ألفريد فرج: لا تستسلم للإحباط.. وتحلى بالصبر

يتعلم المرء من الحياة أشياء كثيرة، ومن الصعب أن يختار من بين ما يتعلمه درسًا واحدًا ليعتبره الأفضل والأهم.
ولكنى سأزعم بطريقة جزافية أن أفضل ما علمتنى الحياة كان صنعة الصبر.
فالمرء يصادق دائمًا فى حياته لحظات الإخفاق، أو تعترض مسيرته الصعاب مما يغريه بالاستسلام للشعور بالإحباط أو بالحزن أو باليأس.
وهذا شر ما يصيب الإنسان، وقد امتحنتنى الحياة كثيرًا، ولكن أحمد الله أن المحن التى صادفتها لم تكن بالقوة بحيث تطيح بصفة الصبر والاحتمال والجلد عندى، وما لا يحطم الصبر كفيل بأن يغذيه ويقويه. وهذا ما تعلمته من امتحان الزمان، وما جعلنى دائمًا أصبر على صعوبات مهنتى، ولا أضعف أمام مفصلات الكتابة للمسرح والكتابة للقراء.
إن الطموح للإتقان والإبداع يرهق النفس والذهن، ويتطلب ذلك والانكباب على العمل والجهد والاجتهاد، وما من زاد لهذا الاجتهاد أكبر من زاد الصبر والاحتمال.
كما أن الصبر وقاية للمرء من الانفعال المتسرع، ورد الفعل المتعجل، وهى صفة هادية للمرء إلى السماحة وهدوء الطبع، واقية له من الغضب والتعصب للرأى.
فإذا كان الآخرون يرون فىّ بعضًا من هذه الخصال أو قدرًا منها، فإنى أفسرها بأن الحياة ذاتها هى التى علمتنى وأكسبتنى صفة الصبر والاحتمال، وأتمنى أن تزيدنى من زادها وأن تقينى من التفريط فيها وأن تجنبنى امتحانًا ينفد فيه صبرى.