رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شمس قاتلة".. كيف استعدت المستشفيات لمواجهة الموجة الحارة؟

جريدة الدستور

موجة شديدة الحرارة ضربت جميع محافظات مصر، حتى وصلت الحرارة 44 درجة في الظل، فأدت إلى تعرض الكثير من المواطنين لـ"ضربات شمس" منهم من كانت حالته خطيرة بسبب عدم تحمله الموجة الحارة مع الصيام، كما شهدت المستشفيات إقبالًا كثيرًا من الحالات المصابة بالتعرض لضربة شمس خلال أخر يومين.

ومن جانبها، تعمل وزارة الصحة على تجهيز المستشفيات لاستقبال الحالات المصابة في أي وقت وتوفير العلاج اللازم لهم منذ ارتفاع درجات الحرارة.

وفي التقرير التالي، رصدنا أبرز الإرشادات التي أوصى بها الأطباء للتصدي لهذا المناخ، كما أجرى محرر "الدستور" جولة داخل أحد المستشفيات لمعرفة مدى جاهزيته وكيفية التعامل مع المرضى، بالإضافة إلى التحدث مع أحد المصابين الذي كان متواجد أثناء الجولة الميدانية.

عمر غزالي، شاب ثلاثيني، يحكي لـ"الدستور" أثناء تواجده بمستشفى الفاروق بالمعادي عن تعرضه لضربة شمس قوية مما جعلته يأتي إلى المستشفى للعرض على الطبيب المختص وتناول العلاج اللازم، قائلًا إنه كان ينتظر أحد أصدقائه على كورنيش النيل بمنطقة حدائق المعادي إذ فجأة تعرض لأشعة الشمس مباشرة وشعر بسرعة شديدة في التنفس المصاحبة لسرعة ضربات القلب والصداع حتى وقع على الأرض مغشيًا عليه، واستفاق الشاب داخل المستشفى ليعرف أنه مصاب بضربة شمس.

درجة حرارة جسم الشاب تعدت 140 فهرنهايت (40 درجة مئوية) على حسب تقرير الطبيب الذي كشف عليه، وأفاد بأنه كان يعاني من الهذيان والتلعثم في الكلام حين وصل المستشفى وحالته كانت شبه غيبوبة بالإضافة لإحمرار جلده، لكن السبب الرئيسي في تعرض الشاب لضربة شمس مؤثرة بهذا الشكل هو إصابته بالسمنة من قبل التي جعلته لا يتحمل أشعة الشمس القاتلة.

"معد التقرير" تواصل مع الطبيب المعالج للشاب أثناء الجولة في المستشفى لمعرفة الطرق الوقائية التي أٌستخدمت في علاج "عمر"، فقال الدكتور "أشرف"، الذي كان موجود في طوارئ المستشفى أثناء مجئ الشباب مغشيًا عليه، إنه بدأ بإزالة الملابس عن جسده ووضعه في مكان بارد أمام المروحة لترطيب الجلد ثم وضع أكياس مثلجة في الأماكن التي تعرضت لدرجة حرارة عالية وظهر ذلك من خلال السخونية الشديدة التي اندلعت منها مثل الوجه والظهر، بالإضافة لتناوله بعض أنواع العلاج اللازمة لتقليل درجة الحرارة بالجسم وشرب الكثير من الماء البارد.

الدكتور "أشرف" قال إنه تردد على المستشفى اليوم حوالي 7 حالات مصابة بضربة الشمس، وكان يجب الحذر في التعامل معهم لتعرضهم لحالة خطرة من أشعة الشمس القوية ومنهم من كان مصاب بأمراض مزمنة تجعله غير قادر على تحمل الموجة الحارة فننصحه بتجنب النزول من البيت خلال فترة النهار نهائيًا حتى تنتهي الموجة في الأيام القادمة.

هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، نصح الصائمين بإتباع أساليب معينة قبل النزول من البيت حتى يستطيعوا التواصل بشكل طبيعي طوال اليوم مع الموجة الحارة والتصدي لأشعة الشمس، وكان الاستحمام بمياه باردة في الصباح هي أول النصائح الأساسية لتساعد على خفض درجات الحرارة ومنع أي فرص لحدوث التهابات جلدية والاستحمام مرة أخرى أثناء العودة من الخارج، كما أشار إلى استخدام كريمات وقاية ومرطبات جلدية ومزيلات عرق تحت الإبطين، بالإضافة لإرتداء ملابس قطنية خفيفة وألوانها فاتحة.

كوب واحد من المياه يجب تناوله كل ساعة على الأقل في الفترة التي بين الإفطار والسحور لتجنب الإصابة بالإجهاد الحراري بقية اليوم ويحافظ الجسم على تدفق المياه في الصباح، هذا ما نصح به الدكتور "هاني الناظر" أيضًا خلال قائمة الإرشادات الطبية التي نشرها على صفحته بوسائل التواصل الإجتماعي ليوصي الأهالي أيضًا بمراعاة أطفالهم في هذا الجو من خلال قص شعرهم لتهوية الرقبة لديهم، وارتداء بشكير مبلل تحت جسم الطفل أثناء نومه حتى لا يصاب بـ"الحمونيل".