رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ناريندرا مودى" من بائع شاى فقير إلى زعيم قومى هندوسى

جريدة الدستور

شق ناريندرا مودي المعروف بذكائه وفطنته وحنكته، طريقه في الحياة ليتحول من صبي فقير يبيع الشاي في الشوارع إلى أكثر القادة الهنود شعبية وإثارة للانقسام والاستقطاب في البلاد.

كان مودي الذي أعلن حزبه حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) فوزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، يساعد والده في بيع الشاي عند محطة سكة حديد عندما كان صبيا قبل أن ينطلق في حياته السياسية مع القوميين.

وقد فرض نفسه في الهند البلد العملاق في جنوب آسيا الذي يضم 1٫3 مليار نسمة بحسه السياسي العالي وشخصيته الكبيرة للسلطة، إلى درجة أن الانتخابات التشريعية تحولت إلى حد كبير إلى استفتاء على شخصه.

ولا يخجل مودي (68 عاما) من كشف ماضيه المتواضع بل يصور نفسه على أنه شخص صلب يحمي أمن الهند القومي والقيم الهندوسية ويؤكد أن الهند هي القوة الصاعدة في العالم.

وواجهت إصلاحاته الاقتصادية تشكيكا بينما لا تزال الشركات تشكو من الإلغاء المفاجئ للأوراق المالية ذات القيمة العالية في 2016، الذي تم لمحاولة مواجهة اقتصاد السوق السوداء.

إلا أن قلائل يشككون في أن مودي هو المحرك لأجندة الهند القومية، فيما يواجه بخبرة عالية باكستان.
ويحظى مودي بشعبية هائلة بحيث بلغ عدد أتباعه على تويتر أكثر من 46 مليون شخص ما يجعله أحد أكثر قادة العالم متابعة.

بلحيته البيضاء المشذبة ومجموعته الواسعة من العمائم الملونة، يشعل مودي التجمعات الانتخابية بقصص عنه وكيف أنه "رجل بسيط" مقارنة بـ"راهول غاندي" الذي يصفه بأنه الشخص المدلل ابن العائلة العريقة التي هيمنت على الهند منذ الاستقلال قبل سبعة عقود.

وقال في أحد تلك التجمعات "إنهم لا يحبونني لأنني من أصول متواضعة، كيف يمكن لحزب أن ينحدر إلى أكثر من ذلك المستوى؟".

وأضاف "نعم، لقد أصبح شخص ينتمي إلى عائلة فقيرة رئيسا للوزراء، إنهم لا يستطيعون إخفاء امتعاضهم من هذا، نعم كنت أبيع الشاي، ولكنني لم أبع أمة".

تفيد مصادر أن مودي انضم إلى جماعة "راشتريا سوايامسيفاك سنغ" القومية في عامه الثامن، وترك منزل عائلته عندما كان مراهقا وتخلى عن زواج رتبته له عائلته ليصبح ناشطا في الجماعة.

وترقى مودي، المعروف بجده واجتهاده، في صفوف الجماعة وحزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) الشريك ليصبح رئيس حكومة ولاية غوجارات مسقط رأسه، في 2001.

ونجح مودي في تعزيز اقتصاد غوجارات وتبنى قضايا قومية ما وفر له منصة انطلاق لقيادة "بهاراتا جاناتا" في انتخابات 2014 العامة. وسحر الجماهير بقصة حياته وحقق حزبه أكبر نصر في تاريخ الهند.

ولكن تاريخ مودي ليس خاليا من العيوب.

فبعد اشتعال النار في قطار يقل حجاجا هندوسا ومقتل نحو 60 شخصا في 2002، اندلعت أعمال شغب أدت إلى مقتل ألف شخص معظمهم من المسلمين، وتم اتهام مودي بالتواطؤ في إشعال أعمال الشغب، إلا أن محكمتين لم تقوما بإدانته.

ويجد الصحافيون صعوبة في التعامل مع مودي الذي لم يعقد أي مؤتمر صحافي في ولايته الأولى، ويقول معارضون إن مقابلاته التلفزيونية النادرة يتم ترتيبها بشكل دقيق.