد قادر في بضع ساعات على إيصال ما يتفوه به الخُطباء في سنوات فقط، فما يقولونه هو كلمات تدعو لحب الله ورسله وأنبيائه وأوطانهم ومجمعاتهم.

أما الدكتور أيمن عبد الهادي، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، قال في تصريحات له، إن مهرجان "سماع" يؤكد ما يفعله الفن في التقارب بين الشعوب، مشيرًا إلى أن العلاقات الثقافية الخارجية تقدم كل الدعم للمهرجان، متمنيًا أن يتألق المهرجان كعادته.

وعن فعاليات المؤتمر، عقد الفنان إنتصار عبدالفتاح مؤتمرًا بالأمس، للإعلان أن قارة إفريقيا ضيف شرف المهرجان، بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وأن فعاليات المهرجان تقام في عدة مواقع مختلفة؛ بئر يوسف بقلعة صلاح الدين الأيوبي، قبة الغوري، ساحة الهناجر، وشارع المعز.

وخلاله سيتم تكريم 5 رموز ثقافية ودينية؛ وهم: اسم الراحل الدكتور مصطفى محمود، صاحب رحلة العلم والإيمان، اسم الراحل الشيخ محمود علي البنا، والقديسة فيرينا أم الراهبات، أندرياس جياكوماكيس، والدكتورة عطا الفونسين.

أما الدكتور أحمد عادل عبدالمولى، وكيل كلية اللغات والترجمة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وكيل نقابة الإنشاد الديني والمتحدث الإعلامي، أكد أن أكبر تواصل يكون بين الشعوب هو التواصل القائم على الحب، وإذا كانت شعوبًا مؤمنة حقًا اجتمعت على حب الله ورسوله ﷺ بل رسله جميعًا.

وأضاف، أن التجربة الإنشادية المصرية خير دليل، ففي المسابقات الإنشادية يجتمع المتخصصون في الإنشاد والابتهالات الإسلامية مع أرباب التخصص في الترانيم المسيحيّة؛ لتقييم الشباب المتقدمين للإنشاد والترانيم في جو لا يجمعه سوى حب الله ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ) وأنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين.

وعن دور الإنشاد في السلام، قال "عبدالمولى"، أن الإنشاد الديني بما يشتمل عليه من ابتهالات دينية ومدائح نبوية شريفة يدعو إلى السماحة، ونبذ التطرف والعنف من خلال استثمار حالة الحب في أسمى تجلياتها ومعانيها؛ لما يتمتع به هذا الفن من ترقيق القلوب وإثارة المشاعر الجياشة في حب الله تعالى ورسوله الكريم.

وأوضح، الإنشاد لأنه ليس مقصد الجميع، فلا تجد من يؤّمه إلا أرباب القلوب الرقيقة من الصوفّية والمعتدلين، وحتى محبي الفن الغنائيّ بصفة عامة، فهو وسيلة لمحارية التطرف والإرهاب بحب الله ورسوله والتغني بهذا الحب؛ ليكون دافعًا لاتباع المنهج الصحيح، وحتى ترتقي النفوس وتسمو القلوب.