رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير الفلسطينى: الموقف المصرى تجاه القضية راسخ.. والقاهرة ترفض أى انتزاع لحقوقنا التاريخية

السفير الفلسطينى
السفير الفلسطينى

- مصر الراعى الأصيل والوحيد للمصالحة الوطنية.. وهى تعد رؤية متكاملة لإنهاء الانقسام

- لا نفهم شيئًا من خطة السلام الأمريكية ولن يُجبرنا أحد على القبول

- لم نفوض أحدًا للتحدث باسمنا ونثق فى الدور العربى الداعم لنا

- السعودية أكثر الدول التزامًا بدعمنا ماليًا والحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد السلام

شدد السفير دياب اللوح، سفير فلسطين بالقاهرة، على رفض السلطة الفلسطينية الكامل خطة التسوية الأمريكية المعروفة باسم «صفقة القرن» لكونها تحاول القفز على أحلام الفلسطينيين فى إنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، معتبرًا أن «مسلسل كوشنر»- على حد وصفه- غير مفهوم ويفتقر لكثير من الحلقات، وذلك فى إشارة إلى الخطة التى يعمل عليها جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

وقال السفير الفلسطينى، فى حواره مع «الدستور»، إن «مؤتمر البحرين» الذى انعقد نهاية الشهر الماضى لم يكن أكثر من «ورشة استماع»، لذا لم يسفر عن أى نتائج، مؤكدًا أن مشاركة بعض الدول فى المؤتمر ليس لها أى تأثير على علاقتها بالفلسطينيين الذين يعلمون جيدًا مواقف الدول الشقيقة الداعمة لحقوقهم.
وأشاد بالموقف المصرى من القضية الذى يعد موقفًا تاريخيًا ثابتًا وصارمًا تجاه أى مخطط لانتزاع الحقوق الفلسطينية، مشيدًا بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى دعم المصالحة الفلسطينية ووضع حد للعدوان الإسرائيلى على غزة أكثر من مرة.

