رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحقق: لماذا تعثر «التابلت» فى أول اختبارات الثانوية التراكمية؟

جريدة الدستور

نورهان عبدالرحمن - شيماء محمد -محمود الشريف - منة الله عبدالرحمن -محمد إبراهيم


بينما وجه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، بالعمل الفورى على معالجة المشكلات التقنية التى ظهرت خلال اختبارات «التابلت» لطلاب الصف الأول الثانوى، تساءل الجميع عن الطرف الذى تسبب فى حدوث الأزمة.

قال مسئول بإدارة الشبكات التابعة للشركة المصرية للاتصالات بالهرم، طلب عدم نشر اسمه: «أسندت وزارة الاتصالات إلينا مهام التوصيل فى فترة زمنية مضغوطة للغاية، وواجهنا العديد من الصعوبات، منها طبيعة البنية التحتية للمدارس والقرى المحيطة، وصعوبة توفير مستلزمات الحفر والتركيب وغيرها، وذلك خلال الشهر الذى تم الاتفاق عليه، ما بين ١٥ من أغسطس الماضى، و١٥ من سبتمبر، قبل بدء العام الدراسى»، مشيرًا إلى أن قدرة الشبكات تتفاوت وفقًا لطبيعة القدرة التحملية للأسلاك و«الفيبر» وغيرهما، لذا تتفاوت السرعات بين المناطق المختلفة.

وأوضح: «هناك ما يقرب من ٢٦ سنترالًا تعطلت الخدمة بها، فى القاهرة والجيزة وحدهما، بالتزامن مع امتحانى اللغة العربية والأحياء، وذلك لعدم القدرة على استيعاب الضغط»، مؤكدًا أن وزارة التعليم عليها المسئولية الكبرى فى الأزمة الأخيرة، حيث لم تستطع أن تتعامل مع منظومة التابلت رغم تسلمها الشبكات قبل بداية العام الدراسى وفى وقت قياسى لم يتعد الشهر الواحد.

من جانبها، قالت منى أبوغالى، مسئول جروب «تحيا مصر بالتعليم»، إن قرار الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، إرجاء الامتحانات لحين التأكد من كفاءة الشبكات أمر غير مفاجئ لأولياء الأمور، لأنهم على دارية بعدم جاهزية البنية التحتية للمدارس على مستوى الجمهورية.

