رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تنشر 10 اعترافات خطيرة للقائم بأعمال السفير الأمريكي عن مصر

جريدة الدستور

توماس جولدبرجر: سيناء للمصريين ولا علاقة لها بـ"صفقة القرن"
مقترح «الناتو العربي» يهدف لوقف التوسع الإيراني في المنطقة
أعمال تركيا في المياه القبرصية "استفزازية" وسنتصدى لها
قطر لازالت تعدم الإرهاب ماديا
شركات أمريكية تتطلع لفتح فروع في مصر بعد نجاح خطة الإصلاح الاقتصادي


أقامت السفارة الأمريكية بالقاهرة "مائدة مستديرة" مع عدد من الإعلاميين للحديث عن موقف الولايات المتحدة تجاه مجموعة مختلفة من القضايا، على رأسها العلاقات بين واشنطن والقاهرة والتوترات بمنطقة الشرق الأوسط وموقف الإدارة من النظام الإيراني وتفاصيل خطة التسوية المعروفة باسم "صفقة القرن".
وأوضح توماس جولدبرجر، القائم بأعمال السفير الأمريكي في القاهرة، أن المائدة تهدف لتوضيح عدد من النقاط وتفنيد بعض المعلومات المغلوطة التي نشرتها عدة تقارير عربية وأجنبية تجاه عدة قضايا، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تستهدف إزالة الفهم الخاطيء لعدد من سياساتها والوصول لمرحلة الوضوح والشفافية.


متحالفون مع مصر .. وإعلان "الإخوان" جماعة إرهابية فور انتهاء الإجراءات القانونية
شهدت المائدة المستديرة التي أقامتها السفارة الأمريكية بالقاهرة تناولا لطبيعة العلاقات الأمريكية - المصرية في المرحلة الحالية، وقال توماس جولدبرجر، القائم بأعمال السفير الأمريكي، إن العلاقات وصلت خلال الفترة الحالية إلى درجة التحالف على كافة المستويات.
وأضاف: " لدينا علاقات مشتركة في مجال الأمن والتعاون العسكري، وحجم التجارة ازداد بصورة ملحوظة جداً، وأيضا العلاقات الثقافية جيدة جدا، ولدينا علاقات ثنائية علي أعلي مستوي بين الرئيسين الأمريكي والمصري، وعندما التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس دونالد ترامب في أبريل الماضي في واشنطن كان لقاء مثمراً جداً".
وأوضح "جولدبرجر" أن قوة العلاقات الأمريكية - المصرية تنبع من التفاهم في عدة قضايا، فضلاً عن وجود العديد من سبل التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن خطة الإصلاح الاقتصادي التي تتبعها القاهرة ناجحة جداً وبدأت نتائجها تتحق بالفعل، ما جعل العديد من الشركات الأمريكية تتطلع لفتح فروع لها في مصر.
وعن تصنيف جماعة "الإخوان" إرهابية، كشف القائم بالأعمال أن واشنطن تجري مباحثاتها حول الأمر وتدرسه جيداً، وقال: " لا أعتقد أن أحداً يمكن أن يصف الولايات المتحدة بأنها ليست قوية أو حازمة بما يكفي للتصدي للإرهاب، خاصة عندما يتعلق الأمر بخسارة أرواح الأبرياء كما يحدث هنا في مصر ومعاناة من يفقدون أرواحهم".
وأضاف: "في هذا الوقت، نحن نعمل وننسق مع مصر في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن من جميع الجهات".
واستطرد: "أعتقد أن مصر أكثر دولة تضررت واكتوت بنار الإرهاب في السنوات الماضية، ونحن ننظر حاليا في أمر الجماعات المسئولة عن هذا الارهاب، ولدينا إجراءات وعمليات قانونية بهذا الصدد في الولايات المتحدة لمحاسبة المتسبب في هذه الأنشطة، وبمجرد الإنتهاء من الإجراءات ستوضع جماعة "الإخوان" علي قائمة الجماعات الإرهابية".
وعن احتمالات تأثر العلاقات الأمريكية - المصرية حال فوز الديمقراطيين بالانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020، قال "جولدبرجر": "لا أعرف تحديداً، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث في المستقبل، لكن هناك روابط كبيرة وعلاقات قوية بين مصر وأمريكا تدفعهم للاستمرار في علاقات جيدة وفعالة، وهذا يرتبط بسياسة الولايات المتحدة التي لا ترتبط بهوية الحكام أو الأشخاص".
وعن ملف الأمن المائي المصري، أوضح "جولدبرجر" أن واشنطن تتفهم أهمية هذا الملف، وتأمل في وصول الأطراف الثلاثة ( مصر والسودان وأثيوبيا) إلى تفاهم واتفاق حول مياه النيل بما يضمن حقوق الجميع.

