رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سيارات ملاكى".. وسيلة الباعة الجائلين لغزو شوارع القاهرة

جريدة الدستور

يتحملون مشقة الصيام فى الحر، يبحثون عن قوت يومهم، مستخدمين سياراتهم الملاكي لعرض سلعة ما،
أكتست عدة شوارع بينها سعد زغلول، بمنطقة السيدة زينب بسيارات خاصة عليها بضائع، تنوعت أشكالها وأصنافها، من ملابس بالية، إلى ماركات عالمية، جبن وفطير، ساعات وعطور.

بوجه بشوش، جلست سيدة في الخمسين من عمرها، أمامها أناء كبير به جبن وفطائر، تنادي على المارة وهى تجلس أمام سياراتها الجيب القديمة، مستخدمه شنطة السيارة في درء حرارة الشمس عنها، وإلى جوارها يقف عم حسين رجل في الأربعين من عمره، أمام سيارته الـ 128، واضعًا على حقيبتها، ملابس فتيات وسترات جديدة تراوح سعرها بين خمسة وأربعين إلى خمسة وستين جنيهًا.

وقال عم حسين، إنه كان يعمل في أحد مصانع الملابس بقرية ترسا، التابعة لمحافظة الجيزة، وتم فصله، وأصبح عاطلًا، وظل يبحث عن فرصة جديدة للعمل ولما تعذر عليه الأمر، جاءته فكرة بيع البضاعة على عربيته".

الباعة الجائلون في كل العالم لم يفكروا على هذا النحو، إذ تعتبر مصر صاحبة هذه الفكرة حتى الآن، وذلك لأنهم لا يعانون من نفس المشاكل التي تلاحق الباعة هنا، فالوضع في الولايات المتحدة الأمريكية مختلف تمامًا، فقد عرفهم الشارع بـ "تجارة الرصيف"، وهذا مصطلح أتفق عليه معظم دول العالم، فلا توجد مدينة حول العالم إلا وبها شارع فرض عليه الباعة الجائلون هيمنتهم.

أدركت الولايات المتحدة الأمريكية مبكرًا أنها لابد لها ان تتعامل بشكل حاسم مع "تجار الأرصفة" فأخضعت عملية البيع إلى إشراف البلديات بكل مدينة، كما تشرف على المواد المباعة وأسعار البيع الغرف التجارية، كما منحته ترخيصًا لممارسة عملية البيع على الرصيف دون أن يتعرض له أحد، ويؤهله لعملية البيع.

بثمار التوت موضوعة داخل آناء من المعدن، جلست سيدة في الثلاثين من عمرها، ترتدي جلبابًا، ممسكه بورقة من الكرتون لمواجهة الشمس، وتبعد بها الذباب وحشرات الهواء عن بضاعتها، هكذا ظهرت نعمة محمد بائعة التوت، أمام سارتها الملاكي في محيط سعد زغلول.