رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريدة عثمان: حصدت «برونزية العالم » رغم مرضى.. وأعد بإنجاز فى طوكيو

جريدة الدستور

متفائلة بزيادة الاهتمام بالرياضات الفردية فى الفترة الأخيرة والتدريب طريقى بعد الاعتزال
تعلمت السباحة «عشان المصيف» وأولى بطولاتى فى سن 11 وأتدرب 10 مرات أسبوعيًا


«فريدة عثمان».. اسم لمع فى السنوات الماضية بعدما تألقت صاحبته فى عدد من بطولات السباحة العالمية، ووقفت على منصات التتويج محرزة العديد من الميداليات، آخرها برونزية بطولة العالم، التى أقيمت فى كوريا الجنوبية، الشهر الماضى.
«الدستور» حاورت «فريدة» بعد عودتها إلى مصر، وتحدثت معها حول إنجازها الكبير فى بطولة العالم التى خاضتها وحصدت فيها الميدالية البرونزية رغم حالتها الصحية السيئة، بالإضافة إلى استعداداتها لخوض دورة الألعاب الإفريقية، المقررة فى المغرب خلال الفترة من ١٩ حتى ٣١ أغسطس الجارى، وكذلك تحضيراتها لخوض أوليمبياد طوكيو ٢٠٢٠.