وأضافت «أبوغالى» أن شبكات الإنترنت لا تستوعب كل هذه الأعداد فى نفس الوقت، متسائلة: «لماذا تتمسك الوزارة بتطبيق هذه المنظومة، رغم عدم التجهيز لها بشكل كامل؟».
وشدد على أن أولياء الأمور ليسوا ضد التطوير ولا ضد أى مقترحات فى هذا الشأن، ولكن كل ما يريدونه هو أن يقف المسئولون على أرض الواقع، موضحة: «أى نجاح يحتاج إلى مقومات، ونجاح المنظومة الجديد يقوم على البنية التحتية، والتدريب الجيد للطلاب».
واختتمت: «أتمنى إعادة النظر فى كل ما تم طرحه من قِبل أولياء الأمور والمعلمين والطلبة، لأنهم أساس العملية التعليمية وسبب نجاحها أو فشلها».
وأكد الدكتور أحمد الليثى، رئيس غرفة صناعة المعلومات، أن مشكلة الامتحانات التجريبية للصف الأول الثانوى تنحصر فى «سيستم بيرسون» المسئول عن الامتحانات الـ«System architecture».
وقال «الليثى»: إن «معالجة أزمة الامتحانات لم تكن على المستوى المأمول، بعد أن أنفقت وزارة التربية والتعليم الملايين من أجل بناء بنية تحتية متميزة، واستضافت موقع الامتحانات على سيرفرات (أمازون) الأمريكية، وكانت الاستضافة بتقنية الكلاود (PAAS)، التى تعنى أنها تستوعب أعدادًا مرتفعة، تفوق الأربعة ملايين».
فى السياق ذاته، علق إيهاب سعيد، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية للقاهرة رئيس شعبة الاتصالات بالاتحاد العام للغرفة التجارية، على ما حدث من مشكلات فى السيستم الخاص بالامتحان الإلكترونى، قائلًا: «إن أى أمر جديد فى بدايته يواجه عديدًا من المشاكل غير المتوقعة، قد تنتج من سوء الاستخدام أو عدم وعى أو تخوف، ولكن عند الممارسة، وبالتجربة وتلافى الأخطاء سيكون الأمر سهلًا».
وتابع: «التابلت أمر جديد على الطلاب، ما يخلق حالة من رهبة النظام والمنظومة الجديدة، إلى جانب عدم تفعيل الوسائل المساعدة، كالشريحة الخاصة بالإنترنت وضعف الشبكات الرئيسية، وجميعها أخطاء واردة»، مستطردًا: «لكن المنظومة والفكرة أمران جيدان، وعلينا أن نصبر حتى يكتب لهما النجاح».
وقال: «علينا أن نتعلم من أخطائنا ونعالجها بشكل جيد لكى نصل إلى منظومة قوية»، لافتًا إلى أنه على الجيل الجديد انتهاز الفرصة لكى يعتمد على التكنولوجيا واستخدام البحث العلمى، وترك المفهوم القديم للتعليم ونسيان مفهوم الحفظ والورقة والقلم والاعتماد على الفهم كأسلوب للحياة.
من جانبه، أشاد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، بقرار وزارة التربية والتعليم إرجاء امتحانات الصف الأول الثانوى التجريبية على التابلت لحين إشعار آخر، لافتًا إلى أنه قرار حكيم يتم من خلاله تفادى المزيد من الأزمات.
وقال «شحاتة»: «إن أى تجربة جديدة فى التعليم تقابلها تحديات وصعوبات، ولا بد من العمل لمواجهتها»، مشيرًا إلى أن الامتحان التجريبى الذى تم باستخدام التابلت لطلاب الصف الأول الثانوى كان الهدف منه معرفة هذه الصعوبات والوقوف على مشكلاتها قبل اختبارات نهاية العام.


وشوقى: معالجة الخلل للوصول إلى نظام تقويم إلكترونى يعمل بنسبة كفاءة 100%


شرح الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، خلال اجتماع الحكومة الأسبوعى، أمس، ما حدث بشأن الامتحان الإلكترونى، وما تم الاتفاق عليه فى الاجتماع الذى عقد برئاسة رئيس مجلس الوزراء منذ أيام.
وأشار الوزير إلى قيام نحو ٣٥٠ ألف طالب بأداء الامتحان إلكترونيًا فى اليوم الثانى، ووصل هذا العدد إلى ٥٤٠ ألف طالب فى اليوم الثالث، وهو ما يشير إلى النجاح السريع فى معالجة المشكلات التقنية التى ظهرت، مؤكدًا أن الوزارة وجميع الجهات المعنية تعمل على معالجة كل أوجه الخلل من أجل الوصول إلى نظام تقويم إلكترونى يعمل بنسبة كفاءة لا تقل عن ١٠٠٪.
وذكر أن تطوير التعليم يبدأ من مرحلة رياض الأطفال، والصف الأول الابتدائى، وكذلك الأول الثانوى، وقد تم توزيع ٧٠٠ ألف تابلت على الطلاب فى الصف الأول الثانوى، و٧٠٠ ألف شريحة إنترنت، ومركز الامتحانات أعد امتحانات تقيس الفهم وخلافه على مدى العام الماضى.
وأكد رئيس الوزراء أن ما حدث من تحديات فى تطبيق هذا النظام بشأن الامتحان، لا يقلل من حجم ما حدث من تطوير، قائلًا: «نعمل على معالجة المشكلات التقنية التى ظهرت خلال التجربة وتوفير الإمكانيات بشأن التأكد من نجاح السيستيم».