إدارة ترامب لا تهدف للحرب مع إيران بل وقف تهديداتها للمنطقة.. وعقوبات على تركيا بسبب " S 400"
تطرق القائم بالأعمال الأمريكي خلال حديثه بالمائدة المستديرة عن عدد من الملفات الساخنة في الشرق الأوسط، أولها التوتر في منطقة الخليج، وقال إن السياسة الأمريكية الحالية هي "سياسة سلمية" موضحا أن إدارة "ترامب" لا تريد استخدام الحل العسكري وإنما الطرق السلمية المرتكزة على التفاوض للوصول إلى حلول تؤدي لاستقرار الشرق الأوسط.
وشدد على أن واشنطن لا تريد الدخول في حرب عسكرية أو مواجهة موسعة مع إيران، لكنها تريد أن توقف طهران نشاطها النووي وألا تتحول لدولة نووية وألا تشكل تهديداً لجيرانها في المنطقة.
وأوضح أن التهديدات الإيرانية طالت كل من ليبيا وسوريا واليمن، وتسببت بضرر كبير في هذه الدول، لافتا إلى أن استخدام واشنطن لسلاح العقوبات الاقتصادية على طهران جاء بهدف إيقاف نشاطها الذي يهدد استقرار المنطقة.
وعن آخر التطورات في علاقة أمريكا بتركيا، قال " جولدبرجر" إن الولايات المتحدة سيكون لها موقف من تركيا بعد شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية " S 400"، موضحا أن القانون الأمريكي يفرض عقوبات على الدول التي تشتري أسلحة من روسيا.
وأضاف: "سيتم فرض عقوبات على تركيا بسبب شراءها منظومة " S 400" لما سيسببه ذلك من إخلال بالنظام في المنطقة، كما أن امتلاك أنقرة لهذا السلاح يضر أيضاً بشركائها في حلف "الناتو" ويعد إخلالا للميزان العسكري".
وأكد: "واشنطن ستتصدى للأنشطة التركية، ونحن ندرس الآن ما الاجراءات التي سوف نتخذها إزاء استيراد تركيا لأسلحة من روسيا"، لافتا إلى أن واشنطن احتجت الأسبوع الماضي علي تنقيب تركيا عن الغاز في المياه الإقليمية القبرصية.
ووصف "جولدبرجر" هذه العملية بأنها "استفزازية"، وأضاف: "طلبنا من تركيا أن تتوقف عن هذه الأفعال وتصريحاتنا في هذا الصدد موثقة ويمكن الرجوع إليها".
وعن الأوضاع في السودان وليبيا ومدي التعاون بين واشنطن والقاهرة في الملفين قال: " لدينا تنسيق دبلوماسي وثيق مع مصر، ومبعوث أمريكي خاص للسودان كان في القاهرة منذ 10 أيام وسيعود لمصر قريباً".
وأضاف أن واشنطن ترى ضرورة الانتقال السلمي للسلطة في السودان وترغب في الوصول للتهدئة من أجل تحقيق الاستقرار.
وتابع: " أما عن ليبيا فنعمل بشكل ثنائي مع مصر، ونشاركها نفس المنظور والرغبة مشتركة في الحل السلمي وليس العسكري علي الإطلاق".
وحول الموقف الأمريكي من دولة قطر ودعمها للإرهاب، أكد القائم بأعمال السفير الأمريكي أن واشنطن لم تغير موقفها من الدوحة وأنها لازالت تراها "دولة تدعم الإرهاب مادياً"، مشيرًا إلى أنها "تضغط عليها لإيقاف هذا الدعم"، خاصة أن الدوحة اتخذت بالفعل بعض الإجراءات بهذا الصدد لكن واشنطن لازالت تنتظر منها المزيد.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة للغاز من الخليج العربي وأن الولايات المتحدة لديها الغاز الخاص بها الآن ولكنها تريد الاستقرار من الشرق الأوسط.
وعن مقترح "الناتو العربي" الذي دعت الولايات المتحدة إلى تشكيله، قال: "في إطار العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين دول المنطقة وأمريكا تبرز أهمية التنسيق السياسي أيضا مع حلفائنا وأصدقائنا، وهو ما نقوم به العمل حالياً".
وأوضح أن حلف "الشرق الأوسط الأمني" المقترح يضم دول مجلس التعاون الخليجي الـ 6 مع الأردن ومصر والولايات المتحدة، على أن يربط بينهم تنسيق أمني عسكري على أعلي مستوي تتلخص أهدافه في محاربة التوسع الإيراني في المنطقة.
وأضاف: " الناتو العربي مازال في مرحلة العمل والتأطير والمباحثات والتفاهمات مازالت جارية وسينتج عنها قريباً تصور واضح للحلف ولأهدافه ودوره المرتقب في المنطقة العمل وكذلك شكل التنسيق والتعاون الذي يمكن العمل من خلاله".
"صفقة القرن" تطرح قريبا في مسودة من 60 صفحة.. ولن تفرض حلولا على أطراف الصراع

