رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تحاور طلاب حقوق القاهرة لصعوبة امتحان "القضاء الدستوري".. وأستاذ المادة يرد

جريدة الدستور

"حسبي الله ونعم الوكيل.. امتحان زفت".. صيحات تعالت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة، إذ اشتكى عدد من طلاب الفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، من إختبار أخر العام في مادة القضاء الإداري والدستوري، والتي يقوم بتدريسها لهم الدكتور رأفت فودة.

إذ جاء امتحان مادة القضاء الإداري والدستوري مقسم على النحو التالي، ثلاث أسئلة، إجبارية حسبما نوه الدكتور في المحاضرات، وعلى صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

فالسؤال الأول كان يتحدث عن الأحكام المشتركة لأوجه الطعن بالإلغاء على القرار الإداري، وعليه 8 درجات، والثاني تقسيم القانونين أوبي ودراجو للدعاوى الإدارية في فرنسا، وموقف المشرع المصري منها، وعليه 6 درجات، أما السؤال الأخير فكان عبارة عن 6 أسئلة صح أو خطأ مع ذكر السبب، وعليه 6 درجات، فيكون مجموع الدرجات 20 درجة.

قال محمد محمود، الطالب بالفرقة الثالثة بالكلية، إن تقسيم الدرجات كان مجحفًا جدًا، إذ أن السؤال الأول والثاني يملكون أكثر من ثلثي الدرجات، والأول من أصعب الأسئلة في المنهج ويحتاج إلى استفاضة في الشرح، أما الثاني فهو أول مرة يسمع عن أسماء هؤلاء القانونيين في المنهج، متابعًا أن الدكتور بهذا الوضع يكون قد أدى لرسوب عدد كبير من الطلاب في المادة.

وأضاف محمود، أن الجزء العملي هو أسهل أجزاء الإمتحان، إلا أن الدكتور لجمه بذكر الأسباب؛ الأمر الذي يجعل شرحه يحتاج إلى استفاضة، وطرح الأمر كاملًا، معلقًا: "هو كده أذى الدفعة كلها واحنا مش هنسامحه".

فيما قال حسن أحمد، أحد طلاب الدفعة، إن هناك عادة في بعض أساتذة التدريس بشكل عام، إلا من رحم ربي، وهي متعتهم التي تنجم عن وضع امتحان صعب جدًا يفوق مستوى الطلاب، فيرسب عدد كبير في هذه المادة، متسائلًا هل الدكتور يستوعب أن لجنة بأكملها جالسة تنظر إلى بعضها البعض لا تستطيع أن تضع قلمًا في الورقة.

وتابع حسن، أنه لا يعرف أصلًا موضع بعض الأسئلة داخل المنهج، موجهًا لومه على الدكتور لأنه على هذا النحو يكون قد أضر بمستقبلهم بشكل مباشر، معقبًا: "احنا بنتعلم مش بنتعاقب على دخولنا الكلية ليه بيعملوا فينا كده".

فيما قالت رحاب علي، إن دكتور رأفت فودة كان قد ألغى بعض النقاط في المنهج خلال المحاضرات التي يلقيها طوال العام، وعلى الرغم من ذلك جلب منها بعض الأجزاء في الامتحان، دون الإكتراث بمستقبل الطلاب الذي وضعه على المحك بهذه النوعية من الأسئلة.

وطالبت رحاب بأن تكون هناك رقابة من إدارة الجامعة على كل الامتحانات التي توضع للطلاب، حتى يكون الامتحان بمستوى يسمح للطلاب بحله، معلقة: "احنا مش عايزين امتحان سهل بس على الأقل نعرف نحل فيه حاجة".

وعلى النقيض قال أحمد عز، أحد خريجي كلية الحقوق جامعة القاهرة دفعة 2018، والذي تلقى نفس المادة من ذات الدكتور، إن المعروف عن دكتور رأفت أنه يجلب أمتحان صعب نوعًا ما على الطلاب الذين يعتمدون على الملازم، أما الذين يحضرون المحاضرات ويذاكرون من الكتاب الخاص به، فيكون الوضع أهدى بالنسبة لهم.

وتابع أن معظم أسئلة دكتور رأفت تأتي من بين السطور، وبعضها يأتي جليًا، موضحا أنه يبذل قصاري جهده في إيصال المعلومة للطلاب، ولكن هناك من يستهون بالمادة والدكتور.

فيما قالت زينب إمام، أحد خريجي كلية الحقوق جامعة القاهرة دفعة 2017، إنها كانت تحب مادة دكتور رأفت فودة جدًا، وكانت حريصة كل الحرص على حضور كافة محاضراته، وأنه يسعى دائمًا للارتقاء بالمستوى القانوني والسياسي للطلاب، إذ أنه كان يربط خلال المحاضرات بين الأحداث الجارية في الواقع، والحل القانوني لها، أو نقصه عليها في سياق المنهج.

وأضافت زينب، أن دكتور رأفت اعتاد في أول محاضراته في العام الدراسي، أن ينوه أن الامتحان لن يأتي سهلًا إلا على الطلاب الذين يعلمون قيمة القانون، ويتشبعون به في المحاضره، معلقة: "حقه طالما بيشرح كويس أنه يجيب امتحان يميز بين اللي ذاكر واللي كروت المادة".

واجهنا الدكتور رأفت فودة، أستاذ مادة القضاء الإداري والدستوري بجامعة القاهرة، التي اشتكى منها الطلاب، فيؤكد أن طلبة اليوم لا يهتمون بالدراسة أو بحضور المحاضرات، مبينًا أن الدفعة مقمسة إلى مجموعتين أ وب، مجموع الطلبة بهما 4 آلاف طالب، 60 طالبًا بإنتظام وفي الترم الثاني 150 طالبًا بإنتظام.

ويوضح أن الطلبة الذين اشتكوا من الامتحان تعودوا على طريقة العلم الديلفري، فيأتون إلى الامتحانات مباشرة ولا يهتمون بحضور المحاضرات، لاعتمادهم على المذكرات، التي لا تمت للفقة القانوني بصلة، ولا يأتي شيء منها في الامتحان.

ويضيف: "الامتحان بأسئلته الثلاث أضعهما منذ عام 1988، ولم أذكر شيء خارج المنهج، لكني لا أحذف منه ولم استعمل كلمات للحذف أو للقراءة، فجاء السؤال الأول مباشرة بنفس الكلمات الموجوده في صفحة 517 وينتهي في صفحة 528، أما السؤال الثاني فهو عنوان رئيسي في صفحة 133 إلى 136".

يتابع: "أما السؤال الثالث والذي أتيت به بناء على الطلبة أنفسهم الذين كانوا يحضرون المحاضرات بأن يكون على شكل عملي، جاءت أسئلته موزعة في صفحات ما تم تدريسه بالفعل، ويصدقني في ذلك الطلبة الذين حضروا المحاضرات كنت أقول لهم أن الأسئلة التي أذكرها أثناء المحاضرات، سيكون الامتحان من بينها".