رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم عبدالمجيد: أبو الحجاج الأقصرى كان يتحدث أفضل من رفاعة الطهطاوى

جريدة الدستور

قال الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد: في الثمانينيات كنت أعيش في القاهرة وترجمت كتب كثيرة، كنت أعيش مثل الشباب، وانتقل من بيت لبيت، وضاعت الكتب ما عدا كتاب واحد هو مذكرات عبد أمريكي.

وأضاف "عبد المجيد"، خلال فعاليات مناقشة كتابه"رسائل من مصر"، تأليف الليدي دف جوردن:" وحين انتهيت من كتابة روايتي "السايكلوب" والصادرة حديثًا عن دار نشر "مسكيلياني"، واستضافتني إحدى القنوات، وطرحت علي سؤالًا، لماذا تكتئب بعد الانتهاء من الكتابة، والحقيقي أنني أكتئب فعلًا، لأنني أعيش تلك الفترة مع الشخوص، حتى الأشرار الذين نخلقهم على الورق نحبهم، وحين نفيق ونرى العالم الحقيقي الواقعي الذي ننتمي إليه يحدث ذلك الاكتئاب، وحين بدأت في ترجمة كتاب رسائل من مصر وانتهيت منه حدث لي ذلك الأمر تمامًا كما يحدث في الرواية".

وتابع عبد المجيد:" وجدت في كتاب رسائل من مصر أسرار وشخصيات غريبة وغير معروفة مثل الشيخ أبو الحجاج الأقصري، والذي وصفته بأنه كان يتحدث بأسلوب أفضل من رفاعة الطهطاوي، وأيضًا وجدت ظلمًا واقعًا على الشعب المصري في الأقصر، وشرحت الليدي من خلال الكتاب أنها بدأت تقوم بعمل أعشاب طبيعية تداوي بها بعض الأمراض فتحولت لقديسة في أعينهم، وأخذ ناس الأقصر يدعون لها في المقامات المختلفة للأولياء كما هو حال الصعيد".

وأكد عبد المجيد: "كانت الليدي تتلقى الهدايا مثل الجبن الذي يحمله أهل الأقصر على بعض الحمير، وغيرها، وكان وزوجها كان أستاذ قانون في بلدها الأصلي، وكان بيتًا مثقفًا حقيقيًا يستضيف علية القوم في انجلترا، وكان من ضيوف بيتهم تشارلز ديكنز وغيره، وكتبت فيها قصائد حب وهي في المجمل إنسانة جميلة".

وقال عبد المجيد: حين كنت أترجم الكتاب كنت أبكي تاثرًا، كانت الحياة صعبة جدًا، وهناك أشياء لا يعرفها أحد، وأظهرت الرسائل كيف أن ناس الأقصر كريمة جدًا، وأشياء كثيرة من هذا النوع، وهناك تقارن بين الأديان، والكتاب ملئ بالحكايات وظللت أبحث وقمت بعمل هوامش كبيرة، وربطت بين المواليد وغيرها، وقامت بعمل مقارنات وبدأت صحتها تتأخر".

واستطرد عبدالمجيد: "ترجمت الكتاب بسهولة رغم صعوبته، وهناك مشهد جميل تصفه "جوردن" حين ذهبت لمعبد فيلة، ورأت بنات النوبة وهن يلبسن مآزر حول وسطهن، ونظرت لاوزيريس وقبلها الإله آمون رع، الإله نفسه قبلها، وأشياء من هذا القبيل صورتها بشاعرية كبيرة".