■ بداية.. انعقد مؤخرًا مؤتمر البحرين للإعلان عن «الشق الاقتصادى» لصفقة القرن الأمريكية.. لماذا لم يحضر الفلسطينيون هذا المؤتمر؟
- موقفنا من هذا المؤتمر أعلناه قبل انعقاده، وقلنا إننا نعارضه جملةً وتفصيلًا ونرفض حضوره، لأننا ببساطة نرى أنه يمثل قفزًا على حلم الفلسطينيين المتمثل فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى بجميع أشكاله العسكرية والاستيطانية لأرضنا المحتلة وعاصمتها القدس.
■ ألم يكن ممكنًا أن يسهم «مؤتمر البحرين» فى «حلحلة» القضية وإعادتها لتصدر أجندة الاهتمامات الدولية؟
- الجميع يعرف مطالبنا الأساسية والتاريخية التى يقرها القانون الدولى وتدعمها القرارات الأممية ذات الصلة، لذا فالحل يجب أن يكون سياسيًا فى المقام الأول وليس مجرد وعود اقتصادية.
ومن جهتى لا أعلم كيف يمكن «حلحلة» القضية عن طريق إغفال قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ «الأرض مقابل السلام» وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام ورؤية الرئيس محمود عباس أبومازن التى تقدم بها لمجلس الأمن فى فبراير ٢٠١٨.
وأى تحرك حقيقى لا يمكن أن يكون بمعزل عن كل هذه الخطوات التاريخية التى يجب أن نبنى عليها، لا أن نسير عكسها، لذا كان من الضرورى ألا نكون جزءًا مما يسمى «ورشة البحرين» التى أرادت القفز على كل ثوابت الحل السياسى واستبدلت مبدأ «الأرض مقابل السلام» بمبدأ «السلام مقابل الازدهار والحلول الاقتصادية»، لذا عارضناها ونعارض كل ما يبنى عليها.
■ لماذا ترفضون الحديث حتى عن الطرح الاقتصادى فى خطة السلام الأمريكية؟
- الاحتلال يسرق منا سنويًا مليارات الدولارات، وآخرها عدم تسليم أموال الضرائب الفلسطينية التى تقدر بحوالى ٢٠٠ مليون دولار شهريًا واقتطاع مخصصات ورواتب الأسرى من هذه المخصصات ومبالغ أخرى لصالح مستشفيات وشركات كهرباء ومياه. وما نرغب فيه هو إنهاء هذا الاحتلال، فنحن قادرون على حل مشاكلنا الاقتصادية.
ونحن ملتزمون بالمبادرة العربية للسلام، التى تتمثل فى عقد مؤتمر دولى للسلام فى الشرق الأوسط تحت رعاية الأمم المتحدة وفق آلية متعددة الأطراف، على غرار مؤتمر باريس لكن بشكل موسع، تشارك فيه الدول أعضاء مجلس الأمن، للمباشرة فى مفاوضات جدية ذات مصداقية فى سقف زمنى محدد، تهدف فى النهاية إلى توفير ضمانات دولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وحماية الشعب الفلسطينى من بطش الآلة الاحتلالية.
■ ألم يعارض الشعب الفلسطينى الذى يعانى من أزمات اقتصادية هذا التوجه لدى السلطة؟
- المواطن الفلسطينى لديه وعى تام بما يجرى، ويعلم أننا نريد إنهاء الاحتلال وعودة دولتنا وعاصمتها القدس، وعندئذ ستكون لدينا الإمكانيات لبناء اقتصاد وطنى مستقل، يندمج بالاقتصاد الإقليمى والدولى، وفق الاتفاقيات والنظم المعمول بها بين الدول.
■ هل اطلعتم على نتائج «مؤتمر البحرين» بعد انتهائه؟
- لا، فلا نتائج من الأساس كى يتم إطلاعنا عليها، والمؤتمر كان مجرد ورشة وصفتها وسائل الإعلام العربية والأمريكية بأنها فاشلة بامتياز ولم يتمخض عنها أى شىء، فهى لم تكن أكثر من ورشة للاستماع للشرح الدراماتيكى لجاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ البداية وحتى النهاية.
■ كيف نظرتم للمشاركة العربية فى هذه الورشة؟
- تربطنا علاقات طيبة مع جميع الدول الشقيقة، وأؤكد أن مشاركة بعضها فى المؤتمر لن يكون لها أى تأثير سلبى على العلاقات بيننا وبينها، لأننا نعلم دعمها لحقوقنا، لذا لم نوجه أى اتهامات لأى من الدول التى اتخذت قرارًا بالمشاركة، كما أننا فى فلسطين نعلم جيدًا أن لمصر والأردن تحديدًا مواقف راسخة داعمة للحقوق الفلسطينية، ونفس الأمر بالنسبة لكثير من الأشقاء.
