البابا تواضروس يدعو البطريرك الروسي لزيارة مصر

أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن سعادته بلقاء وفد الأكاديمية اللاهوتية الروسية.

وأضاف البابا تواضروس الثاني خلال كلمته في لقاء وفد الأكاديمية اللاهوتية الروسية اليوم: "أتذكر بحضوركم مقابلتي مع صاحب الغبطة البطريرك كيرل، بطريرك الكنيسة الروسية، ونشتاق يومًا أن يزورنا في مصر وأرجو أن تنقلوا هذه الرغبة إلى قداسته، فزارنا منذ عدة أشهر المطران إيلاريون وهو صديق لنا وأنا قمت بزيارة روسيا مرتين وكانت كلها ذكريات ممتعة نتذكرها في كل حين".

وتابع البابا تواضروس: "نحن نرحب بكل الوفود الروسية التي تأتي إلينا فأتى إلينا منذ فترة سابقة رؤوساء الأديرة من روسيا وأرسلنا أيضا وفد من رؤساء الأديرة القبطية إلى روسيا وعادوا بإنطباعات طيبة، فنحن نعرف مقدار الروحانية الروسية وقد لمست ذلك أثناء زيارتي ونقرأ في التاريخ الروسي فيوجد بيننا تعاون بين الكنيستسن القبطية والروسية".

وأضاف أن الهرم الأول في الكنيسة القبطية هو التعليم اللاهوتي، الذي تأسس هنا في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية علي يد القديس مارمرقس الرسول، وأمتد التعليم اللاهوتي في الكنيسة القبطية إلى هذه الأزمنة التي نحن فيها من خلال المعاهد اللاهوتية ولذلك من الرائع أن تكونوا دارسين في اللاهوت في كليات روسيا وتحضرون إلينا ونتعاون مع المعاهد القبطية.

ولفت بابا الكنيسة الأرثوذكسية إلى أن الهرم الثاني هو هرم الاستشهاد، فتاريخ الكنيسة القبطية ملئ بالشهداء وليس في الزمن القديم لكن في الحديث أيضا، فالإستشهاد هو الدم الذي يقوي الإيمان ونعتبر الإستشهاد هو مشاركة مع المسيح في الصليب، وتوجد أديرة لدينا كثيرة على أسماء شهداء مثل دير الشهيد مارمينا القريب من الإسكندرية ودير الشهيدة القديسة دميانة للراهبات في دلتا النيل.

أما الهرم الثالث في الكنيسة الأرثوذكسية فأوضح البابا تواضروس قائلاهو هرم النسك فالراهب الاول في العالم هو القديس أنطونيوس وهو مصري من صعيد مصر ومن بعده نشأت الأديرة الكثيرة، فأنتم زرتم دير الأنبا بيشوي وستزورون دير الأنبا انطونيوس والأنبا بولا.

وأوضح: "يوجد شباب كثير يتجه إلى الحياة الديرية وأيضا إلى الدراسات اللاهوتية وكثيرون يكرسون حياتهم للخدمة الكهنوتية والشموسية والدياكونية وأيضا خدام متطوعين لخدمة مدارس الأحد".

واستطرد: أن المجمع المقدس في الكنيسة القبطية يشمل 125 مطران وأسقف نعيش في مصر 15 مليون قبطي ونعيش مع 85 مليون مصري مسلم في وحدة وطنية قوية والسبب اننا كلنا نعيش حول نهر النيل أطول نهر في العالم يمر في 9 دول ونحن الدولة العاشرة والأخيرة حيث يصب في البحر المتوسط.

وتابع: يوجد أيضا 2 مليون قبطي خارج مصر في أماكن كثيرة فلدينا 3 كنائس قبطية في أبعد نقطة في جزيرة فيجي وهي بعد أستراليا حوالي 4 ساعات بالطائرة ولنا كنائس قبطية في الجانب الآخر كالبرازيل وبيرو، فنحن نؤمن أن أهم شيء هو رعاية الإنسان في كل مكان، فالدور الرئيسي للكنيسة هو الرعاية الروحية، وأيضا لها دور اجتماعي.

واختتم البابا كلمته قائلا: "أرجو أن تتمتعوا في زيارتكم لمصر وتدونوا كل ما تروه كتابة وبالصور وتنقلوا هذه الخبرة لكنيستكم وهذا يبني جسور قوية للعلاقة بين الكنيستين، وأكرر دعوتي لصاحب القداسة البابا كيرل وسنسعد كثيرًا، خاصة أن مصر لها مكانة فريدة في الجغرافيا والطبيعة وأيضا في الكتاب المقدس، ذكر اسم مصر والمصريين حوالي 700 مرة".