تطرقت المائدة المستديرة للنقاش حول آخر تطورات الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأوضح القائم بأعمال السفير الأمريكي أن الرئيس ترامب منذ مجيئه التزامه بإيجاد حل لإنهاء هذا الصراع، ما دعاه لتكوين فريق عمل مصغر لإجراء مشاورات مكثفة مع دول المنطقة للتوصل إلى حل.
وأضاف: "الرئيس ترامب يحاول إيجاد حلول للمشكلات العالقة منذ فترة طويلة، رغم المحاولات الكثيرة التي جرت لحلها من داخل وخارج المنطقة وعدم توصلها لحلول جذرية حتي الآن، لكننا تعلمنا من تجارب سابقة حدثت في هذا الموضوع".
وكشف أن القائمين على الخطة هم مجموعة متميزة من العاملين بالإدارة الأمريكية ويتراوح عددهم بين 10 و20 شخصا، منوها إلى أنهم وضعوا خطتهم وفقاً لمعلومات تم جمعها من عدة مصادر دولية.
وشدد "جولدبرجر" على أن "صفقة القرن" المرتقبة لن تفرض شيئاً على أي جهة، لكنها ستضمن الحفاظ على أمن إسرائيل وحياة أفضل للفلسطينيين في إطار العمل على تحقيق الآمال والتطلعات الاقتصادية عند الفلسطينيين من خلال مسودة من 60 صفحة لم تنشر بعد.
وتابع: " هذه المسودة ستحقق تطلعات الفلسطينيين والأمن لإسرائيل، وبالتالي يحدث الاستقرار في المنطقة بأكملها، ودور واشنطن ليس فرض الحلول على أطراف الصراع وإنما طرح الرؤي ومن المهم النظر إلي المكاسب التي يمكن أن تحققها هذه الخطة".
وأوضح أن خطة التسوية ستكون أساسا جيدا لمفاوضات ناجحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما فيها من نقاط سلبية وايجابية تحتمل المناقشة، مشيرًا إلى أن مسودتها تعد بمثابة وثيقة متكاملة تحمل أفكارا وأطروحات للقضية الفلسطينية – الإسرائيلية، وتتضمن مشروعات اقتصادية كبيرة وخطط تنموية تساعد في تنمية وضع الفلسطينيين الاقتصادي.
واعتبر "جولدبرجر" أن السلطة الفسطينية أخطأت بشكل كبير بمقاطعة "ورشة البحرين" ووصف ذلك بأنه جاء "دون مبرر"، داعياً إلى عدم رفض الخطة قبل عرضها رسمياً وقرائتها وفهمها بدقة.
وختم بقوله: " طرح صفقة القرن سيكون قريباً"، واصفا إياها بأنها "مبادرة سلام تقدم مكاسب اقتصادية كبيرة للفلسطينيين، ويجب على المراقبون قراءتها بدقة شديدة لفهمها وفهم كافة جوانبها".
وعن الشائعات المتعلقة بتنفيذ بعض المشروعات الخاصة بالفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء في إطار الصفقة، شدد القائم بالأعمال الأمريكي على أن الإدارة نفت الأمر رسمياً من قبل عدة مرات.
وقال: " من غير المنتظر قيام مشروعات على أراضي سيناء ليستفيد منها الفلسطينيون، فسيناء للمصريين والمشاريع التي تقام على أرضها يستفيد منها المصريون فقط، أما المشاريع التي ستقام على الأراضي الفلسطينية فسيستفيد منها الفلسطينيون".