رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإنذار الأخير يا حكومة.. والثورة مستمرة


صباح الخير يا حمزة.. صباح الخير يا كوكى.. اليوم يا حمزة نطقت الصغيرة لى لى حفيدة زوجى اسمك وقالت حمزة «بالهاء» وقالت رشا وحاتم. لى لى الجميلة الذكية بدأت تتعرف على الأسرة والعلاقات بين الأبناء والآباء والأمهات جلست لى لى على قدمى أمها وقالت لأمها «افتحى التليفزيون ـ كوكى» وكانت تقصد بذلك أنها ترى كوكى بالتليفزيون الأحفاد والحفيدات نسعد بهم كثيراً ونفرح عندما نرى ابتسامتهم وننسى بعض الهموم والأحزان بوجودهم ونرى الأمل فى مستقبلهم فالشعب المصرى يا حمزة يخوض ملحمة ثورية منذ اثنين وثلاثين شهراً ملحمة ثورية ذات أبعاد وتحديات كثيرة وكبيرة.

زمان يا حفيدى الجميل.. كان الشعب المصرى يخوض معركته من أجل الاستقلال الوطنى أمام عدو واحد وواضح وفى الزمن القريب كانت معركة ضد الغزو الفرنسى سنة 1798/ 1801 ووقف الأزهر الشريف بشيوخه وعلمائه ووقف الشعب المصرى ليخوض معركته ضد الدولة الاستعمارية الفرنسية وبعدها حملة فريزر الإنجليزية سنة 1807 فى بدايات القرن التاسع عشر وانتصر شعبنا يا حمزة وصمد وخسرت حملة فريزر ورجعوا إلى بلادهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة وكانت ثورة عرابى فى 9/9/1881 ضد الخديو لزيادة عدد الجنود فى الجيش المصرى وتشكيل مجلس شورى النواب وعزل الوزارة التى تسىء للمصريين وانتفض الشعب المصرى ضد الاحتلال الإنجليزى فى ملحمة طويلة منذ وطأت قدم الاحتلال مصر فى عام 1882 حتى خروج آخر جندى من على أرضنا فى يوم الجلاء 18 يونيو عام 1956.

أكثر من سبعين عاماً من الاحتلال يا حمزة خاض فيها الشعب المصرى معارك كثيرة وقدم دماء طاهرة وآلافا من الشهداء فى انتفاضاته عبر هذه السنين ثورة 1919 وفى 1946 خرج الطلبة والعمال ضد الاحتلال الإنجليزى وسنة 1952 حين قام الضباط الأحرار بحركتهم ضد الملك وضد الإنجليز لتحرير مصر من الإمبراطورية الاستعمارية التى لا تغرب عنها الشمس.

وتحولت يا ضى عينى حركة الضباط إلى ثورة ساندها الشعب المصرى بانحياز حركة الضباط إلى الشعب ومطالب الشعب الاجتماعية وقامت بإصلاحات لصالح فقراء الشعب المصرى آنذاك وكان ذلك على حساب كبار الملاك الإقطاعيين وحساب الاحتكارات الكبرى فى الصناعة والتجارة وبعد أقل من شهرين من ثورة 23 يوليو سنة 1952 كان قانون الإصلاح الزراعى بتحديد الملكية الزراعية للفرد والأسرة وتوزيع الأراضى الزائدة على الفلاحين فى 9/9/1952 ثم تأميم قناة السويس 1956 لنسترد قناتنا التى تم حفرها بدماء أجدادنا ونستعيد الحرية والكرامة وتصبح مصر «جمهورية» بعد القضاء على الإقطاع والملكية.