■ ماذا عن الموقف المصرى بشكل رئيسى؟
- مصر ليس لديها موقف حالى وموقف سابق، بل لها موقف تاريخى من القضية الفلسطينية وهو ثابت لا يتغير ويعد أحد ثوابت سياستها الخارجية، وهو موقف وطنى وصارم تجاه أى مخطط يهدف لانتزاع الحقوق التاريخية للفلسطينيين، فمصر دولة ذات عمق تاريخى، وهى دولة قادرة بكل إمكانياتها ومقدراتها، وما نلمسه منها دائمًا هو استمرار لموقف حكوماتها وشعبها وجيشها المشرف تجاه القضية الفلسطينية.
ولا بد من التأكيد على أهمية وعمق العلاقة الطيبة والأخوية بين الرئيسين السيسى وأبومازن، وهى نفس العلاقات الطيبة التى تربطنا بالأردن والدول العربية الشقيقة، ولاحظنا مواقف واضحة وصريحة من مصر والسعودية والأردن ودول أخرى، عقب عقد «ورشة المنامة»، تؤكد أولوية القضية الفلسطينية، ونحن نعتبر «ورشة المنامة» أثرًا زائلًا ليس له تأثير على العلاقات الفلسطينية العربية، وحتى مع الأشقاء فى البحرين، فهذه الورشة ليست الفيصل فى العلاقات، إنما فصل من فصول الإدارة الأمريكية، ليس له أى تأثير سلبى على العلاقات العربية العربية.
■ إذا انتقلنا للحديث عن الشق السياسى لـ«صفقة القرن».. ما تفاصيل هذا الطرح؟
- فى فلسطين لم نطلع على ما يسمى «صفقة القرن»، وليس لدينا أى تفاصيل عنها، لكن كل ما رأيناه هو بوادرها التى تمثلت فى القرارات الأمريكية الجائرة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإغلاق مكتب «منظمة التحرير» فى واشنطن ووقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية والمستشفيات فى القدس.
وكل هذه الإجراءات، فضلًا عن قرار إعلان سيادة إسرائيل على الجولان والتهديد بإعلان سيادتها على مناطق تزيد على ٦٠٪ من مساحة الضفة الغربية كلها، مرفوضة وتتعارض مع جميع المقررات الدولية، وتعبر عن ملامح الصفقة الخاسرة التى رفضناها نحن أصحاب الحق الشرعيين.
فـ«منظمة التحرير» هى الجهة المخولة للحديث باسم الشعب الفلسطينى الذى لم يفوض أحدًا للتحدث باسمه أو التوقيع نيابة عنه على أى صفقة.
■ هل يعنى ذلك أنكم لا تعرفون عنها أكثر مما تنشره وسائل الإعلام؟
- نحن لم نفهم شيئًا مما نشرته وسائل الإعلام، ولم يفهم غيرنا أيضًا أى شىء فى ظل الحلقات المفقودة من «مسلسل كوشنر»، فالحديث يدور عن ٥٠ مليار دولار تذهب إلى دول عربية وإلى فلسطين، لكن من سيدفع هذه المبالغ؟، وكيف تحل القضية الفلسطينية بالمال فقط؟، وما دور إسرائيل كدولة احتلال مقابل تقديم كل هذه التنازلات العربية؟، ومن سيعوضنا عن خسائرنا السنوية المباشرة وغير المباشرة من الاحتلال والمقدرة بنحو ٩ مليارات دولار؟.
ومن جهتنا، فإن كل ما نريده هو إنهاء الاحتلال وحينها سوف تعود أموالنا إلينا بأكثر مما تعدنا به الولايات المتحدة.
■ تحدث بعض التقارير الإعلامية عن دولة فلسطينية دون غزة.. فكيف رأيتم ذلك؟
- نرفض بشكل واضح إقامة دولة فى غزة أو إقامة دولة فلسطينية دون غزة، فنحن نتمسك بأن الأراضى التى احتلت عام ١٩٦٧ هى وحدة جغرافية وسياسية واحدة وتمثل كلها أرض دولة فلسطين المستقلة، وأى تقارير تتحدث عن غير ذلك هى تقارير موجهة تحاول الزج بآخرين فى التسوية، وهى مرفوضة بصورة قاطعة.
■ سبق للرئيس أبومازن سرد واقعة حول عرض الرئيس الإخوانى محمد مرسى جزءًا من سيناء مقابل التسوية.. ماذا عن ذلك؟
- الواقعة ذكرها الرئيس «أبومازن» للتاريخ، ولا يمكن أن أزيد عليها، ويكفى أن أقول إن ما عُرض علينا فى الغرف المغلقة وقتها لم يكن ليقبل به الشعب الفلسطينى قبل المصرى.
