رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اكتئاب عيد الميلاد».. لماذا يكره البعض ذكرى مولدهم؟

جريدة الدستور

يمثل الاحتفال بيوم الميلاد ذكرى طيبة بالنسبة للغالبية من الأشخاص، وقد تكون فرصة لتلقى المعايدات والدعوات الإيجابية التي تبقى في الذاكرة حتى العام الجديد، وقد تمثل للآخرين مناسبة للتجمع مع الأصدقاء أو المحبين؛ لكن الأمر لايسير هكذا دائمًا، فعلى الجانب الآخر يكره البعض يوم ميلاده، ويمر على أحدهم بثقل مهما احتفل به المحيطون أو أحاطوه بالهدايا والدعوات.

وقام علماء من جامعة "كامبريدج" البريطانية بتجربة وجدوا فيها أن 90% من المشاركين بالدراسة، لا يحبون الإحتفال بيوم ميلادهم، وأشار القائمين على الدراسة، إلى أن السبب يرجع إلى خوف الأشخاص من التقدم بالعمر، الأمر الذى يتسبب فى عدم الشعور بالفرح عند إقامة حفلة عيد الميلاد فى العمل أو بالمنزل.
أجريت الدراسة على أكثر من 100 ألف شخص من مختلف الأعمار، حيث وجهت لهم أسئلة بخصوص الاحتفال بأعياد الميلاد، وأظهرت النتائج أن أكثر من 90% من المشاركين فى الدراسة، معظمهم من الرجال، لايحبون أن يقام لهم حفل عيد الميلاد، سواء بالمنزل أو العمل.

فيما أوضح الدكتور أحمد هلال، استشارى الطب النفسى، أن الرجال لا يحبون أن يقام لهم حفلات أعياد الميلاد، على عكس النساء، مشيرًا إلى أن السبب يرجع إلى خشية الأشخاص من التقدم فى العمر، الأمر الذى يتحول الى اضطراب نفسى، قد يؤثر عليهم على المدى البعيد.

وتابع، إن الإجهاد بالإضافة إلى الشعور الدائم بالقلق والتوتر، من الأمور التى تزيد من رفض هؤلاء الأشخاص إقامة الاحتفالات حتى ولو كانت تخصهم؛ ونصح استشارى الطب النفسى هؤلاء الأشخاص بضرورة تقبل الحياة، والإستمتاع بالعطلات، والتنزه وإقامة الحفلات، مؤكدًا أن ذلك يساعد فى تخفيض التوتر والإجهاد، ويزيد من الإنتاجية فى العمل.

وتوضح دكتورة إيناس ثروت، استشارى الطب النفسي، أن هناك سبب آخر يقف وراء كراهية البعض لأعياد ميلادهم، بسبب طبيعتهم الإنطوائية التى تجعلهم لا يحبون أن يكونوا محطًا لأنظار المحيطين، أو لحديثهم، ما يكلفهم جهدًا مضاعفًا لمرور هذا اليوم عليهم دون مشاكل أو خلاف مع أحد.

وتوضح "ثروت" أن هذا اليوم قد يمثل كابوس يصل حد الفوبيا لمن لديهم ذكرى سيئة معه، أو حادث معين أفقدهم عزيز لديهم، ومع ذلك تنصح الاستشاري النفسي بمحاولة الاستمتاع باللحظة الحالية دون النظر إلى الماضي أو المستقبل، من خلال الاندماج مع الآخرين في كل المناسبات.