رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تنصيب عمود مرنبتاح على قاعدته بالبهو العظيم بالمتحف الكبير بعد ترميمه

مصطفى وزيري
مصطفى وزيري

قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم الانتهاء من ترميم وتنصيب عمود مرنبتاح على قاعدته، بالبهو العظيم بالمتحف المصري الكبير بجوار تمثال الملك رمسيس الثاني، والذى كان قد تم نقله فى شهر مارس ٢٠١٨ من القلعة للمتحف.

وأضاف، فى تصريح اليوم، أن عمود الملك مرنبتاح المعروف لدى علماء المصريات والأثريين المتخصصين فى دراسات عصر الرعامسة باسم عمود "المطرية"، يعد إحدى أهم الوثائق التاريخية المتعلقة بعهد الملك مرنبتاح رابع ملوك الأسرة الـ 19 وخليفة وابن الملك رمسيس الثانى.

من جانبه، أوضح باحث المصريات الدكتور محمد رأفت عباس مدير عام إدارة البحث العلمي بمنطقة آثار الإسكندرية، أن عمود مرنبتاح عبارة عن عمود من الجرانيت الوردى يبلغ طوله 5.50 متر، وكان قد عثر عليه الأثرى المصرى الشهير منير بسطة فى منطقة عرب الحصن بالمطرية بالقرب من المسلة أثناء حفائر مصلحة الآثار المصرية أعوام 1967 – 1970، وهو الموقع الذى ظل قابعا فيه لسنوات قبل أن ينتقل إلى قلعة صلاح الدين لترميمه.

وكشف عن الأهمية التاريخية والأثرية لعمود المطرية حيث يوجد عليه نص من 4 أسطر يتحدث عن الانتصار التاريخي العظيم الذى حققه الملك الباسل مرنبتاح على الليبيين فى العام الخامس من عهده فى حدود الدلتا الغربية (حوالى عام 1208 ق.م)، وهى إحدى المعارك الحربية الشهيرة والخالدة خلال عصر الرعامسة وخلال عصر الدولة الحديثة والتى سجلت من خلال العديد من آثار الملك مرنبتاح، وذلك فى نقش الكرنك الكبير، وكذلك فى لوحة انتصاراته الشهيرة المعروفة بـ"لوحة إسرائيل".

وأوضح أن آثار الملك مرنبتاح تحظى باهتمام بالغ من قبل علماء المصريات والمؤرخين والباحثين على مستوى العالم نظرا لأهمية الحقبة التاريخية التى قاد مصر فيها للانتصار فى معارك حربية ضارية ضد الليبيين وشعوب البحر، ونظرا لما أشيع حول علاقته الوثيقة بقضية خروج الإسرائيليين من مصر، مما جعل الكثير من المؤرخين يتهمونه بأنه "فرعون الخروج"، ومرجع ذلك أن كلمة إسرائيل قد وردت فى المرة الأولى والأخيرة فى النصوص المصرية من خلال لوحة بالمتحف المصرى رقم CGC 34025،JE. 31408، وهى اللوحة المسماة بـ "لوحة انتصارات الملك مرنبتاح"، والتى شاعت تسميتها خطأ فى أوساط علم المصريات منذ اكتشافها بلوحة إسرائيل.

وأشار إلى أن هذه القضية التاريخية بالغة التعقيد والغموض، لأن النص الموجود فى السطر 27 من اللوحة والذى جاء فيه "لا يرفع أحد رأسه من بين الأقواس التسعة، الخراب للحنو، وبلاد خيتا قد أسكتت، ونهبت كنعان وأصابها كل شر، واستسلمت عسقلون وأخذت جازر، وينوعام أصبحت كأنها لم تكن، وخربت إسرائيل ولم يعد لها بذور، وأصبحت خارو أرملة لمصر"، يرى بعض العلماء وفقا لدراساتهم الحديثة أن الترجمة القديمة لكلمة إسرائيل خاطئة وأنها يجب أن تترجم بـ «يسيريارو» والمقصود بها سكان أو قبائل سهل يزريل أو جزريل، وهو مرج "بن عامر" من الناحية الشرقية الشمالية من جبل الكرمل، والذى يمتد من حيفا غربًا إلى وادى الأردن.

وأضاف أن هذا يعنى أن أى وجود للشعب الإسرائيلى على أرض كنعان (فلسطين) خلال تلك الحقبة هو أمر مستبعد تماما بعكس ما أشيع منذ العثور على هذه اللوحة من قبل عالم الآثار الإنجليزى الشهير بترى عام 1896 فى البر الغربى بالأقصر.

وأعرب عن أسفه من قيام بعض وسائل الإعلام المصرية بإشاعة أن عمود المطرية "مرنبتاح" يرتبط بخروج بنى إسرائيل من مصر، وهو أمر عارٍ تماما من الصحة، ويبدو أن هناك خلطا شديدا بين عمود المطرية ولوحة انتصارات الملك مرنبتاح الشهيرة والمعروفة باسم لوحة إسرائيل.