أما أى تقارير تتحدث عن تجدد ذلك فتقف وراءها قائمة من الأهداف لا داعى للخوض فيها حاليًا، وكل ما نقوله هو أن موقفنا يتطابق مع الموقف المصرى الصارم تجاه ذلك الأمر، فنحن نرفض مجرد الحديث عنه، لأننا نتمسك بالدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة، ونحترم سيادة مصر على كل ذرة من تراب وطنها ونحن شركاء مع القاهرة فى مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء.
■ ما الخطوات التى تتخذها السلطة لمواجهة الضغوط الأمريكية الحالية تجاه تصفية القضية الفلسطينية؟
- ليست لدىّ تفاصيل دقيقة حول ما تُجهز له السلطة، لكنى أؤكد على الموقف الفلسطينى الرافض كل هذه الإجراءات والقرارات الظالمة التى لن يجبرنا أحد على القبول بها حتى لو توقف عنا كل الدعم المالى.
وعلى جانب آخر، نحن على تشاور مستمر مع الأشقاء العرب فى مصر والأردن والمملكة العربية السعودية بشأن ما يحدث، فالقضية الفلسطينية قضية مركزية لمصر وغيرها من الدول العربية الشقيقة التى ما زالت ملتزمة بقرارات القمم التاريخية للعرب، خاصة مبادرة السلام العربية.
■ إذا انتقلنا للشأن الداخلى.. إلى متى يستمر الانقسام الفلسطينى الذى يؤثر سلبا على القضية كلها؟
- القيادة الفلسطينية تسعى وتتمسك بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطينى وتذليل جميع العقبات التى تعترض إنجاز المصالحة، كما أنها تتمسك بالدور المصرى فى المصالحة، لأن مصر هى الراعى الأصيل والوحيد للمصالحة الوطنية الفلسطينية وهناك تشاور مستمر بيننا، لذا نأمل أن تستمر وتواصل دورها الذى تقوم به.
وأعتقد أن الأشقاء فى مصر مستمرون فى عقد اللقاءات مع قادة «فتح» و«حماس»، وهم عاكفون على وضع رؤية متكاملة تتضمن آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، سواءً فى اتفاق ٢٠١١ أو اتفاق ٢٠١٧.
وهذه الرؤية ستفضى إلى تطبيق ما اتفقنا عليه، ومنه تمكين حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية فى غزة، باعتبار القطاع جزءًا لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، بالإضافة إلى الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية على التوالى أو بالتوازى، وفقًا لما سيتم الاتفاق عليه.
■ ما الذى يعرقل جهود المصالحة حتى الآن؟
- لا أريد أن أعقد المسار التفاوضى بأى تصريحات، لكن سبب عرقلة الجهود يعود لتراكمات ١٢ عامًا من الانقسام، والحل يحتاج إلى جهد وصبر وإطار وآليات تعيد الأمور إلى مسارها الطبيعى، كما كان قبل ٢٠٠٧، وأؤكد أن تجاوز ذلك ليس سهلًا لكنه أيضًا ليس مستحيلًا.
■ سبق للمصالحة بين الفصائل أن توقفت أكثر من مرة.. ألا تخشى من تكرار ذلك؟
- لدينا تفاؤل كبير بقرب انتهاء هذا «الماراثون»، خاصة أن الوفد المصرى المكلف يقوم بزيارات بين الحين والآخر ويستضيف وفودًا فلسطينية للمتابعة وللتوصل إلى رؤية واحدة على أساس برنامج وطنى فلسطينى موحد، يتمثل فى سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد، وأعتقد أن الوصول لصياغة الموقف بشكل نهائى أصبح قريبًا.
■ ألا تعتقد أن بعض دول المنطقة مثل قطر وتركيا وإيران تحاول الدفع نحو استمرار الانقسام الفلسطينى؟
- ما يمكن أن أقوله هنا هو إن أى دعم مادى يقدم للشعب الفلسطينى يجب أن يتم من خلال آليتين فقط، الأولى من خلال جامعة الدول العربية ليذهب بعدها إلى خزينة السلطة الوطنية الفلسطينية، أو أن يقدم بشكل مباشر إلى خزينة السلطة.
■ كيف تنظر للدور المصرى فى تهدئة الأوضاع بقطاع غزة؟
