رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باجيو



«باجيو مات واقفًا»
التعليق دا واحد من أشهر التعليقات، على واحدة من أشهر الصور، روبرتو باجيو الإيطالى صاحب «ذيل الحصان الإلهى»، زى ما أطلق عليه صحفى هناك، واقف، بعد ما سدد ضربة الجزاء الحاسمة فى نهائى كاس العالم ١٩٩٤، ووداها مطرح ما راحت كورة حسام غالى فى ماتش السوبر، فـ أنهت ركلات الترجيح بـ فوز البرازيل.
وقتها، وبـ البنالتى دا، البرازيل مش بس كسبت كاس العالم، دى كمان كسبت الانفراد بـ الرقم العالمى، لما دخلنا البنالتيات دى، كانت البرازيل عندها ٣ كاس عالم، وإيطاليا كمان عندها ٣ كاس عالم، واللى هـ يكسب منهم، هـ يبقى فى الصدارة منفردًا.
فـ يشاء السميع العليم إنهم يمشوا سوا سوا، من دور لـ دور، المجموعات لـ تمن النهائى لـ ربع النهائى، لـ نص النهائى، والقرعة ما توقعهمش فى طريق بعض، فـ يوصلوا نهائى لا ينسى. رغم إن نتيجة التعادل السلبيهى أسوأ نتيجة على الإطلاق فى عالم كرة القدم، لكن الماتش دا هو أحد الاستثناءات لـ مقولة «الكورة إجوان»، ١٢٠ دقيقة ممتعين بـ لا أهداف، منافسة بين السامبا والأتزورى، ومنافسة بين روماريو وروبرتو باجيو.
انتهى الوقت الأصلى والإضافى، وكان لازم نحتكم لـ الطريقة الأكثر معاناة، بنالتيات.
تعادل الفريقان حتى فى ضربات الترجيح، كل فريق شاط ٤ ركلات، سجل اتنين وضيع اتنين، الخامسة البرازيل بدأت وسجلت، إيطاليا جه عليها الدور، وكان روبرتو باجيو صاحب الضربة، وكان مصيرها زى ما إنت عارف.
فى إيطاليا، حيث يوجد الفاتيكان، مقر المسيحية الكاثوليكية فى العالم، كان ضياع الضربة له أبعاد تانية، وكان السؤال: لـ مين صلى باجيو قبل الضربة؟ باجيو ما صلاش لـ المسيح، باجيو صلى لـ بوذا، عشان كدا الضربة ضاعت. وبـ يقولوا: مكتوب على جدران الفاتيكان: يغفر الرب للجميع إلا روبرتو باجيو.
الواقع إن باجيو فعلا بوذى، مش بس كدا، دا واحد من أشهر المبشرين لـ البوذية، رغم إن مراته وولاده اللى فضل مخلص ليهم طول الوقت، فضلوا على المسيحية الكاثوليكية، إنما باجيو كان أصيب وهو عنده ٢٧ سنة، وشفى من الإصابة، وهو يعتقد
إنه شفى بـ فضل راهب بوذى إفريقى. فـ تحول لـ البوذية، وأنشأ لها مركز زى دار عبادة كدا، هدف المركز الدعوة لـ الديانة العتيقة. فى أوروبا، فيه حقوق إنسان، ما حدش طالب بـ إعدام باجيو، أو تطبيق عليه حد الردة، أو عقابه بـ أى شىء، هو حر، إنما أوروبا آمنت بـ دا لـ أسباب كتيرة ومعقدة، ودايما بـ يفضل «اللى فى القلب فى القلب».
غضب الطلاينة على باجيو، ما وقفش عند حد الجماهير، المدير الفنى أريجو ساكى كمان غضب عليه، وما استدعاهوش لـ المنتخب، وراح يورو ١٩٩٦ من غيره.
باجيو دافع كتير عن نفسه، وعن ديانته، عن إنه هو اللى وصل إيطاليا لـ النهائى أساسًا،
هو اللى جابهم من سلم الطيارة، فى ماتش نيجيريا تمن النهائى، بعد ما كانوا متأخرين لـ حد الدقيقة ٩٠، هو اللى أحرز الأهداف الحاسمة فى الأدوار الإقصائية كلها، وإذا كان صلى لـ بوذا، والضربة ضاعت، فـ اتنين قبله صلوا لـ المسيح، وبرضه ضرباتهم ضاعت. لكن لا حياة لمن تبرر لهم.
إنما ركلة البرازيل، مش هى الركلة الوحيدة لـ باجيو فى المونديال، أساسًا هو لعب تلات مونديالات، ٩٠ و٩٤ و٩٨، فى ٩٠ قابلوا الأرجنتين فى نص النهائى، ولعبوا ضربات ترجيح، وباجيو سدد وسجل.
فى ٩٤ كانت ضربة البرازيل، فى ٩٨ قابلوا فرنسا فى ربع النهائى، باجيو سدد وسجل لكن المشترك بين التلات مرات، إنه فى التلاتة إيطاليا اتغلبت، واتكتبت كلمة النهاية ليهم مع المونديال، دا بـ يزود الإحساس إن باجيو غير مبارك، حتى لو سجل
بـ تفضل اللعنة.
اللى زود الإحساس دا إن دا هو تاريخ إيطاليا مع البنالتيات فى المونديال، لما اعتزل باجيو، لعبوا ضربات ترجيح، كانت قصاد فرنسا فى النهائى، وكسبوا، وكسبوا بيها كاس العالم كمان، علشان يفضل استثناء الرب لـ باجيو من المغفرة راسخًا فى قلوب الإيطاليين، حتى الآن.