رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد الأحمر: والدى حاول إجبارى على كرة القدم لكنى رفضت ونجحت فى «اليد»

جريدة الدستور

الإعلام لا يهتم بكرة اليد بشكل كافٍ ولا يسلط الضوء علينا إلا وقت النجاحات فقط

المركز الثامن فى كأس العالم مع المنتخب الإنجاز الأفضل لى منذ فترة

موهبة استثنائية، وهداف تاريخى للمنتخب المصرى، واسم حقق شهرة كبيرة فى عالم كرة اليد حتى أصبح واحدًا من أعلامها، وصفقت له جماهير منافسيه فى المدرجات قبل جمهور فريقه. إنه أحمد الأحمر، كابتن منتخب مصر لكرة اليد ونادى الزمالك، الذى نجح معه، هذا الموسم، فى التتويج بلقب السوبر الإفريقى، ودورى المحترفين على حساب منافسه العتيد الأهلى. «الدستور» حاورت «كابتن مصر»، وسألته عن رؤيته للعبة كرة اليد، وأمنياته مع الفريق الأبيض، ورؤيته لأسباب تراجع القلعة الحمراء فى الموسم الجارى، وغيرها من الأمور الشخصية.

■ نادرًا ما ينجح لاعب فى تحقيق شهرة كبيرة خارج ميدان كرة القدم.. ما سر شعبيتك؟
- أعتقد أنها العلاقة التى تربطنى بجماهير الزمالك، فهم يستوقفوننى فى الشارع، للحديث والتقاط الصور التذكارية، ويعرفون لاعبى الفريق بالاسم من الصغير للكبير، ويحرصون دائمًا على استقبال الجميع فى المطار بعد أى بطولة، للاحتفال، ودائمًا ما نندهش من دعمهم ومساندتهم وتشجيعهم، الأمر الذى يجعلنا دائمًا نبذل قصارى جهدنا لإسعادهم.
■ كان الزمالك متأخرًا فى مباراتى السوبر الإفريقى وختام الدورى أمام الأهلى لكنه استطاع العودة والفوز.. فهل كنت تتوقع هذا الإنجاز؟
- فى الماضى كان الفوز يتوقف على «فورمة» كل لاعب بالفريق، بمعنى: «هل هو فى يومه أم لا؟»، ووقتها كان يمكننا حساب هل ستكون المباراة فى صالحنا أم لا، أما الآن فالأمور تغيّرت، فقد أصبح لاعبو يد الزمالك يملكون الخبرة الكبيرة التى تتيح لهم تقسيم جهدهم على فترات المباراة دون الوقوع فى فخ استنزاف كامل الجهد مع بداية اللقاء والشعور بالإرهاق فى آخره.
حاليًا أصبحنا نعرف جيدًا كيف ندير ونتحكم فى مجريات اللقاء مثلما نريد، وهذا هو أحد أسباب فوز الزمالك وقدرته على العودة للمباريات رغم تأخره، فنحن نعرف ما نريد من المباراة، ونتوقع توقيتات السقوط، والوقت الأنسب لرفع معدلات الأداء.
■ يرى البعض أنه لو جرى استبدال حارسى الأهلى والزمالك بين الفريقين لاختلفت النتائج.. فكيف ترى ذلك؟
- حارس الزمالك محمد على أدى مباراة خرافية أمام الأهلى فى ختام الدورى، وفعلًا كان أحد أهم الأسباب التى منحت الفريق التفوق والفوز باللقب، ومن المعروف فى كرة اليد أن حارس المرمى يلعب دورًا كبيرًا فى تحديد النتيجة، لذا فالفريق الذى يملك حارسًا بحجم محمد على، محظوظ.
وبالإضافة لذلك يملك الزمالك أيضًا حراسًا رائعين، فهناك محمود خليل الشهير بـ«فلفل»، وهو حارس دولى على مستوى رائع، ويتواجد مع «على» بقوة، وهما ثنائى يملك الخبرة العالية جدًا، ونادرًا ما يكون أحدهما خارج «الفورمة».
على الجانب الآخر، يملك الأهلى حارسًا كبيرًا هو هادى رفعت، الذى نجح خلال المباراة فى صد الكثير من الكرات، والدليل على ذلك أن الزمالك سجل ٢١ هدفًا فقط فى مرمى الأهلى فى ختام الدورى، بينما سجل الأهلى ١٨ هدفًا، والأمر يعنى أن المباراة شهدت تألقًا كبيرًا من الحراس.
■ هناك من يرى أن فوز الزمالك على الأهلى أكثر من مرة هذا الموسم يرجع لأسباب نفسية.. كيف ترى ذلك؟
- قد يكون هذا صحيحًا بالنظر لنتائج هذا الموسم بالتحديد، لكنى أود القول إن فريق اليد بالأهلى ليس ضعيفًا، كما قد يتصور البعض، فخلال مواجهاتنا معه قدم لاعبوه مباريات قوية رغم خسارتهم مرتين فى السوبر الإفريقى وفى ختام الدورى، مع التعادل مرة فى الدور الأول من الدورى.