■ بداية.. كيف استقبلت لحظة التتويج ببرونزية بطولة العالم للألعاب المائية فى كوريا الجنوبية؟
- كانت لحظة لا تنسى، فمنذ شاهدت الزمن الخاص بى فى سباق «٥٠ متر فراشة» شعرت بسعادة بالغة، وأن الله لم يضع مجهودى فى السنوات الماضية، وأحسست بالفخر بنفسى، خاصة أنى لم أكن فى أفضل حالاتى الصحية فى هذه البطولة.
■ ما طبيعة الأزمة الصحية التى تعرضت لها خلال خوض منافسات البطولة؟
- أثناء المشاركة فى البطولة، كنت أستعد لخوض سباق «٥٠ متر حرة»، لكنى شعرت فجأة بأننى لست على ما يرام، وأعانى من اضطراب فى ضغط الدم، ولا أستطيع التنفس أو تناول الطعام، فتوجهت للمستشفى وخضعت للعلاج حتى الثالثة فجرًا، وكان مقررًا أن أخوض السباق فى السابعة صباحًا.
قررت وقتها ألا أعتذر عن السباق انتظارًا لتحسن حالتى الصحية، لكن مدربى الشخصى ومدرب منتخب السباحة فضلا عدم مشاركتى فى هذا السباق، وطلبا التركيز فى نهائيات سباق «٥٠ متر فراشة»، الذى كان مقررًا مساء نفس اليوم، وهو ما حدث بالفعل.
■ ألم تفكرى فى الاعتذار عن عدم استكمال البطولة بسبب أزمتك الصحية؟
- على العكس، كنت أرغب فى خوض منافسات سباق «٥٠ متر حرة» الذى اعتذرت فى النهاية عنه، كما قلت، لأنى كنت أتوقع أن أحقق فيه رقمًا جيدًا، كما أنى لم أفكر لحظة فى ترك سباق «٥٠ متر فراشة» الذى حققت فيه الميدالية البرونزية، رغم حالتى الصحية وعدم حصولى على كفايتى من النوم.
وقتها قررت التحرر من جميع الضغوط والتوترات ثم خضت السباق وقلت لنفسى: «سأفعل ما علىّ وأترك الباقى على الله».
■ برونزية المونديال إنجاز كبير لأى رياضى.. لكن ما الإنجاز الذى تعتبرينه الأروع فى مسيرتك؟
- أروع إنجاز بالنسبة لى كان فى بطولة العالم ٢٠١٧ بدولة المجر، فوقتها كنت لا أزال أصغر سنًا، ولم يكن من المتوقع أن أحصد ميدالية، لكن الإنجاز تحقق بالتتويج بالبرونزية، لأصبح أول مصرية تحصد ميدالية فى بطولة عالم، وهو ما مثل نقلة كبيرة فى حياتى، لأنه جعل الناس تعرف اسم فريدة عثمان فى لعبة السباحة.
■ لماذا اخترت ممارسة رياضة السباحة تحديدًا؟
- أعشقها منذ طفولتى وأمارسها منذ نحو ١٣ عامًا، وتعلمتها حتى أستطيع السباحة مع عائلتى فى المصيف، وبعدها قررت ممارستها كرياضة وخضت أولى بطولاتى فى سن ١١ عامًا فقط، وذلك رغم أنها لعبة مكلفة جدًا، فملابس التدريب غالية الثمن مقارنة بغيرها، واللاعب يحتاج بشكل مستمر لمعسكرات خارجية واحتكاك، بالإضافة إلى التدريب ٩ أو ١٠ مرات فى الأسبوع ولمدة لا تقل عن ساعتين فى التدريب الواحد.
كل ذلك دفعنى للتوقف عن ممارستها لفترة قصيرة، والتوجه لـ«السباحة التوقيعية»، لكنى عدت إليها لأنى أعشق المنافسة والتحدى وأبحث دائمًا عن الفوز والتتويج وتحقيق طموحاتى، وهو ما تتسم به السباحة التى تعد لعبة تتغير فيها الأرقام والتصنيفات كل لحظة، كما أن المدربين كانوا يرون أنى سأكون سباحة محترفة فى المستقبل، وهو ما تحقق بالفعل.
■ ما البطولات التى تستعدين لخوضها فى الفترة المقبلة؟
- أستعد لتمثيل مصر فى دورة الألعاب الإفريقية بالمغرب، خلال الشهر الجارى، وبعدها أعود للولايات المتحدة للتدريب والمشاركة فى بعض البطولات للإعداد لخوض أوليمبياد طوكيو ٢٠٢٠، وأتمنى أن يكون التوفيق حليفى فى البطولات المقبلة، لأنى لن أقبل بأى تراجع فى خطواتى، بل أسعى دائمًا لمواصلة التقدم.
الحمد لله نجحت فى حصد برونزية بطولة العالم الأخيرة، وأرجو وأسعى وأعد بتحقيق إنجاز فى الأوليمبياد، رغم أن السباحة لعبة صعبة للغاية والمنافسات فيها تكون حول صناعة فارق أقل من الثانية، وهو ما يجعلها تزداد صعوبة بمرور الوقت.
■ لماذا تخوضين التدريبات فى الولايات المتحدة وليس مصر؟
- طرق التدريب والإمكانيات والمنافسات واللاعبين كلها ترجح كفة الولايات المتحدة، باعتبارها واحدة من الدول الأكثر تقدمًا فى هذه اللعبة، لكنى أشعر بالتفاؤل تجاه ما توليه مصر حاليًا من رعاية للرياضات الفردية فى الفترة الأخيرة، وهو ما لمسته بنفسى فى اهتمام المسئولين وتواصلهم مع الأبطال، لذا أعتقد أننا مؤهلون للوصول إلى مستوى قريب من الولايات المتحدة، فى ظل الدعم الذى أصبح قويًا وظاهرًا ومناسبًا لصناعة أبطال فى هذه الألعاب.
■ لماذا يحقق أبطال مصر ميداليات فى البطولات المختلفة أكثر من الأوليمبياد؟
- لأن منافسات الأوليمبياد تكون أصعب وأقوى وكل الفرق تستعد لها لمدة لا تقل عن ٤ سنوات، لذا لا ينجح فيها إلا من بدأ التحضير مبكرًا جدًا، وهو ما لا يتوافر حاليًا فى مصر.
■ بعيدًا عن السباحة.. ما هواياتك الأخرى؟
- منذ طفولتى أعشق السباحة، لكن أهم هواياتى هى السفر لأنى أجد متعة كبيرة فى زيارة الدول المختلفة والتعرف على ثقافات شعوبها وكيفية معيشتهم وأكلاتهم المفضلة وغير ذلك، وأعتقد أن السباحة حققت لى ذلك، لأنها جعلتنى أسافر إلى كثير من البلدان للعب فى البطولات المختلفة.
■ إذا قررت اعتزال السباحة فهل ستتوجهين للعمل الإدارى أم إلى التدريب؟
- أميل أكثر لاحتراف التدريب، وأتمنى أن أكون مدربة سباحة، لكون ذلك يمكننى من نقل تجربتى للنشء والأجيال القادمة من السباحين.
■ ما الرسالة التى تحبين توجيهها فى النهاية؟
- أتوجه بالشكر لكل عائلتى التى دعمتنى ومرت بالكثير من الظروف الصعبة منذ بداية مشوارى، كما أشكر مدربى الخاص ومديرى أعمالى والجهات الراعية، وأقول لهم إنى أعمل بقوة من أجل اللحظة التى أرفع فيها علم بلادى فى الأوليمبياد لإسعاد الجمهور المصرى فى كل مكان.
وأود أن أشكر هذا الجمهور وأقول إنى بحاجة لدعواتكم ودعمكم من أجل الاستمرار، كما أنى لم أكن لأحقق أى شىء لولاكم، وأرجو استمراركم فى دعم وتشجيع جميع أبطال الألعاب الفردية، وبإذن الله سأبذل قصارى جهدى حتى أشرف مصر فى أوليمبياد طوكيو ٢٠٢٠.