رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد أبوزيد يكتب: البرنامج النووى المسكوت عنه

سيد أبوزيد
سيد أبوزيد

يسعى الحلف الصهيو- أمريكى حثيثًا إلى حرمان إيران من امتلاك السلاح النووى حتى تبقى إسرائيل الدولة الوحيدة فى المنطقة المالكة للسلاح النووى، ولعل هذا يفسر لنا السكون والصمت عن البرنامج النووى الإسرائيلى الذى بدأ مع إعلان قيام دولة إسرائيل فى عام ١٩٤٨، بإيعاز من رئيس وزرائها ديفيد بن جوريون على أساس أن تملك الأسلحة النووية سيحول دون تكرار محرقة اليهود «الأكذوبة التى أطلقوها، وصدقوها»، حيث ذكر أن ما قام به أينشتاين، واوينهايمر، وسيلز، العلماء الثلاثة اليهود من أجل الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن يقوم به علماء إسرائيليون.
فى بداية عام ١٩٤٩ بدأ فى تأسيس وحدة من فيلق العلوم بالجيش الإسرائيلى، حيث قامت بأول عملية مسح جيولوجى فى صحراء النقب بحثًا عن البترول، واليورانيوم، وبالفعل تم العثور على كميات صغيرة، إلا أنه فى عام ١٩٥٣ نجحوا فى استخراج اليورانيوم من فوسفات صحراء النقب، وكان ذلك بالتعاون مع فرنسا. ومع إعلان الرئيس الأمريكى أيزنهاور «مبادرة تسخير الذرة من أجل السلام»، بادرت إسرائيل بالتوقيع لتكون ثانى دولة بعد تركيا، وتمت إقامة مفاعل ديمونا فى عام ١٩٥٦-١٩٦٥ عقب قيام الزعيم جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس، وفى أواخر الخمسينيات، وأوائل الستينيات، قام شيمون بيريز بإنشاء شعبة مخابراتية جديدة متخصصة للاستقصاء فى العالم لتأمين التعيينات والمواد، والمعدات اللازمة للبرنامج النووى بشكل سرى، وتوقف التعاون الفرنسى مع الجانب الإسرائيلى فى المجال النووى بوصول ديجول للسلطة.. حيث أعلن عن عدم تزويد إسرائيل باليورانيوم إلا عندما تقوم بفتح منشآتها النووية للمفتشين الدوليين، وإعلانها بأنها لأغراض سلمية، وفى عام ١٩٦١ تواصلت إسرائيل مع الأرجنتين، ونجحت فى الحصول على الكعكة الصفراء «أكسيد اليورانيوم»، وفى عام ١٩٦٧ تم إنتاج السلاح النووى الإسرائيلى، والإحصاءات تشير إلى تملك إسرائيل من ٧٥ إلى ٤٠٠ سلاح نووى، وتشمل أسلحة نووية حرارية فى مدى المليون طن، كما تمتلك مجموعة واسعة من أنظمة مختلفة، بما فى ذلك القنبلة النيوترونية، والأسلحة النووية التكتيكية، وقنابل حقيبة السفر النووية، وتتم صناعة أسلحتها النووية فى مركز النقب للأبحاث النووية، الذى يقع فى صحراء النقب جنوبى ديمونا، كما تمتلك صواريخ أريحا الباليستية العابرة للقارات، التى يصل مداها إلى ١١،٥ ألف كيلومتر المزودة بخيار الضربة المضادة، وتقوم إسرائيل بدفنها فى عمق كبير تحت الأرض، تحاشيًا لأى هجوم نووى، كما تمتلك القدرة البحرية لضربة نووية مضادة، وذلك باستخدام صواريخ كروز، ذات قدرات نووية تطلق من الغواصات، والتى يمكن إطلاقها من غواصات البحرية الإسرائيلية من طراز دولفين، أما من ناحية الطيران فإنها تملك الطائرات المقاتلة إف ١٥، وإف ١٦ قادرة على إيصال الأسلحة النووية إلى مسافات استراتيجية باستخدام أسطول جوى من طراز بوينج ٧٠٧ معدلة، ورغم حالة السكوت والغموض فإنه فى عام ١٩٩٨ اعترف رئيس الوزراء آنذاك شيمون بيريز بتطوير إسرائيل قوة نووية، وهذا يقودنا للتساؤل: لماذا السكوت عن برنامج إسرائيل النووى؟! ولا يعنى هذا أننا مع حق إيران فى تملك القنبلة النووية، إنما الأمر يتطلب نزع السلاح النووى من جميع دول المنطقة، وتوجيه الأموال لصالح الشعوب.