ومن جهتى أرى أن المستوى بين الفريقين متقارب، والدليل على ذلك أن خسارة الأهلى فى مواجهتى السوبر والدورى لم تكن بنتيجة كبيرة، بل حدثت بفارق قليل من النقاط.
■ يواجه الأهلى هجومًا كبيرًا بعد خسارته ٣ ألقاب هذا الموسم.. ماذا تفعل لو كنت مسئولًا عنه؟
- كبوات الأندية الكبرى أمر طبيعى، لكنها سرعان ما تعود للطريق الصحيح من جديد، فالأهلى فريق محترم ويملك لاعبين متميزين، لكن هذه هى الرياضة «مكسب وخسارة».
وأرى أن الجماهير متحاملة بعض الشىء على الأهلى، فمثلًا حصل الزمالك فى عام ٢٠١٦ على كل الألقاب التى كان ينافس عليها، وحقق موسمًا استثنائيًا، لكننا فى الموسم التالى لم نحصد أى لقب، وفى هذا التوقيت دعمت الإدارة الفريق بصفقات جديدة وتعاقدت مع جهاز فنى جديد وتم تصحيح الأوضاع حتى عدنا لمنصات التتويج مجددًا.
لذا أرى أن الصبر على الفريق، والعمل بشكل قوى على تدعيم الصفوف وعلاج جوانب القصور أمور ستعيد الأهلى أكثر قوة، لأنه قوى جدًا فى الوقت الحالى، بدليل أننا لم نحقق الفوز عليه إلا فى الدقائق الأخيرة.
■ نجح الزمالك فى التأهل لمونديال الأندية بالسعودية.. هل ترى أنكم تستطيعون الفوز بلقب البطولة؟
- لنكن واقعيين، البطولة صعبة جدًا ويشارك فيها بطل أوروبا وبطل الأمريكتين الجنوبية والشمالية وكذلك بطل آسيا وناد آخر مرشح من الاتحاد الدولى لليد، وكلها فرق على أعلى مستوى.
كما أن قرعة البطولة موجهة، إذ تضع بطل إفريقيا فى مواجهة بطل أوروبا، لكن إذا تم تغيير نظام البطولة واللعب بطريقة المجموعات فأعتقد أننا وقتها سنملك فرصة مميزة لتجميع نقاط وتحقيق نتيجة جيدة.
■ سبق لك الاحتراف فى الخارج.. لماذا لا نشهد عددًا كبيرًا من المحترفين المصريين فى أوروبا؟
- الاحتراف فى لعبة كرة اليد ليس سهلًا أبدًا، بل يواجه قيودًا كبيرة، فهو مثلًا محكوم بسن اللاعب وفكره وطريقة لعبه، لكن رغم ذلك لدينا محترفون فى أوروبا مثل كاتونجا، ومحمد سند، وممدوح هاشم، وتجربتهم متميزة جدًا.
وبالنسبة لى فإن نجاح الاحتراف تحدده عدة عوامل منها تحقيق اللعب فى مستوى أعلى يفيد خبرات اللاعب ومستواه الفنى، وثانيها أن يوسع من شهرته، وثالثها أن يحقق له استفادة مادية، وأعتقد أن الأصعب من بين الثلاثة هو اختيار التجربة الأنسب التى تفيد الخبرة وتؤثر فى المسيرة.
■ بصراحة.. هل تلقيت مؤخرًا أى عروض من الخارج؟
- نعم، فرغم تقدمى فى السن، إلا أن لدىّ عدة عروض من الخارج، وعمومًا أنا أدرس العروض من كل الجوانب وأحدد بعدها إلى أى مدى سيفيدنى ذلك.
■ ما الإنجاز الذى تعتبره الأفضل فى مسيرتك؟ وما الذى تتمناه؟
- تحقيق المركز الثامن فى كأس العالم لكرة اليد مع منتخب مصر أعتقد أنه الإنجاز الأفضل لى منذ فترة كبيرة، وأتمنى أن أحقق مع الزمالك إنجازًا تاريخيًا فى بطولة العالم للأندية بالسعودية.
■ فى رأيك.. لماذا لم تصبح كرة اليد اللعبة الشعبية الأولى فى مصر رغم إنجازاتها؟
- لأن الإعلام لا يهتم بها بالشكل الكافى رغم أى نجاح يحققه منتخب مصر ورغم اهتمام الجماهير باللعبة، فالإعلام لا يسلط الضوء علينا إلا وقت النجاحات فقط، كما أن مباريات الدورى والكأس لا تذاع تليفزيونيا، وهذه مشكلة كبيرة تؤثر فى متابعة الجماهير للعبة وتؤثر فى شعبيتها.
■ هل نجد أحد أبنائك فى ملعب كرة اليد مستقبلًا؟
- لدىّ «فريدة» و«عمر» لكنى لن أفرض عليهما أى شىء، بل سأتركهما يمارسان الرياضة التى يحبانها بعيدًا عن أى توجيهات، خاصة أن والدى حاول عندما كنت طفلًا أن يفرض علىّ ممارسة كرة القدم، لكنى كنت أميل أكثر لكرة اليد، لذا نجحت فيها.