الشعب المصرى العظيم يا حمزة لا يقبل بالذل ولا الإهانة واستمر صامداً وصد العدوان الثلاثى على مصر فى أكتوبر «إسرائيل وإنجلترا وفرنسا» وبعد ذلك فى أيام مجيدة من تاريخنا حين رفض الهزيمة وخرج فى 9 و10 يونيو 1967 ليكمل ملحمة النضال ويخوض جنودنا حرب استنزاف للعدو الإسرائيلى ويسطرون بدمائهم ملحمة العبور سنة 1973 فى السادس من أكتوبر.

عارف يا حمزة.. دائماً وأبداً كنا ومازلنا وسنظل نقول إنه فى وقت الشدة يتضح المعدن الأصيل للشعب المصرى والآن وبعد مرور سنين طويلة من الحكم الاستبدادى الحكم لصالح فئة احتكارية فاسدة جمعت بين السلطة ورأس المال ازدادت ثراء على حساب ازدياد فقراء هذا الشعب وازداد مع الفقر المرض وزادت تبعية النظام الحاكم فى بدايات ما سمى بـ «سياسة الانفتاح الاقتصادى» سنة 1974.

وخضعت مصر يا حفيدى لشروط الدولة الرأسمالية الكبرى أمريكا وخضعت لشروط البنك الدولى وصندوق النقد الدولى الاقتصادية وتحولت البلاد من بلاد منتجة فى الزراعة والصناعة إلى بلاد تعتمد على السوق المفتوحة التى حولت بلادنا إلى بلاد تصدر ثرواتها إلى الدول الرأسمالية الكبرى وتستورد كل السلع من هذه الدول ثم ارتبطت مصر من خلال اتفاقياتها مع البنك الدولى وصندوق النقد الدولى لسياسات خضخصة الخدمات فى الصحة والتعليم وخصخصة المرافق فى المياه والكهرباء والصرف الصحى وأصبحنا فى ذيل بلاد العالم فى النمو والتنمية.

ليس هذا فحسب لكن أصبحت سياسة الطبقة الحاكمة المصرية خاضعة للدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا التى تشترط دائماً على هذه الحكومات العربية وعلى رأسها مصر «أمن الكيان الصهيونى».

وازداد غليان الشعب المصرى وفى عام 1977 قامت انتفاضة الشعب المصرى ضد الغلاء وارتفاع الأسعار واستمرت نضالات الشعب، نضالات اجتماعية للفلاحين والعمال لتحسين أحوال معيشتهم ونضالات الأحزاب والمثقفين ضد التبعية وضد القيود المفروضة على الحريات. قاطعتنى رشا.. ماما «ما هذا الهدوء؟» حمزة ينصت إليكى بكل هدوء ماذا تقولين له وعن أى شىء تحكين؟ أحكى عن ملحمة نضال الشعب المصرى وأقول له إنه منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن الشعب مستمر تصيبه فترات من الإحباط أحياناً واليأس أحياناً لكنه مصمم على الاستمرار فى ثورته ليحقق جميع أهدافها فالشعب العظيم الذى أطاح بنظام المخلوع الفاسد التابع المستبد فى يناير 2011 وخرج ليستكمل ثورته ويصحح مسارها فى 30 يونيو 2013 وأطاح بنظام الإخوان التابع المستبد الدموى الإرهابى المتاجر بالدين هذا الشعب لن يغمض له جفن ولن يرجع إلى بيته قبل أن يحقق العدالة الاجتماعية والكرامة والقصاص العادل لشهدائه.

إنه «الإنذار الأخير يا حكومة» الشعب يغلى يجد أن كل الحكومات المتعاقبة منذ سقوط نظام المخلوع فى 11 فبراير 2011 وحتى اليوم نفس السياسات التى لا تقدم ولا تؤخر والتى تعمل لصالح الكبار الأغنياء على حساب الصغار الفقراء، وإذا استمرت سياستكم هذه فعليكم الاستعداد لموجة الثورة الثالثة ثورة الفقراء والجياع ثورة القصاص العادل والراتب العادل.. والثورة مستمرة والحكم العادل.

■ ناشطة سياسية