- مصر دولة كبيرة ومؤثرة، وفى كل الاعتداءات على قطاع غزة كانت وما زالت تتدخل بشكل عاجل وسريع لإنهاء العدوان الإسرائيلى، وهو ما تنجح فيه فى كل مرة، لذا أقدم الشكر للرئيس السيسى لوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطينى ووضع حد للعدوان الإسرائيلى، وفقًا لرؤية الأمن القومى المصرى التى ترى أن صيانة الأمن والاستقرار فى قطاع غزة جزء من صيانة الأمن الاستراتيجى لمصر.
■ ما الدولة الأكثر حرصًا على تقديم الدعم المالى للفلسطينيين؟
- السعودية هى أكثر الدول انتظامًا فى تقديم الدعم المالى لخزينة السلطة الفلسطينية.
■ ماذا عن قطر؟
- لا أريد الدخول فى هذه التفاصيل.
■ تقترب إسرائيل من عقد انتخابات جديدة خلال أشهر.. هل تؤثر هذه الانتخابات على القضية؟
- المطلوب من أى حكومة إسرائيلية قادمة أيًا كانت أن تذعن لإرادة الشرعية الدولية عبر إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة حق تقرير مصيره.
أما الحكومة الإسرائيلية الحالية فهى حكومة «يمين متطرف» لا تريد السلام، لذا أدارت ظهرها للاتفاقيات الموقعة مع السلطة، لأنها تعمل على التخريب ليس فى غزة فقط وإنما فى القدس والضفة الغربية، كما أنها تسعى لإبقاء البنية التحتية للقدس ضعيفة وتعمل على أن يكون الاقتصاد الفلسطينى هشًا ومرتبطًا بتل أبيب، وتهدد بالحرب على غزة رغم تجاربها المريرة فى القطاع.
وعلى العموم، نحن لا نتدخل فى الشأن الداخلى الإسرائيلى، ومن يأتى سنتعامل معه وفق الرؤية الداعية لإطلاق مفاوضات جادة.
■ ماذا عن عدد أبناء الجالية الفلسطينية فى مصر؟
- ليست لدينا إحصائيات دقيقة لعدد الفلسطينيين فى مصر، لكن يمكن تقسيمهم إلى ٤ فئات، الأولى قدمت إلى مصر مع بدء الثورة الفلسطينية عام ١٩٣٦، والفئة الثانية جاءت عقب نكبة ١٩٤٨، والثالثة بعد حرب ١٩٥٦، والأخيرة جاءت إلى مصر عقب عدوان ١٩٦٧.
ومن المهم الإشارة إلى وجود نسب ومصاهرة بين أبناء الشعبين الفلسطينى والمصرى، وبالتالى هناك الآلاف من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية المصرية، وفق القانون المصرى، باعتبارهم أبناء لزوجات مصريات، كما أن هناك عشرات الآلاف من المواطنين الذين يحملون وثائق السفر المصرية، التى تمنحهم الإقامة الشرعية.
■ كيف ترى الخدمات التى تقدمها مصر لهم؟
- فى البداية، أتوجه بالشكر لمؤسسات الدولة المصرية بجميع اختصاصاتها لكل ما تقدمه لأبناء الشعب الفلسطينى، ورعاية مصالح أبناء شعبنا تقع على رأس أولوياتنا وعملنا الدبلوماسى، من خلال تقديم الخدمات الحيوية والضرورية اللازمة لهم فى كل المجالات الحياتية، من تعليم وصحة وسفر ووثائق وجميع المعاملات، وذلك بالتعاون مع جميع الأجهزة المصرية.
أما الخدمات التى تقدم لهم بشكل عام، فهناك قسم للشئون الثقافية والقنصلية والصحية يستقبل المئات يوميًا من أبناء الشعب الفلسطينى، سواء من داخل مصر، أو القادمين من قطاع غزة أو الضفة أو القدس أو حتى خارج فلسطين.
كيف تنظر إلى الموقف الأمريكى من القضية الفلسطينية؟

- أصبح واضحًا أن أمريكا ليست منحازة لإسرائيل، إنما هى فى حالة اصطفاف كامل معها، وهذا تمت ترجمته بشكل واضح من سلسلة القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية فى الآونة الأخيرة، وما أعلن عنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب شخصيًا باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. واستمر «ترامب» على هذا المنوال بإلغاء الدعم المالى الذى تقدمه أمريكا لمنظمة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وسحب بلاده من المنظمة الدولية لحقوق الإنسان.
وهذا يدل على أن موقف أمريكا أصبح معاديًا للشعب الفلسطينى، وهذا يضع واشنطن فى حالة تناقض مع المجتمع الدولى، ومع القانون الدولى الإنسانى، فهى تحاول أن تخلق جبهة ضد الفلسطينيين.