رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من كُتّاب القرية إلى مساعدة الفقراء.. محطات في حياة محمد صديق المنشاوي

محمد صديق المنشاوي
محمد صديق المنشاوي


صوته كأنه ملائكي، لُقّب بالقارئ الباكي، استطاع أن يُبهر العالم إبهارًا شديدًا بصوته العذب، هذا هو الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي يوافق اليوم ذكرى وفاته الـ 50.
وفي السطور التالية، ترصد "الدستور" أهم المحطات في حياة الشيخ محمد صديق المنشاوي.

"نشأته"
ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي، في مركز "المنشأة" محافظة سوهاج سنة 1920م، ونشأ في بيت علم وفضل واهتمام بتلاوة القرآن الكريم وتدارسه، فوالده صديق السيد كان من القراء المجيدين، واشتهر في مصر وله تسجيلات بإذاعة سوريا ولندن ما زالت تبث حتى الآن.
عمه أحمد السيد كان أيضًا قارئًا مشهورًا، رفض القراءة في القصر الملكي بسبب شرطه الذي أعجز الملك، وهو أن يمنع المقاهي من تقديم المشروبات الكحولية أثناء إذاعة القرآن من القصر الملكي.

"طفولته"
التحق محمد صديق المنشاوي، بكتـّاب القرية، وعمره أربع سنوات، فأحاطه المعلم "أبو مسلم" بمزيد من الرعاية والاهتمام، حتى أتم ختم القرآن الكريم وهو في سن الثامنة، ثم انتقل إلى القاهرة ليتعلم علوم القرآن ونزل في ضيافة عمه، وعندما بلغ الثانية عشرة درس علم القراءات على يد الشيخ محمد مسعود الذي أعجب به، وأخذ يقدمه للناس في السهرات، حتى بلغ الخامسة عشرة فاستقل عن شيخه ووالده بعد ذيوع صيته في سوهاج وما حولها.

"مقرئ الجمهورية"
ظل يقرأ في المساجد والمحافل، حتى اشتهر أمره وصار قارئًا معتمدًا لدى الإذاعة المحلية، حاملاً لقب "مقرئ الجمهورية المصرية المتحدة"، كما قدمه المذيع من مسجد مصطفى باشا بدمشق، الذي قرأ فيه أوائل سورة يوسف.

كان الشيخ المنشاوي يُجّل أقرانه من حفظة كتاب الله تعالى، وتعلق قلبه وأذنه بالاستماع عبر الراديو إلى المقرئين في عصره جميعًا دون استثناء، وفى طليعتهم الشيخ محمد رفعت رحمه الله، فقد أحبه كثيرًا وتأثر بصوته وتلاواته، وحضر بنفسه حفل العزاء ليواسى أسرة الشيخ ومحبيه بما تيسر من كتاب الرحمن.

"مواقفه مع الفقراء"
كان الشيخ محمد صديق المنشاوي، لين القلب، عطوفًا على المساكين، متواضعًا للناس لا يرفض دعوة لإسعاد المدعوين بالقراءة، بل يجدها فرصة لأن يصبح راضيا وسعيدا.

لبى "المنشاوي" دعوة رؤساء بعض الدول للقراءة في الخارج، كدعوة الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو، التي لباها برفقة نظيره الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، فبكى أثناء تلاوته لبكاء الجمهور المتواصل، ومنحه سوكارنو وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وحصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية من سوريا.